ثقافة وفنون

قصة قصيرة

لا غفران لمن يقتلنا

وكالة أنباء حضرموت

كنت لا أعرف من اين ابدأ الحكاية . ولكني كنت اعرف اين انتهت .. هكذا دائما عند النهاية تكتشف حجم المعاناة التى كنت تعيشها . ولكن سأبدأ من لحظة التي  . انطلقت فيه رصاصة الغدر واختارتك أنت من دون سائر الناس . رصاصة طائشة اتية من خواء الارض وجوف السماء . وصلصة الرصاص موجودة  في كل مكان . ولاوجود للسكينه والامان في بلد اجتاحه الحرب . ولازالت هناك بقية منهم  تغتصب الموت لاهلها . كنت أسال نفسي دوما لماذا الموت اختارك انت . لم أكن أعرف الموت من قبل . كنت اراه شيئا عاديا حين يمس الناس . لكنه جاء فجأة ودون انذار . مثل الصدمة التى لم يتوقعها احد . ويالها من صدمة . نهاية لم اكن اتوقعها . هل هناك غفران لمن يقتلنا . الم يعلم انه لم يقتلها وحدها بل قتلت امة بعينها و قتلني أنا ايضا .. يالها من طريقة لقتلي . أطفأ النور الذي كان يضئ بدني . فأنا لست بشئ من دونها .. من بعدك  لا اكون أنا .. وهل للكون شئ بعدك . كنت اعتقد اني قادر على الحياة قبل ان تغادريها . كنت ارى العالم بعينك أنت . وأنت  من وهبتني الحياة . بعد ان رفضتني . لقد كفاني الله بك دون الاخرين . 

عندما تكون معاق وجسد لا يستطيع الحراك . لن تأتي المعجزة في  ولد صغير عاطل عن الحركه . هكذا ولدت وهكذا وجدت نفسي . جثة هامدة لا تستطيع الحراك . ليس كل الامهات مثلك ياأمي . منذو ولدت وأنا مخلوق معوق مشوها . لكني كنت لابث  بين احضانك . يمتص رحيق تديثك متشبت بالحياة. وهو لا يعلم انه نكرة في هذا العالم المترفع . كنت منبوذ صغير  . في بلد ليس فيه مكان للمعاقين . مجتمع يتأفف من المشوهين خلقا . لايحتاجه وليس له مكان بين الاسوياء . لو كنت غادرت هذا العالم لم ينتبه لي احد . سيقولون ارتاح وأراح . ينظرون الناس الى المعاق بالاسئ . بعين الرحمه والشفقة . وهم يلوون رؤسهم من التأفف . لكنك لا تستطيع التحكم بمشاعر الاخرين . ان نظرات الناس هي اكثر ايلاما و اذئ  من الاعاقة . قد لا أستطيع أن اسرد لك حياتي كلها مع امي كيف كانت . ولكن هناك أشياء كان عليا البوح بها . ربما تصل الى كل من يطلق الرصاص وهو لا يعلم اين تسقط .

كنت لا أستطيع أن اتعلم الاشياء بنفس الطريقة التي يتعلم الاخرون بها . كانت هيا الوطئة التى حملت على عاتقها كل ذلك . هي الام و الطبيب والمعلم والمرشد .  هي من كانت تحملني بين ذراعيها وأنا صغير يتوسل ثديها . وهي من تضعني في الحمام وتغسلني من الاذى  رغم بلوغي سن الثلاثين عام . رجل ولكن اي الرجال أنا . وهي من تلبسني الثياب وتضع العطر في اكناف ثيابي . وهي من تضعني على السرير عند النوم  . اه كم كنت  عبئ ثقيلا عليك يا امي . أعرف انها ليس شفقة ولا منة منها . كان ذلك هو الحب حب الغريزة والامومه التى خلقها الله فيها . وليس كل الامهات مثلك يا امي . حين رفضتني المدرسة . لاني لا أستطيع أن اتعلم بنفس الطريقة التي يتعلم بها الاخرون .ولا يمكن للنظام ان يتغير لأجلي . لكنها  ادخلتني المدرسه بعد أن رفضتني المدارس كلها . لاتوجد مدارس خاصة لذوي الاحتياجات في بلد فقير يعاني . لكن باصرارها وعزمها ورجائها للمسئولين دخلت المدرسه . فكنا نذهب معا سويا ونعود سويا . وفي الطريق كانت النظرات مؤلمه وهي ترمقنا . الا نظراتك انت كانت هي من تجاملني بابتسامة منها . ليس من شى في هذا العالم مثل امي . لولا امي ما اكملت الطريق في هذه الحياة . لولا امي ما استطعت المشى ولو قليلا الى دورة المياه . ولولا امي ما أستطعت الجلوس على الجلوس الكرسي المتحرك . ولولا أمي ما استطعت القرأئة والكتابة .  

  

في اللحظات القليلة  التي كنت أجلس فيها  أمام البيت علي كرسي متحرك . عند الأصيل  تكون الشمس قد افلت من مكانها خلف السحب المتراكمة . وانا ارى تلك النظرات من عيون الاخرين وهم يمرون من امامي . ولايكتثرون او يحسون بوجودي . مثل شئ جامد ليس فيه روح . حجر من حجار الارض . او  عمود نور ثابته او سيارة متوقفه امام منزل . حينها كانت تتملكني الشفقة على نفسي . والرغبة في البكاء كنت اريد أن اصرخ كا المجنون . لكني اظل صامت هنا وحدي بمشاعر مؤلمة وبنبرات الحزن و الاسئ واحاسيسي الممزقة . لم أكن أعلم اني خارج نسيج هذا العالم . ولا يحق  لي  الصحبة مع الاخرين للعب معهم او للحديث معهم . فا أنا لست مسؤلا اني خلقت بخلل عضوي ولدت به . ولست مسؤلا عنه . اي عالم هذا الذي لا يبالي ولا يكثرث لشخص مقعد معوق . بحاجة إلى عالم اخر . يغوص فيه يتفاعل معه ويشاركه حياته . كنت لا اجد نفسي الا في الاحلام . عالم من الخيال حياة اخرى . موجودة في مخيلتي ولكنها لا تكفي . أما العالم الحقيقي فهو منقطع عني . فاجد نفسي مقهور عاجز لامكان لي بين الاحياء . فقدت طعم الحياة من بعدك . أني موعود اليوم مع عالم جديد من غيرك . سوف اجرب الحياة من دونك . قد يكون صراع بين امل البقاء في هذه الحياة . او اللحاق بك في قابل الايام .. انتظريني ربما لم يطول انتظارك لي ..

رئيس انتقالي المهرة يلتقي اللجنة التحضيرية لاتحاد المهندسين الجنوبيين بالمحافظة


بحضور ناجي مفوضية اللاجئين بعدن تنظم حفل توزيع العدة لدورات المهن التدريبية


لقاء موسع بمديرية الضالع لمناقشة اضرار تشغيل مصنع الوطنية بالفحم الحجري


إستكمال إصلاح كسر خط المياه الرئيسي المغذي لمدينة البريقة وضواحيها