منوعات
السماح بإعطاء جرعة صغيرة منه لحماية الأطفال
لقاح «كورونا» صالح لجميع الأعمار
من المعروف أن تناول اللقاح المضاد لـ«كورونا المستجد» كان مقتصراً على البالغين في البداية، ثم تم السماح باستخدامه للأطفال فوق عمر الثانية عشرة. وفي نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وافقت إدارة الأغذية والأدوية الأميركية (FDA) على أن يتم إعطاء اللقاح من إنتاج شركة «فايزر» للأطفال بدايةً من عمر الخامسة، وهو بداية الالتحاق بالمدرسة في معظم دول العالم.
- جرعة صغيرة
وبذلك يمكن القول إن التطعيم يعد آمناً وفعالاً لجميع الفئات العمرية على وجه التقريب، باستثناء الذين يعانون من الأمراض التي من شأنها أن تُضعف المناعة بشكل كبير.
وقد أوضحت الإدارة أن الأطفال في هذه الفئة العمرية سوف يتناولون ثلث الجرعة المقررة للبالغين بنفس الكيفية، بمعنى أن تكون على جرعتين يتخللهما فاصل زمنى قدره 3 أسابيع؟ ومن المنتظر أن يبدأ العمل بهذه التوصيات الجديدة خلال أسبوع حتى يتسنى تطعيم 28 مليون طالب في الولايات المتحدة مع بداية الدراسة. وتطعيم هذا العدد الكبير في كل المراحل التعليمية يسرّع من وتيرة العودة للحياة الطبيعية مرة أخرى خصوصاً أن الموافقة تمّت بعد التجارب الناجحة وبعد ترحيب من أطباء الأمراض المعدية. تم إجراء دراسة على 4700 من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً، وتم إعطاؤهم 10 ميكروغرامات على جرعتين. ولوحظ تكوين أجسام مضادة للفيروس بعد شهر من تناول الجرعة الثانية. وكان عدد هذه الأجسام وتكوينها يدل على تكوين مناعة قوية بنسبة بلغت 91% وهي أقل قليلاً من النسبة التي تم رصدها في الفئة العمرية من 16 حتى 25 عاماً التي بلغت 95%، خصوصاً أن نتائج البالغين تم استخدامها كعامل محدد لنجاح التجربة لدى أفراد المجموعة الضابطة control group الذين تم إعطاؤهم 30 ميكروغراماً. ولم يسبب اللقاح سوى أعراض جانبية بسيطة مثل التي تم رصدها في البالغين أيضاً.
- مخاوف الآباء
وأشار عدد من أطباء الفيروسات إلى أنهم يتفهمون تماماً مخاوف الآباء من الأعراض الجانبية التي ربما تحدث بسبب اللقاح بعد فترة من الزمن خصوصاً أن التوصل إلى اللقاح تم بسرعة فائقة. ولكن يجب إدراك حقيقة أن العالم كله يعد في حالة طوارئ صحية واللقاح لن يكون أسوأ من الإصابة بالمرض على أي حال.
ونصح الأطباء الآباء بعدم الاستماع إلى الشائعات التي لا تستند إلى أي أساس علمي خصوصاً أن اللقاحات دائماً كانت فعالة في تقليل حدة بعض الأمراض وقضت تماماً على بعضها الآخر مثل اللقاح ضد مرض الجدري smallpox وأيضاً أنقذت ملايين الأطفال من أمراض مزمنة مثل لقاح شلل الأطفال.
وأوضح الباحثون أن هناك ما يزيد على مليوني طفل أميركي تم تشخيصهم بأنهم حاملون للمرض بعد ثبوت إيجابية العينات منذ بدء الجائحة. وحتى الآن تم حجز 8400 منهم في المستشفيات. ومعظم تلك الحالات احتاجت إلى دخول غرفة الرعاية المركزة وبعضهم احتاج إلى جهاز التنفس الصناعي. وبعيداً عن إصابات الأطفال فإنهم تسببوا في إصابة الكثير من البالغين المتعاملين معهم بشكل مباشر من أفراد العائلة ومقدمي الخدمة الطبية خصوصاً أن الكثير من الأطفال لم يعانوا من أي أعراض على الرغم من إصابتهم، وهو الأمر الذي جعلهم أكبر ناقلين للعدوى. وبذلك يكون التطعيم حماية للمجتمع كله.
- تفادي الإصابة
ونصح الباحثون بضرورة تناول اللقاح في أسرع وقت وعدم الاتكال على حقيقة أن إصابات الأطفال طفيفة لأنها ليست دائماً كذلك. وعلى سبيل المثال يكون الأطفال المصابون بـالمرض معرضين لخطر الإصابة بحالة مَرضية نادرة تسمى متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة (MIS - C) والتي تشمل جميع أجهزة الجسم تقريباً ويمكن أن تتسبب في حدوث حمى وقيء وإسهال وقد تؤدي إلى ضعف عضلة القلب والتهاب الكلى. وفي حالات نادرة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة. ومنذ بداية شهر أكتوبر فقط أُصيب أكثر من 5200 طفل من جميع الأعمار بهذا العرض MIS - C وتوفي منهم 46، وكانت الحالات أكثر شيوعاً عند الأطفال الأصغر سناً، مما يوضح أهمية اللقاح. يجب على الآباء إخبار الأطباء ومقدمي الخدمة الطبية قبل تناول اللقاح إذا كان طفلهم لديه أي من هذه الأعراض:
- حساسية، سواء بشكل عام أو تجاه أيٍّ من مكونات اللقاح. وفي حالة حدوث حساسية بعد الجرعة الأولى لا يجب تناول الجرعة الثانية.
- الأطفال الذين عانوا من التهاب في عضلة القلب (myocarditis).
- الذين لديهم مشكلة في تجلط الدم.
- الذين يعانون من نقص المناعة أو يتناولون أدوية مثبطة للمناعة مثل أدوية الأورام السرطانية.
- أي طفل تعرّض للإغماء بعد تناول حقنة. وعلى الرغم من أن اللقاح يتمتع بنسبة أمان عالية فإنه يُفضّل أن يبقى الطفل في نفس مكان تناول التطعيم لمدة ساعة على الأكثر لاحتمالية حدوث أعراض حساسية تتراوح في شدتها بين طفح طفيف في الجلد. وفي أحيان نادرة للغاية يمكن أن تكون الأعراض حادة مثل صعوبة التنفس وتورم الوجه والحلق وسرعة ضربات القلب وشعور بالدوار. وهذه الأعراض تستلزم الذهاب إلى قسم الطوارئ في المستشفى.
في النهاية نصحت الإدارة كل من يمكنه تناول اللقاح بعدم التردد. وتبعاً لدراسة سويدية فإن فرص الإصابة بـ«كورونا» في العائلة تقل كلما زاد عدد الأفراد الذين تم تطعيمهم. ومع وجود فرد واحد تقل نسبة الإصابة إلى 61% فقط بينما تصل إلى 90% في حالة تلقي فردين أو ثلاثة في الأسرة اللقاح.