اخبار الإقليم والعالم
مواجهات في جنوب الحديدة بين الحوثيين والقوات اليمنية
بدأت ميليشيا الحوثي في اليمن تحركات باتجاه الحديدة، ما يهدد بنسف اتفاق ستوكهولم الذي أرسى تهدئة في المدينة الساحلية التي تضم أحد أهم الموانئ اليمنية.
وتأتي تحركات الحوثيين بعد أن حققوا تقدما ميدانيا في محيط مدينة مأرب في معركة يعتبر حسمها لأيا من طرفي الصراع منعطفا في مسار الحرب الدائرة منذ العام 2014.
وقالت مصادر عسكرية وشهود إن الطرفين المتحاربين في اليمن اشتبكا جنوبي مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت بعد أن تقدم مقاتلو جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران إلى منطقة تخلت عنها قوات موالية للتحالف العربي لدعم الشرعية الذي تقوده السعودية.
وكانت قوات يمنية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي قد أعلنت يوم الجمعة أنها ستعيد انتشارها من حول الحديدة وهي الميناء الرئيسي للبلاد في الغرب، في خطوة قالت بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة والحكومة إنهما لم تتلقيا إخطارا مسبقا بها.
وتوصلت الحكومة المدعومة من السعودية في 2018 إلى اتفاق هدنة في الحديدة برعاية الأمم المتحدة مع الحوثيين الذين يسيطرون على المدينة. وصمدت هذه الهدنة إلى حد كبير وتوقف انسحاب القوات من الجانبين منذ عام 2019.
وقال مصدران عسكريان وسكان إن طائرات عسكرية تابعة للتحالف شنت ضربات جوية على مديرية الفازة جنوبي الحديدة، بينما اشتبك مقاتلو الحوثي مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي حتى منتصف الليلة الماضية.
وتقع الفازة على بعد 15 كيلومترا من مديرية الخوخة التي يسيطر عليها التحالف والتي فر إليها مئات اليمنيين بعد تقدم الحوثيين.
وحثت بعثة تابعة للأمم المتحدة تشرف على اتفاق الحديدة، أمس السبت الجانبين على ضمان سلامة المدنيين، قائلة إنه "لم يتم إبلاغها مسبقا بهذه التحركات".
كما قال فريق الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لدى البعثة في بيان إنه لم يكن لديه علم مسبق، محذرا من أن تقدم الحوثيين سيكون انتهاكا صارخا للاتفاق.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الانسحاب في الحديدة مرتبط بما وصفه التحالف بقيادة السعودية بأنه إعادة انتشار في جنوب اليمن، حيث قالت مصادر إن الجيش السعودي انسحب من قاعدة رئيسية في عدن، المقر المؤقت للحكومة وهو ما نفاه التحالف موضحا أن الأمر يتعلق بإعادة انتشار.
لكن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود كرر في مقابلة مع قناة فرانس 24 التلفزيونية أمس السبت نفي التحالف انسحاب الجيش السعودي، قائلا إنه لا يزال هناك دعم قوي للحكومة اليمنية وقوات التحالف.
وتضغط واشنطن على الرياض من أجل رفع الحصار عن الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون، وهو شرط الجماعة لبدء محادثات وقف إطلاق النار.