ثقافة وفنون

فن..

مهرجان الجونة السينمائي.. غزة في الصدارة

وكالة أنباء حضرموت

قد تكون الحرب على غزة خدمت مهرجان الجونة السينمائي المنعقد حالياً، وإن خيّمت عليه حالة من الكآبة مع إلغاء أي مظاهر احتفالية واستبدال السجاد الأحمر بسجاد ترابي وغباب الأضواء والموسيقى والفساتين الطويلة البراقة لتحل مكانها السوداء. فبعد تأجيله من ١٣ أكتوبر الماضي لينعقد بدورة سادسة استثنائية من ١٤ إلى ٢١ الشهر الجاري، مع تبديل شعار المهرجان إلى سينما من اجل الإنسانية تضامنا مع اهل غزة، وتخصيص سينمائي عن المروية الفلسطينية وواقع القطاع والضفة وأراضي ١٩٤٨، أتى المهرجان كمتنفس لمجمتع السينما العربي والمصري تحديدا حيث ألغيت كل الفعاليات الفنية في مصر واهمها مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان الموسيقى العربية.

كما انه أعطى فرصة للمنتجين والمخرجين وصناع السينما الفلسطينيين لتكون لهم مساحة واسعة للقاء زملائهم والصحافيين والجمهور، وفتح باب النقاش عن اهمية السينما في الازمات ودورها في التغيير والتأثير على الرأي العام وقلب الامور في المجتمع الدولي للإضاءة على الفلسطيني ليس كضحية بل كصاحب ارض. 
خصص المهرجان ١٠ افلام ضمن نافذة على فلسطين منها قصيرة وحدقة مثل فيلم "الشجاعية" لمحمد  المغني وأخرى قديمة مرممة للمخرج المصري يسري نصرالله مثل "باب الشمس"، وفيلم "الاستاذ" الروائي لفرح نابلسي، و"وداعاً طبريا" للمخرجة الفلسطينية لينا سويلم.

الصوت الفلسطيني حاضرا

وقال مدير المهرجان انتشال التميمي لجسور: "هذه ليست المرة الاولى التي يحتفي بها المهرجان بفلسطين و"سينما من اجل الإنسانية" ليس مجرد شعارا بل هو سمة رافقت المهرجان منذ انطلاقته حيث خصصنا جائزة بهذا الشعار، للافلام التي تناقش قضايا حقوق الانسان وتلمس الانسانية وعلى رأسها القضية الفلسطينية". واضاف: "لقد كان للصوت الفلسطيني مساحة واسعة منذ انطلاق الدورة الاولى سواء عبر عرض الافلام الفلسطينية اًو دعمها او منح الجوائز لمبدعين فلسطينيين مثل فيلم "٢٠٠ متر" لأمين نايفة". ولفت إلى ان المهرجان منح جائزة الإنجاز الإبداعي للمخرج الفلسطيني محمد بكري الذي تعج مسيرته بالإنجازات مع اكثر من ٧٠ فيلما بين الاخراج والتمثيل، كما نالت الجائزة نفسها المخرجة مي المصري.

ويمكن للمتابع لافلام والمحاضرات وسوق الجونة السينمائي ، ان يلاحظ ان هذه النافذة التي منحها المهرجان للسينما الفلسطينية  خلق توازنا يُعيد التفاؤل بالدور الانساني الذي تلعبه السينما عامة.

فلسطين في الصدارة

فالافلام الفلسطينية او التي تتناول القضية الفلسطينية، المشاركة في النافذة، تؤكد ان فلسطين كانت دايما موجودة وفي الصدارة لكنها نوعا ما مهمشة او منسية. الافلام صنعت قبل ٧ اكتوبر وكلها تتناول الواقع الأليم. أما الان فلا احد يعرف ماذا تكون عليه السينما الفلسطينية بعد ٧ اكتوبر، فالواقع اشد سريالية وخيالا من اي مخيلة ووحشية.

تثبيت الحق سينمائياً؟

تبقى نافذة على فلسطين مبادرة جيدة تدعونا في التفكير بالرواية الحقيقية لهذه البلاد المحتلة منذ ٧٥ سنة والسؤال هل يمكن للسينما ان تساهم في تثبيت الحق والقدرة على التغيير وكشف الجرائم الاسرائيلية؟ هذا السؤال طُرح أيضا في جلسة نقاش اكتظّت بالحاضرين وخصوصا صناع السينما العرب والأجانب،  وشارك فيها كل من المخرج خليل المزين و الممثل احمد
المنيراوي و المخرج رشيد مشهراوي و المخرجة فرح نابلسي بإدارة المخرج محمد المغني.
في البداية وجه المغني سؤالاً لأعضاء اللجنة عن مدي قدرة صانع الافلام علي المساعدة في تغيير الشؤون الحالية حيث يعتقد ان الشعب الفلسطيني يطلب اولاً المأكل و الحماية قبل ان تدوُن حكايته. بدأ احمد المنيراوي حديثه بالترحم و الدعاء علي شهداء و شغب غزة مستعينا بقصيدة من قصائد محمود درويش كما أكد ان اهداف الاحتلال منذ ١٩٤٨ هي التشكيك في وجود و قدرات الشعب الفلسطيني. 
ورأت نجوي نجار ان صناع الأفلام الفلسطينيين الذين يحاربوا آلة الغرب ليتغلبوا علي الرواية المزيفة التي تصدر في الغرب عن الشعب الفلسطيني و اشادت بوقوف الشعب المصري بجانب الشعب الفلسطيني ثم تحدثت عن اهمية استخدام السينما كسلاح مهم للشعب الفلسطيني.

