ثقافة وفنون

قصة قصيرة

كلب حارتنا

 منذو زمن بعيد لازلت اتذكر . كلب حارتنا .  وكان يتهيأ لي انه كان مخلوق جبار . كان اسمه عنتر كبيرا في الجسم وضخما . فكان حارس للحارة وبواب لمدخل الحاره . ولايستطيع اللصوص الاقتراب من حارتنا ولا بلاطجة الحارات المجاورة لنا . وكثيرا من الناس في  الحارات الاخرى . كانوا يتجنبون من المرور بحارتنا خوفا من عنتر . فكنا نعيش بسلام امنين في الحارة .  والكلاب هي من الكائنات المسخرة لخدمة  للانسان .  وكثيرا ماارتبطت الكلاب بحياتنا . 

وهي أكثر وفاء واخلاص. ولكن هناك ايضا من الناس من يكرهون الكلاب ويمقتونها ويرمونها بالحجارة . حين كنا صغار كنا نذهب إلى الكلب عنتر  ونحاول التقرب اليه . كنا نحضر معنا بعض من بقايا الطعام من العظام وفتاتيت اللحم او الخبز . فنلقى اليه العظام . ونحاول التودد واللعب معه . يهز ذيله لنا مرحبا . وهي لغة واشارة بيننا فهو يفهمنا جيدا  . وهناك من  يقولون ان الكلاب تعرف لغة الانسان . فظل الكلب عنتر ونيسا لنا في الحاره . فلا يمر يوما دون أن نمر عليه . ونلعب معه . والكلاب عادتا ماتحب اللعب مع الاطفال . ولديها صفه جميله الوفاء والاخلاص  لصاحبه . على خلاف بعض البشر . 

الى أن جاء صباح ذلك اليوم  . الذي بدت الشمس فيه غائبه عن موعدها. كنا نبحث عن عنتر في الحاره . حتى وجدناه باسط ذارعيه بالارض . تحت سيارة قديمه متهالكه . لايتحرك جثة هامدها  ميتا . فكان يوما حزين لنا نحن الاطفال كانت لحظات من الحزن والالم . وتأثرنا كثيرا لموته . وكان كلما مر كلب من حارتنا . تذكرنا عنتر و تحدثنا عن عنه . ليس كل الكلاب مثل عنتر . فخلقنا مأثر وبطولات له خارقة وأعمال عظيمه  في حماية الحاره . فكنا كلما جأءت سيرته نفرح ونروي قصته . فكان كل يوم نحكي عنه قصة جديده  من خيالنا الخصب في ذلك الوقت . حتى اصبح الكلب عنتر  اسطورة الحارة والبطل الخارق . مثل عنتر بن شداد الفارس المغوار . وعادة الاطفال دائما مايبحثون عن بطل خارق يدافع عنهم  . وعنتر كان كلب غير . 

ومن الاشياء الذي كنا نسردها  مثل هجومه على دوريه انجليزيه . حاولو دخول الحاره  تطارد الفدائين . فتصدى لهم عنتر بنباحه . وهجم عليهم وقتل جندي  ولم يستطيعو قتله . بسرعة فائقه  فر  منهم سريعا متسلق جدران المنازل حتى اختفى من أعينهم  . فكنا كثيرا ما نشعر بالرضا والسعادة ونحن نتلو القصص الخارقه عن عنتر . 

الى أن قرر بعض الاطفال احضار جرو صغير وتربيته وتدريبه . ويكون مثل عنتر . فكان بين فترة وأخرى يذهب طفل او اثنين من الحاره . الى الخلاء حيث يمكث الكلاب هناك بين الاشجار واكوام الطين . فيسرقون جرو صغيرا في غفلة من امه . ويحضرونه الى الحاره  ويسمونه عنتر . الى أن جاء يوم قررت انا وابن عمي ان نحضر جرو صغير ونربيه .. 

 

عنتر صغير مثل البقيه من اطفال الحاره . وضعناه في صندوق صغير . وفتحنا له باب يطل منه . وحضرنا له الحليب كي يشرب . فكنا سعداء به وكنا نناديه عنتر . وذات مرة رائه ابي في حوش البيت . فغضب علينا وهاج وزمجر فينا . 

 

وتوعدنا بعقاب اليم أن لم  نعيد الكلب مكانه . فخشينا أن نعيده الى مكانه . خوف من امه تهجم علينا . فرأينا ان نسلمه لاولاد الحاره . سوف يفرحون به ويكون جرو اخر يضاف الى الجراء السبعه . فصار في الحاره ثمانيه جراء وكلهم عنتر . ولكن ليس كل الكلاب .. كلاب .. وليس كل الكلاب .. مثل الكلب عنتر .. فهناك من الكلاب ليس لها .. الا هز الذيل والنباح .. وكلاب .. رحمه الله كلب حارتنا عنتر ..


 

رئيس أوزبكستان يدعو إلى تعزيز دور المعارضة في البرلمان


الهيئة العليا لـ "مؤتمر مأرب الجامع" تعقد اجتماعًا وتعلن قيادة للمؤتمر


مؤسسة الوردة البيضاء تدشن برنامجها التوعوي لذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة أبين


مكتب الشباب والرياضة بالضالع يكرم عدد من الداعمين لدوري الشعيب العام