ثقافة وفنون
خاطرة
رحلت تارك .. العيون تدمع
لااعرف من اين ابدأ. من النهاية التى لم اكن اتوقعها . او من فجائية الاقدار . او من لحظات الانكسار . او من لحظات الفزع التي ارتابتني . حين وقع الخبر . اقفلت جوالي واقفلت عيناى . لعلي ارى من يكذب الخبر .
لكن هيهات لقد سبق القدر . كل حذر و صدق الخبر .
ليس هناك لدي من الكلمات . ما استطيع أن اعبر فيها عن مدى حزني . وهل الكلام يشفي . او يخفف مقدار الالم .. لازلت لا اصدق انك رحلت عنا يادكتور حميد ٠ وانا لازلت اسمع صدى كلماتك . مثل مافيك من سعة صدر . وحسن الخلق . واسع الافق . رحلت في تلك الليلة السوداء . الذي اختفى فيها القمر . وساد الصمت في المكان . كنت انت اختفيت عنا . رحلت للابد . دون كلمة وداع او قبلة على محياك الطاهرة . رحلت ونحن نسوق الامل في لقائك . في مجلس كنت انت عطره . عبير يطوف مجلسا . كنت به نورا يشق به جنوح الظلام . يتسلل إلى عناق السماء يحتضن القمر . وخلفت موعدا ، كنت مع موعدا اخر . اختاره لك القدر . سبقنا . ونحن نسوق الامل والانتظار .
تاركا فينا الكثير من الحسرة والالم . وضياع الامال ..
لازلت لا افهم الموت . يفاجئنا يصدمنا . و يفجعنا في ما نحب . لكنه الموت هو الحقيقه التى دوما ما ننساها . رغم علمنا بأن الموت حق . ولابد منه . ننسى كما ننسى ان الحياة . ماهي الا لحظات قليلة من الفرح . وما أكثر لحظات الفراق الاحزان . ولحظات الموت . هي من تفجعنا . ونحن فيها عيون باكيه تذرف الدمعه ..
لكني لازلت لا افهم لماذا الموت يختار الاجمل فينا . كنت ارى لمعت عينيك الدافئة . و نحن نستقرئ منك افكارك . وانت تلملم شتات افكارنا المبعثرة . ايها المثقف النبيل في زمن التيه . في زمن اختفى فيها المثقفون . زمن التهميش والابعاد . زمن التطفل والاستعلاء . ومنطق الاستيلاء . واعتلى المهرجون والمرجفون صهوة الخيل متقدمين الركب . ببنادق الزيف والقوة على القلم و الكلمه . في زمن التغريب وهجرة العقول والابعاد. لا مكان فيه للشرفاء ونبلاء الكلمه المثقفون الطيبون . في زمننا هذا زمن الانحسار. وقلة الاوفياء الاخيار ..
ذهبت بلا وداع . تارك العيون البواكي .
تدمع وتتذكر لقاك . لا احد يستطيع أن يتخطئ
الالم وفرقة الاحبه . الا بالصبر والاحتساب الى الله ..
ان لله وان اليه راجعون الله يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ..
* أحمد الجعشاني *