اخبار الإقليم والعالم
مناورة بالخروج من الباب للدخول من الشباك
كتائب حزب الله تحلّ أحد أجنحتها المسلحة
أعلنت كتائب "حزب الله" العراقية المقربة من إيران الجمعة، عن حلّ أحد أجنحتها المسلحة، وذلك بعد دعوة الزعيم السياسي البارز مقتدى الصدر إلى حل الفصائل المسلحة في البلاد.
وقال المسؤول الأمني للكتائب أبوعلي العسكري، عبر حسابه على تلغرام، إن "قيادة كتائب حزب الله قررت حل تشكيل سرايا الدفاع الشعبي وإيقاف جميع أنشطتها وإغلاق مقراتها".
و"سرايا الدفاع المدني" شكلتها كتائب "حزب الله" العراقية عام 2014، لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وأشار إلى "إلحاق سرايا الدفاع الشعبي مع عدتهم وعديدهم بقيادة (هيئة) الحشد الشعبي، على أن تقوم الهيئة بمساواتهم بأقرانهم، وتأمين مستحقاتهم".
وأضاف العسكري أن هذا القرار يأتي "استجابة لما نشر من إحدى الجهات الصديقة بخصوص مبادرة حل قوات عسكرية تابعة لها".
وتابع "نأمل من الأخوة في الطرف المبادر تحويل ألويتهم الثلاثة بإمرة قيادة الحشد الشعبي، وإجراء التفاهمات مع قادة (البيشمركة) لإتمام حلها وإلحاقها بالأجهزة الأمنية العراقية، لنشرع في مرحلة جديدة من نشر الأمن والسلام في ربوع عراقنا الحبيب".
ويشير العسكري إلى قرار اتخذه زعيم التيار الصدري في وقت سابق الجمعة، بحل فصيل مسلح تابع له يسمى "لواء اليوم الموعود" في بادرة "حسن نية" لحل الفصائل المسلحة في البلاد.
وكان الصدر قد دعا في مؤتمر صحافي الخميس، القوى السياسية الخاسرة المعترضة على نتائج الانتخابات، حال قررت المشاركة في الحكومة إلى "حل الفصائل المسلحة دفعة واحدة وتسليم أسلحتها إلى الحشد الشعبي عن طريق القائد العام للقوات المسلحة".
كما حث الصدر الفصائل شبه العسكرية في البلاد على تطهير من وصفهم بالأعضاء غير المنضبطين.
ولم تُعرف على وجه الدقة الطريقة التي سيتم من خلالها دمج الفصائل في الحشد الشعبي، المكون في غالبيته من جماعات موالية لإيران، تمثل رأس الحربة لنفوذ الجمهورية الإسلامية في العراق.
وجاءت دعوة الصدر بعد أن اتُّهم فصيل شيعي تدعمه إيران بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي، بطائرة مسيّرة في السابع من نوفمبر الجاري.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن مسؤولين أمنيين عراقيين قولهما إن كتائب "حزب الله" القوية و"عصائب أهل الحق" نفذتاه جنبا إلى جنب، فيما قال مصدر بجماعة مسلحة "إن كتائب حزب الله متورطة" وإنه لا يستطيع تأكيد دور العصائب.
ونفى فصيل كتائب "حزب الله" ضلوعه بعملية محاولة اغتيال الكاظمي متهما الأخير بلعب دور الضحية، فيما رأت "عصائب أهل الحق" أن هناك طرفا ثالثا وراء محاولة الاغتيال بتنفيذ إسرائيلي وتنسيق أميركي.
وجاءت محاولة اغتيال الكاظمي عقب انزلاق تظاهرات شارك فيها مناصرون لأحزاب سياسية عراقية تمتلك أذرعا مسلحة، إلى العنف في بغداد، مما أدى إلى مقتل متظاهر على الأقل، تبين في ما بعد أنه ينتمي إلى "عصائب أهل الحق".
وتعهد رئيس ميليشيات "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي الذي حضر مع المتظاهرين، بالثأر لدماء أنصاره متوعدا بأشد عبارات التهديد.
ويعيش العراق على وقع أزمة سياسية مستفحلة منذ إعلان النتائج الأولية للانتخابات التشريعية التي جرت في العاشر من أكتوبر الماضي، والتي أفرزت تغيرا كبيرا في موازين القوى، لاسيما داخل المكون الشيعي.
ووفق النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي، جاءت "الكتلة الصدرية" التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في صدارة الفائزين بـ73 مقعدا من أصل 329، فيما يعد تحالف "الفتح" وهو مظلة سياسية للفصائل المسلحة أبرز الخاسرين في الانتخابات الأخيرة بحصوله على 16 مقعدا، بعد أن حل ثانيا برصيد 48 مقعدا في انتخابات 2018.
ومنذ أسابيع، تقود القوى السياسية الرافضة لنتائج الانتخابات، أبرزها الفصائل الشيعية المسلحة، احتجاجات واسعة في بغداد، للمطالبة بإعادة فرز جميع النتائج يدويا.