اخبار الإقليم والعالم

ماكرون سيحاول تليين موقف الرياض من مقاطعة لبنان

اتفاقيات اقتصادية وصفقات تسلح ضمن زيارة ماكرون للسعودية

الرياض

يعتزم الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون زيارة السعودية في الرابع من ديسمبر/كانون الأول المقبل وعلى جدول الزيارة لقاءات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وعددا من كبار المسؤولين بينهم وزيرا الخارجية والطاقة، بينما يتصدر ملف إيران النووي المباحثات المرتقبة في الرياض إلى جانب إبرام اتفاقيات ثنائية اقتصادية وصفقات، وفق مصادر دبلوماسية غربية.

 

وترجح المصادر ذاتها أن يختتم ماكرون زيارته للمملكة بتوقيع اتفاقيات اقتصادية خاصة في مجالي الطاقة والاستثمار إلى جانب صفقات تسلح، حيث تبدي فرنسا استعدادها لتلبية احتياجات السعودية من الأسلحة والمعدات العسكرية.

 

وأشارت إلى وجود اتفاقية سابقة بين شركة الصناعات العسكرية السعودية والمجموعة البحرية الفرنسية لإنتاج وتطوير أنظمة بحرية تشمل تصنيع سفن بحرية وفرقاطات وغواصات في المملكة، تحصل بموجبه الشركة السعودية التي أسسها صندوق الاستثمارات العامة السعودي عام 2017 على حصة 51 بالمئة من المشروع المشترك.

 

وتأتي جولة ماكرون الخليجية بينما تسعى فرنسا لتوسيع المنافذ الاقتصادية في المنطقة، حيث تبدي باريس رغبة قوية في تعزيز حضور شركاتها في منطقة الخليج وخاصة في المشاريع السعودية الطموحة ضمن 'رؤية المملكة 2030' لتنويع مصادر دخلها ودعم الشركات طويلة الأمد في قطاعات ناشئة.

 

ومن غير المستبعد أيضا أن يكون من بين أهداف جولة ماكرون الخليجية، حصد نتائج اقتصادية ايجابية تسنده في معركته الانتخابية لولاية رئاسية جديدة.

 

وتأجلت زيارة ماكرون للمملكة أكثر من مرة لعدة أسباب بينها جائحة كورونا وأمور أخرى تتعلق بوضع فرنسي داخلي، لكن تقرر أن تكون الزيارة المرتقبة في الأسبوع الأول من الشهر القادم ضمن جولة خارجية للرئيس الفرنسي تشمل إلى جانب السعودية كل من قطر والإمارات، يكون فيها مرفوقا بوفد كبير يضم بين أعضائه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ورئيس المخابرات الخارجية برنار إيمييه.

 

ويحل موعد الزيارة بعد أيام قليلة من المحادثات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا التي يتوسط فيها دول شركاء الاتفاق النووي للعام 2015 أو ما يعرف بخطة العمل المشتركة حول النووي الإيراني.

 

ويفترض إذا عقدت المباحثات النووية غير المباشرة في الموعد المحدد لها أن تختم في التاسع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني جولة سابعة من المفاوضات بعد 6 جولات توقفت بسبب الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جاءت بالمتشدد إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران.

 

ولا يزال عقد الجولة السابعة غير مضمون وسط اشتراطات من إيران وخلافات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بينما تشير حالة عدم اليقين إلى صعوبة المحادثات إذا تمت.

 

وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف أكد أمس السبت في تصريح صحفي أنه "لا يمكن التوصل لحل بشأن الملف النووي الإيراني من دون إشراك دول الخليج العربي في مفاوضات فيينا".

 

ومن المتوقع أن يتصدر الملف الإيراني واستمرار تهديدات طهران باستهداف أمن واستقرار المنطقة من خلال تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية وفي مقدمتها لبنان واليمن والعراق وسوريا وسبل مواجهتها، محادثات الرئيس الفرنسي في السعودية.

 

وقالت المصادر الدبلوماسية الغربية إن ماكرون سيحاول خلال الزيارة "تليين الموقف السعودي وبالتالي الخليجي تجاه لبنان"، إلا أنها استبعدت أن يحقق اختراق في هذا الملف في ظل مقاطعة دبلوماسية خليجية للبنان على خلفية تصريحات وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي التي اعتبرت مسيئة للمملكة ولدول الخليج  ومتحيزة اكثر من اللازم للمتمردين الحوثيين.

 

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد أوضح في تصريحات سابقة أن المسألة أكبر من مجرد تصريح مسيء صادر عن وزير لبناني لا يبدو مؤثرا ولا وازنا، فالأزمة هي نتاج تراكمات ومرتبطة بسيطرة حزب الله الموالي لإيران على مفاصل الدولة اللبنانية ومصادرته للقرار اللبناني بعيدا عن موقف الحكومة اللبنانية.

 

ورجحت المصادر الغربية أن يطرح الجانب السعودي مع الرئيس الفرنسي حقائق الدعم الإيراني لحزب الله في لبنان وللمتمردين الحوثيين في اليمن تمويلا وتسليحا إضافة إلى نشر خبراء عسكريين واستمرار محاولات إغراق المملكة والمنطقة بالمخدرات لالحقا ضرر بمجتمعاتها وذلك من خلال استغلاله (حزب الله) لضعف الحكومة اللبنانية عن ضبط موانئها والمنافذ البرية.

 

ومن المرجح أيضا أن تطرح الرياض قضية إيواء حزب الله لعناصر إرهابية مناوئة لدول مجلس التعاون الخليجي واستمراره في تصدير مبادئ الثورة الإيرانية من أجل زعزعة استقرار المنطقة.

 

وأشارت المصادر ذاتها إلى دول الخليج لا يمكن أن تتجاهل تصريحات قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني الذي قتل في غارة أميركية في بغداد مطلع العام 2020، التي قال فيها إن طهران فازت بـ74 مقعدا في البرلمان اللبناني.

 

ومن التصريحات المنسوبة لسليماني أيضا، قوله إن "السيد نصرالله لا يشرب كوب ماء قبل أن يستشيره".

 

ومن ضمن المباحثات المتوقعة أيضا على طاولة السعوديين وضيفهم الرئيس الفرنسي، المستجدات على صعيد حرب اليمن وإدارة الحوثيين ظهورهم لكل مبادرات السلام التي أطلقتها الولايات المتحدة والسعودية.

 

وستتناول المحادثات الثنائية أيضا ملفي سوريا والعراق وتطورات القضية الفلسطينية على ضوء من استجد وما يستجد من أحداث في الساحات الثلاث.

هدنة «قلقة» في السويداء السورية.. ترحيب أوروبي وخروقات


رقاقة إنفيديا «H20» تكسر المحظور.. احتواء أم تسليح تقني للصين؟


فاجعة في اليمن.. مصرع أسرة من 4 أفراد داخل سيارة حاصرتها السيول


وفد من «CIA» بالحسكة السورية لـ«تقييم مخاطر داعش»