اخبار الإقليم والعالم
جريمة طعن تلميذ لأستاذه تفجر موجة غضب في العاصمة التونسية
توترات اجتماعية تطرق أبواب تونس يراها قيس سعيد مفتعلة
تعيش تونس على وقع توترات اجتماعية بسبب احتجاجات في بلدة عقارب بمحافظة صفاقس على اثر وفاة شاب تقول عائلته إنه توفي نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع في مظاهرات رافضة لإعادة فتح مصب للفضلات بالبلدة، بينما تشهد العاصمة كذلك وقفة احتجاجية لاساتذة التعليم الثانوي تنديدا بتعرض أحد زملائهم في قاعة الدرس لعملية طعن من قبل تلميذه.
كما تأتي هذه التطورات بينما يستعد معارضون للرئيس التونسي لتنظيم احتجاجات تنديدا بما يصفونه بـ"الانقلاب على الشرعية"، في إشارة للتدابير الاستثنائية ليوم الخامس والعشرين من يوليو/تموز الماضي وما تبعها من إجراءات تم إقرارها بمراسيم رئاسية ومنحت الرئيس صلاحيات واسعة بعد تجميد عمل البرلمان ومعظم فصول الدستور.
وقد دعا الاتحاد العام التونسي للشغل أكبر مركزية نقابية عمالية في البلاد اليوم الثلاثاء، لإضراب عام في القطاعين العام والخاص في بلدة عقارب بمحافظة صفاقس، غدا الأربعاء، حيث تُوفي شاب عقب احتجاجات على خطط الحكومة لإعادة فتح مكب نفايات.
وقال شهود عيان إن محتجين أضرموا النار في مركز للحرس الوطني اليوم الثلاثاء ضمن احتجاجات متواصلة.
وبينما نفت وزارة الداخلية في بيان أن يكون سبب الوفاة الشاب هو الاختناق بالغاز المسيل للدموع وأنه توفي نتيجة عارض صحي في منزله الذي يبعد نحو ستة كيلومترات عن موقع الاحتجاج ، قال شهود عيان وعائلة المتوفي إن سبب الوفاة هو الاختناق بالغاز الذي أطلقته الشرطة بالبلدة.
وأحرق محتجون غاضبون في مدينة عقارب الثلاثاء، مركزا للحرس الوطني وسط حالة من التوتر في المنطقة بسبب وفاة أحد أبنائها، فيما أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق في حادثة الوفاة.
الشاب الذي يقول الأهالي إنه توفي جراء استنشاقه غازا مسيلا للدموع، فيما تنفي قوات الأمن ذلك.
وخرج المحتجون في عقارب أمس الاثنين رفضا لقرار السلطات إعادة فتح مكب نفايات في البلدة الواقعة بجنوب، فيما تدور حاليا مواجهات عنيفة في شوارع البلدة بين الشبان والشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين يحاولون قطع الطرق ورشق القوات الأمنية بالحجارة.
والاحتجاجات بعقارب هي أول اختبار جدي لحكومة نجلاء بودن التي عينها الرئيس قيس سعيد الشهر الماضي في كيفية الرد على الغضب والإحباط المتناميين بسبب سوء الخدمات العامة والظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الصعبة.
وتم إغلاق مكب نفايات بعقارب الواقعة على بعد 20 كلم من صفاقس هذا العام بعد أن اشتكى أهالي البلدة من انتشار الأمراض وقالوا إنهم يعانون من كارثة بيئية بعد أن بلغ المصب طاقته القصوى.
ولم توفر السلطات المحلية مصبا بديلا، ما تسبب في تكدس آلاف الأطنان من القمامة المنزلية عشوائيا.
ولكن وزارة البيئة أصدرت قرارا باستئناف نشاط المصب باعتباره مرفقا عموميا وذلك للحد من المخاطر الصحية والبيئية والاقتصادية بالولاية.
وأعلنت في بيان لها عن الشروع فورا في تنظيف ورفع الفضلات المتراكمة في الأحياء والنقاط العشوائية بالولاية بمشاركة ومساهمة كل الأطراف المعنية.
وشدد الرئيس التونسي قيس سعيد على أن مدينة صفاقس منكوبة بيئيا بسبب الصراعات، وأن أطرافا تعد اليوم العدة لمنع رفع القمامة في مدينة تونس.
ولم يتردد أمس الاثنين أثناء لقائه بوزير الداخلية توفيق شرف الدين، في التلميح إلى نظرية المؤامرة لافتعال أزمة اجتماعية ردا على فرضه التدابير الاستثنائية في البلاد.
وقال "إن جانبا من الأزمة مصطنع"، وأن هناك من يريد ضرب الدولة وضرب المرافق العمومية، مضيفا "صفاقس مدينة منكوبة من الناحية البيئية. وهناك من يعد العدة حتى لا ترفع القمامة من مدينة تونس ومدن أخرى"، مضيفا أن "هؤلاء لا يعيشون إلا بالأزمات والافتراءات، ثم يعطونها غطاء قانونيا"في إشارة لمعارضيه الرافضين لقراراته الاستثنائية.
وأوضح الرئيس التونسي أن الأمر فيه جانب موضوعي، لكن تراكمت الأسباب لسنوات طويلة أدت إلى هذا الوضع البيئي الذي يعرفه الجميع"، مضيفا "ليعلم التونسيون أن هذا الأمر فيه جانب مصطنع، من لفظهم التاريخ يبحثون عن القمامة والمزابل لأنهم في مزبلة التاريخ".
وقال "ليعلم الجميع أن السلطة المحلية والتدبير الحر في إطار دولة موحدة اسمها الدولة التونسية ونظامها الجمهورية التونسية، ويعتقد كثيرون أن تونس صارت مقاطعات يحكمها كل واحد كما يريد وكما يشاء".
وتأتي هذه التوترات كذلك فيما تشهد تونس العاصمة حالة من الاحتقان في صفوف أساتذة التعليم بعد تعرض زميل لهم في أحد معاهد مدينة الزهراء بضواحي العاصمة لعملية طعن بسكين وساطور من قبل أحد تلامذته في جريمة أصابت التونسيين بصدمة، بينما يرقد الأستاذ حاليا بالمستشفى العسكري بعد أن خضع لعمليات جراحية.