منوعات

عصر مشاهير التيكتوك: التفاهة كحاجة للترفيه والهرب

وكالة أنباء حضرموت

لم يكن مستغربا أن يتلهى ناشطون وإعلاميون بقصة "التيكتوكر" المعروف بإسم "الدكتور فود" وزوجته شروق، بينما يشهد لبنان حرباً في جنوبه، بالإضافة إلى غيرها من الأزمات المتراكمة. كان يكفي أن تنشر "تيكتوكر" مقطعاً مصوراً على تيكتوك تتهم فيه زوجها بخيانتها لتصبح وزوجها "حديث الساعة". بل ولتواكب بعض أبرز البرامج التلفزيونية "الحدث" وكأن الإعلام التقليدي بات ملحقاً بتيكتوك وغيره من المنصات التي يبحث فيها عن محتوى.

هذه الحالة، المستنكرة من كثر، يمكن فهمها وتفسيرها ضمن السياق القائم، وهو نفسه الذي يجعل منها أمراً مستغرباً. فالمحتوى المصنف تافهاً أو سخيفاً، والذي يصنع شهرة كثر ويمنح أخبارهم الشخصية رواجاً، يشبع حاجة لدى المتلقي. وإلا لما لقي رواجاً. وفي ظل المصائب والأزمات يصبح منفساً للناس كوسيلة للترفيه والتلهي، كذلك لإشباع غيرها من الحاجات النفسية لدى الأفراد.

بتصميمه، يجعل تطبيق تيكتوك المستخدمين يقضون وقتاً طويلاً يقلبون بين مشهد مصور وآخر دون أن يلتفتوا إلى الوقت. ويظهر التطبيق المحتوى الرائج أكثر من غيره فيساهم برواجه أكثر وأكثر. فضلاً عن الخوارزميات التي تجمع بيانات المستخدمين، فتظهر أي محتوى يرتبط بمحادثة أو تصفح يقوم به صاحب أي حساب, ويعرض أمامه المحتوى المرتبط وإن لم يكن من متابعيه.

اللافت أنه وفي الكثير من الأحيان يأتي الترويج للمحتوى التافه من قبل من يسخرون منه أو يستنكرونه. وهو ما تنطبق عليه نظرية أن الدعاية السيئة هي دعاية جيدة. أهداف عدة تدفع بكثر لإعادة نشر محتوى ينتقدونه بشدة. من هذه الأسباب الشعور بالتفوق أو السمو على أولئك الذين يعيدون نشر محتواهم، وهنا إشباع للأنا ورغبتها بالشعور بالتفوق. أو قد يكون الهدف من انتقاد التفاهة حصد مشاهدات وتفاعل، وهو بالتالي استثمار فيها. ويمكن نشر محتوى تافه من باب الترفيه والتسلية عبر السخرية. أو حتى النقد البناء الرافض لخطابات وتصرفات مؤذية. لكن وبالنتيجة تبقى إعادة النشر مساهمة في انتشار المحتوى موضوع الانتقاد وجعله مادة للنقاش العام.

يشكل تصفح فيديوهات "مشاهير التيكتوك" منفساً لكثر للهرب من هموم الحياة ومن المشاكل اليومية ومن الأعباء الاقتصادية. وهي من طبيعة التسلية التي ليس عليها أن تكون دوماً مفيدة وذات مغزى. وتشغل هذه الفيديوهات المتابعين عن التفكير بمشاكلهم، على الرغم من أنها تشتت الفكر والتركيز وتؤدي لتراجع الانتاجية وبالتالي تخلق أزمات إضافية.

رواج هذا المحتوى يعزز بدوره انتاجه، فيجعل من صاحبه مثالاً لغيره من الباحثين عن الشهرة والاهتمام والكسب المادي السريع. فتغرق مواقع التواصل بهذا المحتوى الذي يتمدد على حساب المحتوى الجيد والمفيد. هكذا يسيطر المحتوى التافه ويصبح له جمهور واسع من المشاهدين الذين ينتظرون حدثاً للترفيه والحديث عنه بعد أن يملوا من أخبار الحروب والأزمات. ويبدو التسليم لهذا المحتوى وكأنه في جزء منه استسلام للواقع الصعب الذي يعيشه الناس.

من جهتها أدركت وسائل الإعلام التقليدية هذه الحاجات، وأدركت أنها هي نفسها بحاجة لهؤلاء "المشاهير" كي تحقق مشاهدات وتسترجع بعضاً من جمهورها الذي خسرته لصالح منصات التواصل الاجتماعي. إذ لم يعد يحتكر الإعلام التقليدي وحده صناعة المشاهير. لذلك راحت وسائله تفرد مساحات من هوائها وأخبارها لاستضافة هؤلاء ومتابعة أخبارهم مهما كانت سخيفة.

في سياق آخر،  أظهر استطلاع رأي فرنسي حديث  أجراه معهد أبحاث الرأي والتسويق في فرنسا (ifop) تراجع ممارسة الفرنسيين للجنس، وخصوصاً الشباب منهم. ووفق الاستطلاع فقد صرح 28% من المستطلعين الذين تترواح أعمارهم بين 18 و24 سنة أنهم لم يمارسوا الجنس خلال ال12 شهراً الأخيرة. بمقابل 5% من المستطلعين من نفس الفئة خلال العام 2006. كذلك صرح 35% من المستطلعين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و59 أنهم لم يمارسوا الجنس خلال السنة الأخيرة. وكانت قد بلغت النسبة 10% قبل 12 عاماً.

في تحليل للأسباب وراء هذا التراجع قالت كاترين سيلانو، وهي طبيبة مختصة في علم الجنس،  في مقابلة تلفزيونية، إن السبب الأول وراء هذا التراجع هو وسائل التواصل الاجتماعي التي تأخذ وقتا كبيراً من حياة الأفراد، إذ يقضي البالغون ما معدله ثلاث ساعات يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي.

يطرح هذا التحليل السؤال عن الوظائف الحيوية الأخرى التي تضررت بفعل الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي. كما تطرح السؤال عن اللذة التي يحققها الناس من قضاء ساعات في تصفح التطبيقات، وإن كانت تتجاوز اللذة الجنسية حتى يكن لها هذا التأثير عليها!.

اليافعي يستقبل رئيس وكادر مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات


رئيس كوريا الجنوبية يحذر نظيره الكوري الشمالي من استخدام الأسلحة النووية


صافرات الإنذار الجوي تنطلق في وسط إسرائيل


الجيش الروسي يعلن السيطرة على بلدة أخرى في شرق أوكرانيا قرب بوكوفسك