اخبار الإقليم والعالم
الوثائق السرية لبرلمان الملالي دليل على إثارة خامنئي الحرب في المنطقة
فضح نشر الوثائق السرية لبرلمان الملالي في الأيام الأخيرة مرة أخرى نزعة خامنئي المثيرة للحرب في المنطقة وأثبت أنه طالما لا يتم الإطاحة بهذا النظام ، فإنه لن يتوقف عن التحريض على الحرب في المنطقة وأن أي حل آخر غير إسقاط النظام هو سراب.
وتكشف بعض الوثائق المنشورة عن الدور الإجرامي لخامنئي و«برلمانه» في قمع المواطنین داخل إيران وإثارة الحروب في المنطقة. على سبيل المثال، في إحدى الرسائل “السرية للغاية” من هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، قال علي باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، إلى محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان: “شكرا لك على الموافقة في البرلمان على 3 مليارات يورو للقوة الدفاعية وطلب 500 مليون يورو أخرى في إنتاج العوامات والصواريخ والرادار والطائرات بدون طيار، مع إيلاء الاعتبار الفرق بين سعر الصرف والريال في السوق!”
في هذه العبارة القصيرة ، يصبح من الواضح أنه وراء الكواليس، يتم إنفاق 3 مليارات يورو على آلة الحرب والقتل من الجيوب الفارغة وموائد المواطنين لتعزيز “دفاع” النظام ضد جيش الجياع، وسيتم إضافة 500 مليون يورو بجرة قلم.
وجاء في جزء آخر من رسالة باقري “السرية للغاية” إلى قاليباف: “طلب مساعدة إضافية لرواتب أفراد القوات المسلحة، ولسداد العجز في ائتمانات الصيانة والرفاهية،، والمساعدة في اعتمادات الاستخبارات ومنظمة الباسيج، والعمل الإضافي للشرطة، وبناء منازل وزارة الدفاع، والمساعدة في الاعتمادات العسكرية، وتعزيز قوة القدس وقوة الجو الفضائية التابعة للحرس، وتعزيز حماية استخبارات الجامعات والدوائر الأيديولوجية”.
كل هذا بالإضافة إلى الميزانية الرسمية المخصصة لأجهزة خامنئي للقمع و”الدفاع عن العتبات”. وكتب محمد باقر قاليباف في ذيل رسالة الطلب:
“وفقا لأمر القائد المعظم، يجب النظر في القوة بأكملها بشكل خاص في جداول قوات الحرس”.
في وقت سابق، قال فدوي، نائب قائد قوات الحرس، عن 45 عاما من أعمال القمع وإثارة الحرب من قبل قوات الحرس باعتباره الواجب الرئيسي لحرس الملالي: “لم يضع الحرس حتى 24 ساعة في هذه السنوات الطويلة، بعد حوالي 45 عاما من انتصار الثورة الإسلامية، من أجل إنجاز هذه المهمة. وهذا يعني إضافة المزيد إلى قوتها وقوة كل من يريد السير في هذا الطريق”.
يؤكد النظام الداخلي للحرس، هذا الذراع الرئيسي للجريمة والحرب والقمع، الذي لا يحمل شعاره أي اسم أو علامة على إيران، بوضوح على مهمة الحرس المتمثلة في مواجهة الإطاحة و “تصدير الثورات” [اقرأ إثارة الحرب وتصدير الإرهاب خارج حدود إيران].
يقول الخبير الحكومي بيروز مجتهد زاده في مقابلة مع موقع ديدار:
“في الجمهورية الإسلامية، السياسة الخارجية أيديولوجية، ولأنها أيديولوجية، فإن ذراعها التنفيذي هو الحرس. بعد 40 عاما ، إلى أين وصل مجتمعنا … دعونا نوقف هذا الشعار الهراء الذي رأينا كانت نتيجته صفرا!
وقارن عبد الله ناصري، الرئيس التنفيذي السابق لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خميني بخامنئي، قائلا: “في عهد السيد خميني، كان اقتصاد البلاد بأكمله تقريبا في أيدي الحكومة. لكن خامنئي يهتم فقط بالحرس والباسيج ويسيطر على أكثر من 60 في المائة من رأس المال الوطني والاقتصاد”.
وأما مهدي نصيري، المدير الإداري السابق لصحيفة كيهان التابعة لخامنئي، فقد قال في إشارة إلى فضيحة إثارة الحرب والقتل في سوريا: “وفقا لقادة الحرس، ذهبتم للتدخل في سوريا، وبشار الأسد، الديكتاتور الذي قتل عشرات الآلاف من الناس في سوريا، ما هو الفخر لإبقائه على قيد الحياة؟”.
ولكن مقابل 45 عاما من إثارة الحروب والقمع وتدمير الشعب، وقفت المقاومة الإيرانية بلا هوادة في وجه خامنئي ومرتزقته ومؤيديه. ومن خلال نشر عشرات مجلدات الكتب، وعقد الندوات والمؤتمرات الصحفية، فضلا عن تقديم آلاف الوثائق التي توثق سجل أربعة عقود من القمع وإثارة الحرب، أظهرت أن قوات الحرس هي التي أغرقت الشوارع في جميع أنحاء إيران بالدماء و أعمت الشباب وأسقطت طائرة ركاب وقتلت وجرحت وشردت ملايين الأبرياء في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
لهذا السبب، أكدت المقاومة الإيرانية باستمرار أنه من أجل تحطيم رأس أفعى نظام ولاية الفقيه، يجب أولا وضع الحرس، الجهاز الرئيسي الذي يحافظ عليه، على قائمة العقوبات وحله، وإجراءات مثل مقاطعة بعض فروع الحرس أو قادته غير فعالة وغير مجدية ولا تؤدي إلا إلى تعزيز نظام الجريمة والإرهاب.
تظهر الوثائق المسربة من برلمان النظام أنه طالما يبقى نظام الملالي في السلطة، سيتم استخدام جميع موارد إيران وثرواتها للحفاظ على نفسه وفي إثارة الحروب في المنطقة، وسيكون ضحاياها شعب إيران وشعوب المنطقة. وتظهر هذه الوثائق أيضا أن الفكرة القائلة بأنه يمكن كبح النظام من خلال التسوية معه وأن مشاكل المنطقة يمكن حلها دون الإطاحة به، هي فكرة خاطئة للغاية. إنهم يكررون الخطأ الكارثي الذي ارتكبته الحكومات الغربية بالاسترضاء مع النظام لمدة 45 عاما وكانت النتيجة هي النيران المشتعلة الحالية في المنطقة.