تقارير وحوارات

محافظة أبين

الفقيد الأستاذ محمد حسين عبدالله الفقية..شخصية تربوية متميزة بالعمل التربوي والإداري

طاهر حنش أحمد السعيدي

« شخصيات تربوية يتناولها منتدى القارة التربوي بمحافظة أبين»
الأستاذ محمد حسين عبدالله الفقيه من مواليد 1949م قرية ذراع الفقيه منطقة حمومة الرباط يافع م/ أبين.
ألتحق بالمعلامة «الكتاب» ليتعلم القرآن الكريم على يد الفقيه ثابت شائف حتى أجاد الكتابة، وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم.
سافر إلى دولة الكويت في عام 1959م  تقريباً وعمره لا يتجاوز 10أعوام برفقة أخواله زيد عبدالرب، وصالح عبدالرب، وكان سفره لطلب الرزق من خلال البحث عن عمل يتناسب مع سنه، وعند وصوله دولة الكويت أشتغل في بقالة مع أخواله الذين تبنوا عملية سفره، وهناك وجدها فرصة للإلتحاق بالدراسة المسائية التي كانت تنظمها وزارة المعارف الكويتية، واستطاع أن يوفق بين ذلك العمل والدراسة المنتظمة حتى تمكن من إكمال التعليم الابتدائي بنجاح عام 1965م ثم واصل دراسته الإعدادية ليجتازها عام 1968م، ولم يتوقف عند هذا الحد بل استمر بالدراسة للمرحلة الثانوية العامة بثانوية الشويخ الكويتية مع زميله في الدراسة عبدالله جبران المطري حتى تخرج منها في العام الدراسي 1971/1970م.

عاد إلى الوطن نهاية عام 1971م ليلتحق بالسلك التربوي والتعليمي في شهر نوفمبر من عام 1971م، وكانت محطة عمله الأولى في مدرسة الفقيد عبدالناصر بمنطقة حمومة المسماة حالياً مدرسة الشهيد عبدالله حسين، ويعتبر الأستاذ محمد حسين من مؤسسي هذه المدرسة وروادها الأوائل أثناء إدارتها من قبل زميله الأستاذ محمد أحمد عبدالرحمن «البيرو» من أبناء محافظة عدن.
كانت وضعية مدرسة الشهيد عبدالله حسين في العام الدراسي 1972/ 1971م تتكون من الصف الأول، والصف والثاني، والصف الرابع ابتدائي فقط، بعدد 94 طالباً و 15 طالبةً، وعدد المعلمين 3 معلمين.

استمر أالأستاذ محمد بالعمل في المدرسة فترة ثم انقطع عن العمل لفترة قصيرة ثم عاد إلى عمله بنفس المدرسة، وتم تعيينه مديراً لها بالعام الدراسي 1974/1973م 
وهو العام الذي تم تكليفه بالمراقبة لامتحانات الصف السادس وزاري في مدرسة سرار الابتدائية.

أثناء العطلة الصيفية للعام الدراسي 1976/1975م كان الأستاذ محمد من ضمن المعلمين المرشحين للدورة التدريبية لمناهج السلم التعليمي الجديد للمدرسة الموحدة ذات الصفوف الثمانية للتدريب على المناهج الجديدة «طريقه ومادة» تخصص اجتماعيات لتدريس مواد الصف الخامس موحدة، التي انعقدت في زنجبار، ومن بين 93 معلماً مرشحين للدورة من مدارس رصد، وسرار، وسباح كان الأساتذة محمد حسين عبدالله، وحمود فاضل النوبي، وصالح سالم عبدالرحمن الوحيدين ممن كان لديهم شهائد الثانوية العامة إضافة إلى الأستاذ عبد سالم حيدرة بمؤهل جامعي، والبقية جميعهم ما دون الثانوية.

في مطلع العام الدراسي  1977/ 1976 م تم تعيين الأستاذ محمد حسين مديراً لمدرسة المنصوره الرباط تلك المدرسة التي كانت تعتبر من أكبر مدارس مركز رصد ورابع مدرسة من حيث مخرجاتها التعليمية بعد مدارس كلاً من سرار، ورخمة، والقارة، بحيث كانت تتكون هذه المدرسة من ثلاث مراحل دراسية تدرس فيها ثلاثة مناهج تعليمية مختلفة هي حسب التحديد التالي:-


_الصف الاول، والصف الخامس مناهج تعليمية حديثة للمدرسة الموحدة ذات الصفوف الثمانية مواد تخصصية.
_الصفوف الثاني، والثالث، والرابع، والسادس مناهج المدرسة الابتدائية حيث كان يجلس طلاب الصف السادس للامتحان الوزاري لأكمال التعليم الابتدائي والإنتقال إلى التعليم الإعدادي مواد تدريس عام.
_الصف السابع والثامن للمرحلة الإعدادية الأول، والثاني إعدادي.


كان إجمالي عدد طلاب مدرسة المنصورة أنذاك 435 طالباً و211 طالبة، وكان عدد المعلمين بالمدرسة 20 معلماً من بينهم 6 معلمين من حملة مؤهلات الثانوية العامة ودار المعلمين، وهولاء المعلمين مشتركين بتدريس المراحل الدراسية الثلاث آنفة الذكر، والمناهج الدراسية المختلفة، وبطرق وتقويم مختلف تماماً.

