تقارير وحوارات
الانقلاب الحوثي يزيد من معدل عمالة الاطفال
6 سنوات من الحرب، أنهكت اليمن، أرضاً وإنساناً، وألقت بظلالها المأساوية على مختلف مناحي الحياة، ليعاني اليمنيون بمختلف فئاتهم، أزمات أثقلت كاهلهم، وأكثر هذه الفئات تضرّراً هم الأطفال، الذين وجدوا أنفسهم في ميدان حرب مستعرة، لتبدأ حياتهم في مضمار البقاء، في ظل أوضاع إنسانية صعبة، يعجز عن مواجهتها حتى الكبار.
ونتيجة هذه الأوضاع التي تعيشها البلاد، التي مزقتها الحرب، انتشرت عمالة الأطفال بشكل لافت، ووجد كثير من الأطفال أنفسهم يواجهون الحياة ومتطلباتها، بالأعمال الشاقة، كي يوفروا قوتهم، ويسدوا جوعهم. وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، إن اليمن ضمن أسوأ البلدان، من حيث مستوى معيشة الأطفال، حيث يعاني أطفاله منذ سبعة أعوام، بسبب الحرب الدائرة في مختلف مناطقه، وحرموا من التعليم، وانخرطوا في الأعمال الشاقة، للحصول على الطعام.
في صور صادمة خاصة بـ «البيان»، تظهر مجموعة من الأطفال اليمنيين، وهم يعملون في ظروف إنسانية شاقة، في معامل تشكيل وتشذيب أحجار البناء، حيث يعمل مئات الأطفال في هذه المعامل، على امتداد الطريق في منطقة النشمة غرب مدينة تعز اليمنية.
عمل شاق
ظروف عمل شاقة، يواجهها الأطفال، ينحتون الصخر، ليستخرجوا قوتهم، بعد أن تركوا تعليمهم، في ظل تدهور الحالة المادية لأسرهم بسبب الحرب، يعملون طوال فترة النهار في أعمال شاقة، يعجز عنها الكثير من الكبار، ليحصلوا على مقابل زهيد، لا يتجاوز دولارين في اليوم الواحد.
يقول أحمد سعيد 13 عاماً، لـ «البيان»، إنه اضطر للعمل، بعد تدهور الأوضاع المعيشية لأسرته، بسبب الحرب، وتوقف الأعمال التي كانت مصدر دخلهم الوحيد، وبعد مرض والده، أصبحوا من دون عائل، اضطره ذلك للخروج والعمل في هذه المهنة، كونها المهنة الوحيد في منطقته، التي يمكن من خلالها الحصول على مقابل، يسكتون به جوعهم على الأقل.
أحمد ترك الدراسة بعد انخراطه بالعمل، لأنه غير قادر على تحمل نفقات تعليمه واحتياجات أسرته. ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، فإن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس، يزيد على مليوني طفل وفتاة في سن التعليم، بزيارة تجاوزت الضعف، مقارنة بفترة قبل عام 2015.
وتقول الإحصاءات الرسمية، إن أكثر من 400 ألف طفل يمني، أعمارهم من 10 إلى 14 سنة، ينخرطون في العمل، فيما تؤكد منظمة العمل الدولية، أن 1.4 مليون طفل يمني، محرومون من أبسط حقوقهم.