تقارير وحوارات
أذربيجان تضبط مئات الكيلوغرامات من المخدرات القادمة من إيران
في عملية كبيرة تم الإبلاغ عنها في الحادي والثلاثين من آذار/مارس، أعلنت وزارة الداخلية الأذربيجانية عن ضبط مئات الكيلوغرامات من المخدرات القادمة من إيران، مما يمثل تصعيدًا ملحوظًا في الكفاح المستمر ضد تهريب المخدرات في المنطقة. وبحسب الوزارة، اشتبكت قوات الحدود الأذربيجانية مع تجار مخدرات في منطقة هوراديز الحدودية، مما أدى إلى اعتقال مواطن إيراني يُدعى رمضان عدلي على صلة بالعملية.
وأدت الإجراءات الإضافية التي اتخذتها الشرطة في أذربيجان إلى مصادرة ستين كيلوغرامًا من المخدرات المختلفة المُهربة من إيران في مدينة أستارا الحدودية ومنطقة قره داغ المحيطة بباكو. وتعد هذه الضبطية الأخيرة جزءًا من اتجاه أكبر، حيث أبلغت السلطات الأذربيجانية عن ضبط أكثر من طنين من المخدرات والمؤثرات العقلية ذات الأصل الإيراني منذ بداية العام، مما يسلط الضوء على مدى التحديات التي تواجهها البلاد في مجال الاتجار بالمخدرات.
وأعربت الحكومة الأذربيجانية مرارًا وتكرارًا عن مخاوفها بشأن “التهريب المنظم” للمخدرات من إيران. وتتردد صدى هذه المخاوف في التقارير الأمنية الصادرة عن المؤسسات الغربية، وخاصة من الولايات المتحدة، والتي أشارت إلى الدور الذي يلعبه الحرس الثوري الإيراني في تسهيل تهريب المخدرات عبر المنطقة.
واتهم الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، في سبتمبر 2021، النظام في إيران وأرمينيا بالتواطؤ والتعاون في تهريب المخدرات من الأراضي التي احتُلت من قبل بلاده على مدى العقود الثلاثة الماضية (قره باغ). ويسلط هذا الاتهام الضوء على الديناميكيات الجيوسياسية المعقدة المحيطة بتجارة المخدرات في المنطقة، التي لا تشمل الشبكات الإجرامية فحسب، بل تشمل أيضًا التورط المزعوم للجهات الحكومية.
وتُسلط تصريحات السلطات الأذربيجانية فيما يتعلق بالمخدرات الضوء على التحديات الإقليمية الأوسع في مكافحة تهريب المخدرات. وتأتي هذه الجهود على خلفية توتر العلاقات بين أذربيجان ونظام الملالي، حيث يحرص النظام على استخدام أراضي أذربيجان في عمليات تهريب تهدد أمنها القومي وصحتها العامة. وبالتالي، فإن قضية تهريب المخدرات تظل مصدر قلق كبير لأذربيجان، مما يعكس التحديات الأمنية والدبلوماسية الأوسع في علاقاتها مع جارتها إيران.