وتسائل المخرج خليل المزين عن ما اذا كان الجمهور الفلسطيني سيتحمل مشاهدة افلام تحاكي الأحداث الحالية كما الواقع ، كما وجه نقدا لصناع الافلام الفلسطينيين علي اضطرار بعضهم لتبني الأجندات الغربية كي يحصلوا علي تمويل لأفلامهم. 
فيما أكد المخرج رشيد مشهراوي علي ثقته بإستمرار المشهد السينمائي الفلسطيني حيث انه لا يوجد احتلال للأبد بل هناك سينما للأبد، و أن السينما هي التي تحمل رواية و حضارة و تاريخ الشعب الفلسطيني و أنها الفن الأبرز في تشكيل الثقافة الفلسطينية.

واعتبرت المخرجة فرح نابلسي ان السينما شكل من أشكال المقاومة ، فهي ساعدت بالفعل علي انتهاء دولة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. استنكرت نابلسي ما نراه من ازدواجية المعايير لدي هيئات حقوق الإنسان حيث انها لا تطبق علي الجميع.

وروى خليل المزين تجربته في اقامة مهرجان السجادة الحمراء في غزة منتقدا الجماعات الإسلامية مثل حماس على تدميرهم لصالات السينما في القطاع بعد عام ١٩٧٣....

،وقال انه أراد بإقامة مهرجان سينمائي بغزة بعد حرب ٢٠١٤ و لكن لم تتوافر صالات السينما فإضطر إلي اقامة مسرح المهرجان على الركام، غامزا إلى حب اهل غزة للفن والسينما والفرح على عكس ما يعتقد الناس. وعن ظروف تصوير فيلميها الهدية و الأستاذ في الداخل الفلسطيني. تحدثت نابلسي عن مدى صعوبة تصوير فيلم الأستاذ حيث بدأوا التصوير في الفترة التي قتلت فيها شيرين ابو عاقلة، كما واجهت المخرجة صعوبة في تصوير فيلم الهدية بسبب الحواجز ومحطات التفتيش الاسرائيلية.

وتحدث الممثل الشاب احمد المنيراوي بطل فيلم "شرف" عن صعوبة عمله كممثل من قطاع غزة حيث انه لا يستطيع ان يذهب الي المدن الفلسطينية الأخرى، بالتالي يفوت فرص عمل كثيرة مع مخرجين فلسطينيين في الداخل.

وعن طريقة تناول المخرجين للشخصيات الاسرائيلية في افلامهم، وهل يعملوا على ايجاد دوافع لهذه الشخصيات؟ امد المخرج رشيد مشهراوي بانه غير ملزم على ايجاد دوافع لهذه الشخصيات و انه يعتمد على معرفة المشاهد السابقة بأبعاد المشهد في فلسطين. واعلنت نابلسي رفضها التام للعمل على ارضاء اية اطراف المشاهدين، و انها تكتب القصة كفنانة فقط بدون التفكير في رد فعل المشاهدين، لكنها لا تستطيع ان تتعاون مع اي شخص لا يؤمن بوجود و حق الشعب الفلسطيني.

شدد الممثل احمد المنيراوي على اهمية التوقف عن التظاهر بالصوابية السياسية و التركيز فقط على توثيق و اظهار ما يحدث الآن في غزة.

لكن السؤال الأكبر الذي يطرح الان، ماذا بقي للسينما ان تنقل من الواقع؟ وماذا ستطرح الافلام الفلسطينية بعد حرب ٧ اكتوبر الوحشية الدائرة اليوم وموجات التشرد والجوع والقتل العمد والإبادة الجماعية؟ وماذا سيكون من روايات خلف الكواليس؟ وهل سيبقى من يُخبّر من اهل غزة ؟ 
 

آخر ظهور لابن إسماعيل الليثي.. لفتة إنسانية تشعل السوشيال


رسائل إيمي سمير غانم الأخيرة.. حنين لن ينتهي لوالديها


من مصرع رئيسي لتفجيرات لبنان.. إيران في قلب أزمة «بيجر جيت»


قائد الجيش الإسرائيلي يحدد «هدف ومراحل» الحرب في لبنان