مدرسة المنصورة هي التي جمعتنا بالأستاذ المرحوم محمد حسين في العام الدراسي 1978/1977م عندما تم تعييني فيها معلماً ونائباً للمدير، لمدة عامين دراسيين ونصف.
كان الأستاذ محمد حسين إدارياً متميزاً بعمله، ومنضبطاً، ونشيطاً، ومتابعاً لأعمال المعلمين والطلاب أولاً بأول، ولديه أسلوباً مرناً بالتعامل مع الجميع، وحريصاً على الممتلكات العامة، وكان سريع الغضب  والتسامح، وكان أكثر قلقاً عندما يكون أحد الصفوف الدراسية فارغ من المعلمين، وكان متعاطفاً أكثر مع المعلمين المنتدبين الوافدين من خارج المنطقة، وكان يشكل مع الأستاذ القدير محمد صالح سالم بن سعد أثناء توليه العمل السياسي بالمدرسة فريقاً ثنائياً رأئعاً في العمل الإداري، ففي تلك الفترة ارتفعت مكانة المدرسة، وذاع صيتها، وبرز عملها ونشاطها، وكان يتردد على الألسن نشيد « يامنصورة يامدرسة لعب وفن وهندسة» لما تميزت به هذه المدرسة عن بقية المدارس من أنشطة، وفعاليات متميزة في كافة الجوانب التربوية، والثقافية، والعلمية، والفنية والرياضية، والأدبية، فكان لحضور الإدارة المدرسية اليومي المبكر كل صباح مشياً على الأقدام من مناطق سكنهم البعيدة في منطقة حمومة إلى المدرسة، ومغادرتها بعد الدوام المدرسي دورا كبيرا في الإنسجام والتفاهم والتنسيق، والتخطيط السائد بالعمل.

استمر الأستاذ محمد حسين  بادارة مدرسة المنصورة حتى نهاية العام الدراسي 1981/1980م، وكنا نلتقي بالاجتماعات الدورية لمدراء المدارس التي كان ينظمها مكتب الإشراف التربوي رصد بعد انتقالي مديراً لمدرسة الشهيد علي حسين صالح بمنطقة ظلمان، وكذلك عندما كنت مديراً لمدرسة الشهيد محمد عبد سرار، وكانت تجمعنا في تلك اللقاءات قواسم مشتركة بهموم ومشاكل المدارس أبرزها نقص المعلمين، وضيق المبنى المدرسي، ومشكلة تسرب الطلاب من المدارس، ومحو الأمية، ومشاكل العزب بالمدارس، وخطوط الترحيل «نقل الطلاب» من وإلى المدارس.

في العام الدراسي 1981/ 1982م انتقل الأستاذ محمد لشغل وظيفة مديراً لمدرسة حمومة ليستمر بعمله الإداري المتميز لما يمتلك من خبرات إدارية، في مجال الإدارة المدرسية، وتواصلت لقاءاتنا بالأستاذ محمد حسين عبدالله بعد انتقال عملي في مكتب التربية والتعليم رصد من خلال النزول الميداني إلى المدارس والاجتماعات الدورية التي كان ينظمها مكتب التربية والتعليم  في رصد بحيث كانت آرائه ناضجة، ونقاشاته أكثر واقعية مساهماً بتقديم بعض الحلول والمعالجات لبعض القضايا والتحديات التي كانت تواجه العمل بتلك الفترة، وكان يحضى بتقدير وأحترام من قبل الطلاب والمعلمين والأهالي بالمنطقه، وكان له نشاط متميز في مجال محو الأمية والأعمال الجماهيرية التي كانت تقام بالمنطقة، من مبادرات وحراسات ليلية، وغيرها.
تحصل على العديد من الشهائد التقديرية، ورسائل الشكر من قبل مكتب الإشراف رصد مقابل الجهود التي كان يبذلها في العمل، الإداري والجماهيري كما تحصل على دبلوم في الإدارة المدرسية في عدن.

استمر بعمل الإدارة المدرسية لمدرسة حمومة حتى نهاية العام الدراسي 1994/1993م، وفي أواخر شهر مارس من عام 1994م تعرض لحادث مروري في محافظة عدن طريق المطار برفقة أخوه صالح حسين أودى بحياته، وانتقلت روحه الى باريها بعد خدمة في مجال العمل التربوي لأكثر من 23 عام.

تتقاضي أسرته راتب شهري 45000 ريال.

الله يرحم الأستاذ القدير محمد حسين عبدالله ويسكنه فسيح جناته. 
تحية وتقدير لكل من الأستاذ ناصر الحكمي، والأستاذ صالح أحمد سبعة، والولد الأستاذ سمير محمد حسين على تواصلهم، وموافاتنا بالمعلومات المتعلقة بالسيرة الذاتية للمرحوم الأستاذ محمد حسين الفقيه.

أسعار الصرف تسجل تغيرات طفيفة.. التفاصيل الكاملة


مجزرة عائلية مروعة في بني سليمان


40 عاما بالسجن.. ناشط لبناني يضع علاقات فرنسا وإسرائيل «على المحك»


تفاصيل جديدة بالقبض على بلوغر شهيرة في مصر