اخبار الإقليم والعالم
اقتراع أصبح غير مؤكد في ظل الخلافات حول قانون الانتخابات
المنفي يمثّل ليبيا في مؤتمر باريس وسط خلافات مع الدبيبة
قالت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي الليبي نجوى وهيبة مساء الأربعاء إن رئيس المجلس محمد المنفي سيكون على رأس الوفد الليبي بصفة رسمية في مؤتمر باريس بشأن ليبيا، وذلك عقب أنباء متداولة حول وجود خلاف بين المنفي ورئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة حول تمثيل البلاد في المؤتمر.
وأفادت وهيبة في تصريحات أدلت بها من على متن الطائرة التي كانت تستعد لنقل الوفد إلى العاصمة الفرنسية، بأن من ضمن الوفد المشارك في المؤتمر قائدي اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 أحمد بوشحمة وامراجع العمامي.
وأضافت أن رئيس المجلس الرئاسي سيؤكد خلال مؤتمر باريس ضرورة إيفاء كل الأطراف بتعهداتها لاستكمال العملية السياسية بنجاح، وضرورة التزام الأطراف الدولية بتعهداتها لإنجاح خطة إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب.
وتستضيف العاصمة الفرنسية قمة جديدة حول ليبيا غدا الجمعة، قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل، وهو اقتراع يبدو إجراؤه غير مؤكد أكثر من أي وقت مضى، في ظل استمرار الخلافات حول القوانين الصادرة عن مجلس النواب والمعتمدة لتنظيم السباق الانتخابي، وتهديدات الإخوان وحلفائهم بإفشال الحدث الكبير الذي يراهن عليه الشعب الليبي والمجتمع الدولي لتجاوز أزمة السنوات العشر الماضية.
وعشية المؤتمر كشف تقرير نشرته مجلة "جون أفريك"عن تصاعد التوتر بشكل غير مسبوق بين رئيسي المجلس الرئاسي والحكومة في ليبيا، ما خلق أزمة سياسية حول تمثيل البلد في هذا الاجتماع الدولي.
وأوضحت أن الدائرة الرئاسية لا تقبل دعوة رئيس الوزراء الدبيبة، الذي تشمل اختصاصاته من حيث المبدأ الشؤون الداخلية، لحضور قمة باريس، مشيرة إلى أن "المجلس الرئاسي هو الهيئة التمثيلية الوحيدة لليبيا في الخارج، وهكذا يجادل المقربون من المنفي بأنه منذ سحب البرلمان الليبي الثقة من الحكومة في سبتمبر الماضي، تحوّل الفريق بقيادة الدبيبة إلى إدارة لتصريف الأعمال".
وأضافت "جون أفريك" "لم يعد لدى الحكومة حتى الوسائل لتنفيذ مهمتها الأساسية، وهي تنظيم الانتخابات في ديسمبر المقبل، بما في ذلك الموارد المالية، حيث إن البرلمان لم يقر موازنة الحكومة حتى الآن، وهكذا لا تزال ليبيا دون قانون انتخابي، قبل شهر تقريبا من موعد الانتخابات".
وكان مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة نيكولاس دو ريفيير قال إن "مؤتمر باريس يهدف إلى إظهار الدعم الفرنسي للعملية السياسية، لاسيما تنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية، وكذلك من أجل تنفيذ وقف إطلاق النار، وعلى نطاق أوسع، تحقيق الاستقرار في ليبيا، مع الأخذ في الاعتبار التداعيات الإقليمية للأزمة الليبية".
وبحسب مراقبين، فإن المؤتمر الذي سيحشد الدعم الدولي لبدء تنفيذ خارطة الطريق في ليبيا، سيناقش آليات إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها.
ويرى مراقبون أن إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية وتفكيك الميليشيات ونزع سلاحها، أحد أهداف مؤتمر باريس، مشيرين إلى أنه سيمثل دفعة من القوى الفاعلة في المجتمع الدولي المعنية بالملف الليبي، لدعم إجراء الانتخابات في موعدها.
ولفت هؤلاء إلى أن المؤتمر سيبعث رسائل طمأنة إلى المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، التي وجه تنظيم الإخوان الليبي سهام نقده وأسلحته إليها، بل هدد رئيسها عماد السايح.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مصادر برلمانية الجمعة الماضي قولها إن دولا تطرح بعض النقاط في مؤتمر باريس، منها تأجيل الانتخابات بضعة أشهر حتى التوافق بين ما يعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة" والبرلمان.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الدول هي المتحالفة مع تنظيم الإخوان المسلمين، والتي ترتبط مصالحها بإبقاء الوضع على ما هو عليه، ما يعني أن الخلاف بين الحاضرين في باريس، موجود قبل انعقاد المؤتمر.
وبينما يمثل المؤتمر خطوة نحو إقرار خارطة الطريق الأممية في ليبيا، قلّل مراقبون من أهميته نظرا لموعد انعقاده قبل الانتخابات بفترة بسيطة، معتبرين أنه سيكون كسابقيه من المؤتمرات.