ثقافة وفنون

الفجر المعتم: رواية تجمع بين الذاتي، والسياسي التوثيقي

وكالة أنباء حضرموت

تتحرك رواية "الفجر المعتم" للكاتب اليمني، مشير المشرعي، والصادرة حديثًا عن منشورات" عناوين بوكس- القاهرة" في حدود مكانية، لا تتعدى الجغرافية اليمنية: بشمالها وجنوبها، وتتنامى احداثها تبعاً لسياقاتها الزمانية الممتدة من العام (1994)، وحتى العام (2013)؛ حيث يوظف الكاتب فيها "الزمكان" كبعدين استرجاعيين للذاكرة؛ مستقصياً من خلالهما قضايا سياسية، وفكرية ذات طابع "أيدلوجي" عقائدي، أمني؛ بفتحه ملف التيارات الإسلامية المعاصرة في اليمن، ومنها: الإخوان المسلمون، والسلفيون، والقاعدة، والحركة الحوثية.

ومن خلال الشخصية الروائية المحورية، والساردة، التي  انضوت تحت لواء تنظيم "القاعدة" ينقل لنا الكاتب الكثير من المشاهد الحقيقية، والصادمة، عن أسرار، وخفايا هذا التنظيم المتطرف : كيف  يفكر، وكيف يعمل، وكيف يحصل على الأسلحة، والمتفجرات، وكيف يجند أتباعه، وكيف يتم استقطابهم، وكيف تتم السيطرة على أفكارهم، وكيف يتحكم بهم، وكيف يتخلص ممن أراد الخروج عن مبادئه، أو العودة لحياته الطبيعية، بعيداً عنه؟

 رواية "الفجر المعتم" كتابة سردية يدمج فيها الكاتب بين الذاتي، والسياسي التوثيقي، ويبدو فيها الطابع الواقعي التسجيلي، أو التأليف التوثيقي، التقريري للأحداث واضحاً، ومهيمناً على عنصر السرد الروائي الذي يفترض فنياً، وأسلوبياً الجمع بين الواقعي، والمتخيل؛ إذْ نجد  في هذا العمل أن مقياس الصدق، متفوق، بل مسيطر على مقياس الفن المتخيل؛ لاشتغال الكتابة- كما رأينا- على حقائق موضوعية، مستندة لتأرخة واقعية، وتسجيلية للحقبة الواقعة بين حرب الانفصال (94) ، وبدء استعادة القاعدة لعافيتها بعد ماسمي بـ(ثورة فبراير) .

وكما نعلم بأن العمل الروائي لابد أن يتقاطع فيه التاريخي، و السياسي، والروائي، والعام، والخاص، والمرجعي، والجمالي، وهو مابدا مغْفَلاً  في هذا العمل ..

 يؤكد الكاتب في روايته على أن التيارات الإسلامية- بوجه عام- مجرد لافتات وخدع، وبهرجة عاطفية، تتسلى بالدين من أجل غايات دنيوية لا علاقة لها بالفعل الديني، والجنة، والنار، والآخرة، والعذاب؛ كونها تستغل العاطفة الدينية لتثوير الشباب والدفع بهم إلى براثن الموت العبثي، والسير بهم إلى  المحارق، والتهلكة، باسم الشهادة، وحور العين، وجنة عرضها السموات، والأرض .

ويلخص المؤلف كل ذلك على لسان الشخصية الروائية التي تنضوي تحت لواء التنظيم بِنيَّةِ صناعة فجرٍ مشرق للأمة الإسلامية، والمستقبل، لكنه يكتشف- أيْ بطل الرواية- بعد انغماسه، وتجذره بينهم -كقيادي- بأنه كان يجاهد، ويقاتل من أجل صناعة فجرٍ معتمٍ، يكتنفه القتل، والتفجير، الذي لا يفرق بين طفل، وامرأة، أو عجوز، ومُقعد، أو بين جندي، ومدني.

يتساءل الكاتب على لسان الشخصية الروائية :" هل هذا هو مستقبل الأمة الإسلامية الذي وهبت روحي من أجله؟.."

ثم يكشف لنا انتهاءً-  بعبارة تحليلية- البناء الذي تقوم عليه  الشخصية الروائية المحورية من الداخل :

" كانت هناك صورة لـ(كارل ماركس) في دولاب ملابسي، ومن الخارج صورة أسامة بن لادن، وعلى طاولة الكمبيوتر شعار الصرخة الحوثية..."

 يعد كتاب" الفجر المعتم" هو أول عمل روائي للكاتب، مشير المشرعي ، ونشرت طبعته الأولى عام 2018،

يتألف الكتاب من ( 122 ) صفحة ، قطع متوسط

اختتام برنامج التوعية والتثقيف الصحي بإقامة محاضرة في مجمّع بقشان بصبيخ بدوعن


محكمة الأموال العامة تعقد أولى جلسات محاكمة المتهمين بقضية فساد مصافي عدن


قيادة السلطة المحلية في ردفان واللواء الخامس يتفقدون أعمال مشروع التأهيل بمستشفى ردفان العام


توقيع اتفاقية سفلتة مشروع طريق بئر العروس – عقور – وادي بن جعفر – المفلحي يافع محافظة لحج