تقارير وحوارات
النظام الإيراني والخوف من غضب الشعب
في تصريحات مساء الجمعة عند قبر خميني، عرض رئيس السلطة القضائية في نظام خامنئي، الملا ايجئي، صورة لعجز النظام في مواجهة الأزمات التي تحيط بنظام الملالي من الداخل والخارج، فضلا عن خوف النظام من أجواء المجتمع المنفتحة على الانفجار.
وقال إيجئي وهو يحاول أن يعزي سبب الأزمات التي يواجهها النظام إلى خارج النظام: “اليوم يعمل الأعداء والشياطين على خلق الانقسام والتشاؤم واليأس والإحباط بين الناس”، عازيا أزمة النظام إلى الخارج، مضيفا أن “الشياطين تشغل العقول وتنفث العقليات السلبية يوما بعد يوم في الأذهان لخلق الانقسام”.
وتابع تصريحاته حول الأزمة الداخلية للنظام الحاكم والتصارع بين عصابات النظام ، وقال مخاطبا عصابات النظام “امتنعوا واحترزوا من كلام الباطل والإشاعات والقذف وحبك المؤامرات”! “نحن لم نأت للوصول إلى مقعد وإضعاف الآخرين … يجب أن نحافظ على وحدتنا وتماسكنا ونعززهما وألا نسمح للشياطين والجواسيس باختراق صفوفنا”.
ثم كشف رئيس قضاة نظام الجلادين عن المشكلة الرئيسية، وهي الخوف من الانتفاضة وإسقاط النظام، وألقى باللوم على أجواء الشارع الإيراني الموشكة على الانفجار وخطر امتعاض الناس من “حكومة” رئيسي قائلا: “اليوم يجب أن نوفر الحكم الرشيد لهؤلاء الناس، ونسعى جاهدين لتوفير الكرامة لهم في الدنيا والآخرة؛ نحن ملزمون بتوفير الراحة والهدوء والأمن للشعب؛ نحن مسؤولون عن توفير سبل عيش الناس. لدينا الكثير من الناس اليوم الذين هم يعيشون في ضيق وشدة، ولهم الحق في التوقع أن لا يكون الظلم والفساد والتمييز”.
إن التعبير عن الخوف من خطر التمرد والعصيان من قبل الشعب الناقم من خلال الإشارة إلى عواقب فشل حكومة رئيسي لا يقتصر على كلمات ايجئي هذه، بل في الأسابيع والأيام الأخيرة، كانت عناصر و وسائل الإعلام التابعة للنظام تلقي مثل هذه الخطب بانفتاح متزايد.
يقول منصور حقيقت بور من العصابة المهيمنة: “يجب على رئيسي أن يعتذر للشعب؛ هذه الحكومة لا تليق الأمة الإيرانية… هذه الحكومة لا تستطيع حل المشاكل… يجب أن تكون الحكومة حرة وغير منحازة لأي تيار وأن تحكم على أساس الاستقلال والعقلانية، لكن حكومة رئيسي ليست كذلك”. (موقع اعتماد اونلاين 29 مارس)
وحذر رجل آخر في النظام، يدعى فياض زاهد، من الغضب الاجتماعي الذي يمكن أن يندلع في أي وقت قائلا: “يجب وقف هذا الغضب في أقرب وقت ممكن. حكومة رئيسي تستحق أقل ما تستحق ولا يمكنها منع هذا الغضب”. حسب ما أورده موقع رويداد 24 في 26 مارس.
وأما جعفر زاده إيمان آبادي، العضو السابق في البرلمان، فقد سلط الضوء على ضعف وعجز حكومة رئيسي، قائلا: “الأميون والوهميون وأولئك الذين لا يستطيعون التعامل مع الواقع وليسوا أهل الواقع محتلون مناصب في البلاد ويتخذون القرارات. الشخص الذي لم يدير فصلا يصبح وزيرا فجأة” وأضاف أننا لسنا فرحانين من أن الحكومة لم تنجح وباءت بالفشل أو ليست لديها سجل إيجابي” وتابع بالقول “يا ليته لم يكن رئيسي رئيسا للبلاد”.
وبغض النظر عن وسائل الإعلام والعصابة المهزومة، فإن الاحتجاجات والتعبير عن الذعر في العصابة المهيمنة تتوسع أيضا من استمرار الخط المتمثل في إبراهيم رئيسي.
إن انتشار هذه التحذيرات داخل عصابة خامنئي، إلى جانب التأكيد على فشل رئيسي، الذي كان الورقة الأخيرة لخامنئي في توطيد أركان النظام ومواجهة الانتفاضة، هو مؤشر واضح على عواقب هزيمة خامنئي الكبرى في انتخابات الأول من آذار/مارس والآثار المدمرة التي خلفتها المقاطعة الشعبية. وفي الوقت نفسه، يظهر عمق واتساع غضب المجتمع الإيراني ضد النظام وخوف الملالي من الإطاحة بهم على يد الشعب الإيراني