ثقافة وفنون
محافظة لحج
صالح صلوحه الحوشبي ..موهبة تتألق في مجال الفن التشكيلي
سأميط في تقريري هذا اللثام عن موهبة فنية تتألق في مجال الرسم والتشكيل بمهارة فطرية قل مثيلها، ان المبدع صالح محمد صلوحه الحوشبي، احد ابناء مديرية المسيمير الحواشب بمحافظة لحج، هذا الشاب الظاهرة الذي امتلك مهارة الرسم بالفطرة منذ طفولته صقل موهبته بالممارسة حتى أتقن الرسم التشكيلي فأبدع فيه، وهو اليوم يتالق في سماء الإبداع الفني بلوحاته المدهشه لكنه لم يجد من يشجعه او يهتم به ويدعمه ويأخذ بيده الى عالم البروز والشهرة.
لم استغرب حالة التجاهل والإهمال الذي يطال مثل هؤلاء المبدعين الذين يستحقون التشجيع لإظهار ابداعاتهم، وأعترف أنني شخصيا ظننت عند رؤيتي لوحاته المختلفة منذ الوهلة الأولى أنه فنان تشكيلي محترف وخريج احدى كليات الفنون الجميلة، فقد اندهشت من روعة ذلك الإبداع وازدت ذهولا عندما علمت بأنه يزاول هذه المهنة مجرد هواية، فمثل هذا المبدع يجب تعرض أعماله الفنية والتشكيلية في أحد المعارض بالعاصمة عدن أو غيرها لكي تلفت إنتباه كل رواد ومتذوقي هذا الفن الجميل والأصيل والمهتمين به، فهذا الشخص يستحق بكل بجدارة الإشادة بما يمتلك من موهبة وما ينجز من أعمال فنية بديعة وراقية، ومثله من المبرزين يجب ان لايظلم او تدفن موهبته بالتجاهل والجحود والنسيان، كما ان له أعمال قمة في الروعة، أتمنى من الجهات ذات العلاقة بهذا النوع من الفن وكل المعنيين ان يمنحوه معرضا خاصا بأعماله لحفظ هذا التراث والإرث والموروث للأجيال في المستقبل، وأتمنى ايضا ان يتم الإهتمام به وتكريمه تشجيعا له وتقديرا لعطاءاته.
الفنان التشكيلي المبدع صالح صلوحه، يتناول في رسوماته ولوحاته مواضيع متنوعة وتستهويه أكثر المواقع الأثرية والتاريخيه، إذ تبرز في أعماله ادق التفاصيل التي تعطي جمالية وجاذبية للوحة التي يقوم برسمها وإظهار ملامحها الدقيقة سيما لتلك الأماكن التي تحظى باعجابه واهتمامه، ومن أبرز أعماله الفنية التي قام برسمها معتمدا على مادة الجص وتزيينها بالزجاج والإضاءات الملونة تلك اللوحة الرائعة والمميزة لدار الحجر والكعبة المشرفة وبعض القصور المزخرفة والمعالم الأثرية والقديمة التي عبر من خلالها عن مهارته في النحت وإتقانه للمهنة وموهبته الفذة في هذا المجال.
لقد حباه الله بمواهب متعددة شغف بها منذ طفولته، فإلى جانب عشقه للرسم الواقعي بكل الألوان بما في ذلك الرصاص والفحم والنسكافية، فإن ينظم الشعر ويهوى كل ما له علاقة بالفنون، يقول عن نفسه:
"أحب الرسم وكتابة الشعر وكل ما له علاقة بالفنون، بدأت الرسم منذ الصغر وأحببته وتعلمته بالممارسة والإطلاع، أرسم بالفحم والنسكافية والألوان بكل أنواعها، كما ارسم بالطين التشكيلات الفنية والمعمارية للمدن والمناطق والقصور التي اعجب فيها، فمثلا الرسم بالجص قريب جدا لي ولكثير من المتذوقين للفن كونه فنا جديدا ويحتاج حرفية أكثر وغير مشهور، وعشقي لهذا الفن يأتي من كوني نشأت بأرض خضراء تحتضن وادي تبن، كل هذا منحني الثقة بالنفس وتفتحت على اثر ذلك مداركي وبمرور الأيام اكتسبت خبرة ومهارة دفعتني لإظهار مواهبي الكامنة على الملأ، بعد حصولي على التشجيع المحفز من قبل الأسرة وقناعتي وتيقني من جودة أعمالي، لا سيما في مجال الفن التشكيلي".
فرضت الأعمال الرائعة للفنان صالح صلوحه، وجودها وإبداعها في ساحات الفن التشكيلي بالمسيمير خلال وقت قصير، والمستقبل ينتظره وينتظر ممن يتحلى بمثل هذه الموهبة والحماسة المزيد من العطاء الفني، إنه الرسام التشكيلي (صالح محمد صلوحه الحوشبي)، احفظوا هذا الاسم جيدا لأنه سيكون له شأن في ميدان الفن التشكيلي الذي أحبه عن موهبة وإطلاع، ودون تأهيل تخصصي، وبرزت فيه خلال وقت قياسي، ونأمل أن يلقى التشجيع والدعم من كل الجهات المسؤولة، وان يحظى باهتمام القائمين بأمور الثقافة في محافظة لحج، وأن يتاح له فرصة المشاركة في معارض الفنون التشكيلية داخليا وخارجيا، وان تقتنى لوحاتها الفنية والإبداعية كجزء من التحفيز والتشجيع لاستمرارية إبداعه، وان تتاح له فرصة الدراسة الجامعية التخصصية لدراسة الفن التشكيلي في جامعة عدن، ومع ذلك فهناك الكثير من الفنانين المبدعين من أمثاله أوصلتهم مواهبهم إلى العالمية، دون أن يحصلوا على تخصصات أكاديمية أو يتتلمذوا على يد فنانين كبار، وأصبحوا أسماء لامعة في مجالاتهم.
وهذه الكلمات مجرد تحية لهذه الموهبة المتفتحة في سماء الإبداع الفني، ومسك الختام نشد على يديه لمواصلة مشواره الإبداعي الذي قطع فيه شوطا كبيرا إعتمادا على موهبته الفريدة ومثابرته وجهده الخاص، وبمزيد من الممارسة ستتضاعف نجاحاته، ونثق أنه مثلما شق طريقه بنفسه ودأب على تطوير موهبته بجهود ذاتيه منذ الصغر، فأنه لجدير أن يواصل مشواره بثقة أكبر في عالم الفن التشكيلي وننتظر منه بكل شوق أعمالا مميزة بتميز موهبته الفذة وابداعه المتفرد.