تقارير وحوارات
محافظة شبوة
إقالة محافظ شبوة مقدمة لتحجيم جماعة الإخوان داخل السلطة الشرعية
كشفت أوساط سياسية من داخل السلطة عن قرار بإقالة محافظ شبوة محمد صالح بن عديو على خلفية تصاعد الضغوط الشعبية والسياسية المطالبة بتنحيه عن منصبه بسبب فشله في إدارة محافظة شبوة، وانحرافه عن دوره الوظيفي لخدمة أجندة حزب الإصلاح الذراع السياسية لجماعة الإخوان، ومن خلفه قطر.
ولفتت الأوساط السياسية إلى أن هناك استياء سعوديا من هيمنة الطرف الإخواني على الشرعية، والذي بات ينعكس سلبا على الوضع الميداني سواء من خلال الخسائر الميدانية المكلفة التي وقعت في محافظة مأرب آخر معاقل الشرعية في الشمال.
وغادر بن عديو قبل أيام محافظة حضرموت، في الجنوب، إلى العاصمة السعودية الرياض، على وقع حراك شعبي واسع في شبوة يطالب بإقالته.
وكانت محافظة شبوة شهدت الأسابيع الماضية تصاعدا لوتيرة الاحتجاجات والاعتصامات رفضا لبقاء بن عديو الذي يتهمونه بالتورط في قضايا فساد كبرى، فضلا عن انتهاكات وتجاوزات جسيمة بحق مدنيين يعارضون استمرار هيمنة الإخوان لاسيما بعد تسليم ثلاث مديريات من المحافظة إلى المتمردين الحوثيين.
ولوح معتصمون في مديرية نصاب بنقل اعتصامهم إلى عتق مركز محافظة شبوة، في خطوة تصعيدية جديدة بسبب عدم تجاوب الرئيس اليمني مع مطالبهم المنبثقة عن اجتماع الوطأة الذي عقد الشهر الماضي برئاسة الزعيم القبلي البارز عوض ابن الوزير والتي تضمنت إقالة المحافظ ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها وتواطئه مع المتمردين الموالين لإيران.
ويرى مراقبون أن إقالة بن عديو في حال تحققت ستكون خطوة في سياق أشمل لتحجيم جماعة الإخوان المسلمين التي باتت تشكل حجر عثرة أمام مواجهة الحوثيين، وفي استقرار الوضع داخل محافظات الجنوب المحررة.
وأثارت التسريبات بشأن قرار إقالة بن عديو ضجة واسعة في صفوف جماعة الإخوان التي سارع عدد من قياداتها وأعضائها إلى التنديد بها.
وقال عضو البرلمان اليمني شوقي القاضي في تغريدة نشرها الأحد على حسابه على تويتر “إذا صحَّتْ تسريبات إقالة بن عديو من محافظة شبوة فهو اليقين بأن الرئيس هادي ونائبه محسن الأحمر وحكومة عبدالملك معين يطلقون النار على أقدامهم بل ويتآمرون على الشرعية بالتخلص من قياداتها الميدانيين”.
ونشر المستشار السابق لوزير الإعلام اليمني مختار الرحبي سلسلة تغريدات على توتير قال فيها “قام التحالف (العربي) بالضغط على الشرعية وتم استبعاد بن دغر بعد موقفه من الإمارات في عدن وسقطرى وبعد ذلك تم استبعاد جباري والميسري والجبواني والآن التحالف يمارس نفس الدور لاستبعاد بن عديو، لا يريدون أي شخصية قوية يريدون قيادات صامتة لا ترفض لهم طلبا”.
وتحدث الرحبي عن ضغط سعودي على الشرعية من أجل إقالة محافظ شبوة بن عديو، حيث التهديد بإيقاف ضربات الطيران على جبهات محافظة شبوة وتم التلويح بوقف الضربات المساندة للجيش في محافظة مأرب، مشيرا إلى أن “المحافظ غادر شبوة للعلاج خارج اليمن”.
ونجحت جماعة الإخوان في السنوات الأخيرة في فرض هيمنتها على ما يسمى الشرعية واختطاف القرار، ال. ورغم محاولات السعودية لإعادة ترميم الوضع من خلال “اتفاق الرياض”، بيد أنها فشلت في ذلك في ظل عراقيل تضعها الجماعة للحيلولة دون تنفيذه، حيث تسعى الجماعة للانفراد بإدارة دفة الأمور بعيدا عن إشراك القوى الأخرى.
متابعون للشأن أن هناك قناعة سعودية بأن تنفيذ اتفاق الرياض لن يتحقق في ظل الوضع الراهن، وأمام استمرار سيطرة الجماعة التي بان بالكاشف أنها أداة تستغلها بعض القوى الإقليمية على غرار قطر للإبقاء على الانقسام القائم.
وكشف الكاتب الصحافي هاني مسهور في وقت سابق عن توجه لإجراء تغييرات خلال الفترة القليلة المقبلة، تشمل إعادة هيكلة تطال قيادات عسكرية كبرى. وقال مسهور في تغريدة عبر تويتر “قريبا.. هيكلة جزئية للشرعية اليمنية تشمل قيادات عسكرية كبرى”.
وأثار خبر إقالة بن عديو موجة ارتياح في صفوف أهالي شبوة، مطالبين بضرورة محاسبته على الأفعال التي ارتكبها طيلة فترة إشرافه على السلطة المحلية.
وقال عبدالقادر عوض “بن عديو سارق وناهب ومتواطئ مع الحوثيين بتسليم مديريات بيحان.. إقالته لا تكفي بل يجب محاكمته”.
وصرح الأمير “لقد عاث بن عديو فسادا في شبوة وأقصى القيادات العسكرية والأمنية المؤهلة ومنح رتبا عسكرية للمدرسين المنتمين لحزبه وعينهم قادة تولوا قمع كل صوت يطالب بأبسط حقوقه وقتلوا وسجنوا أي معارض ونهبوا إيرادات شبوة وسلموا مديريات بيحان ومنعوا قيام أي مقاومة”.
وشدد الناشط السياسي علي الأسلمي على أن الإخواني بن عديو لن يفلت من الملاحقة القانونية، لامتلاكه سجلا حافلا بالجرائم والانتهاكات.
وتوجه الأسلمي بالقول للمحافظ “إن الإقالة من المنصب لن تحميك من الملاحقة القانونية، هناك ملف حقوقي فيه كل الانتهاكات التي مارستها ميليشيات حزبك بحق أبناء شبوة”.
وعدّد الناشط جملة من الانتهاكات لبن عديو “بداية بالاغتيالات التي طالت أفراد النخبة، والتعذيب في الغرف المظلمة، وقصف القرى بالسلاح الثقيل، وقطع الخدمات المتعمد”، متابعا “سيتخلى عنك من خططوا لك كما تخلوا عن غيرك”، في إشارة إلى الشرعية الإخوانية.