اخبار الإقليم والعالم
فسحة من الوقت لتحقيق تقدم في التخصيب النووي
ايران توافق على استئناف المفاوضات النووية بعد اربعة اسابيع
وافقت إيران الأربعاء على أن تستأنف مع الدول الكبرى في فيينا في 29 تشرين الثاني/نوفمبر المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق الدولي المبرم حول برنامجها النووي، في حين حضّت الولايات المتحدة الجمهورية الإسلامية على التوصّل سريعاً لاتفاق.
ويأتي الإعلان عن استئناف المحادثات وسط ضغوط كبيرة تفرض على إيران، وقد حذّرت دول غربية من أن التطوّر النووي للجمهورية الإسلامية بلغ مستويات خطيرة، في حين تهدّد إسرائيل بعمل عسكري ضدّ طهران.
وأعلن الاتّحاد الأوروبي أنّ موفده إنريكي مورا الذي سبق أن ترأّس ستّ جولات من المحادثات وزار مؤخرا طهران للدفع باتّجاه تحقيق تقدّم على هذا المسار، سيرأس جولة المحادثات التي ستعقد في 29 تشرين الثاني/نوفمبر.
وأكد علي باقري كني كبير مفاوضي إيران على موعد استئناف المحادثات.
ويؤكّد الرئيس الأميركي جو بايدن عزمه على إعادة الولايات المتحدة الى الاتفاق المبرم بين الدول الكبرى وطهران حول ملفها النووي في عام 2015، لكنّه يشترط عودة الجمهورية الإسلامية للتقيّد بكل بنوده.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاقية من جانب واحد في عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي اعتبرها غير كافية وأعاد فرض جميع العقوبات على إيران. في المقابل تنصّلت طهران تدريجياً من القيود المفروضة على برنامجها النووي.
وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إنّ "عدداً صغيراً نسبياً من القضايا" كان لا يزال "عالقاً" عندما تم تعليق هذه المفاوضات غير المباشرة مع إيران في حزيران/يونيو.
وأضاف "نعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق سريعا وتنفيذه بسرعة أيضا" لإنقاذ اتفاقية 2015 التي من المفترض أن تمنع طهران من حيازة القنبلة النووية.
لكنّه شدد على أنّ هذه "النافذة" لن "تبقى مفتوحة إلى ما لا نهاية".
وتطالب إيران برفع كل العقوبات الأميركية المفروضة عليها، لكن إدارة بايدن تصر على حصر التفاوض في هذا المجال بالتدابير التي اتّخذت في عهد ترامب على خلفية البرنامج النووي الإيراني على غرار حظر بيع النفط، وليس تلك المتّخذة على خلفية سجل حقوق الإنسان.
كذلك تطالب إيران بضمانات على مواصلة الولايات المتحدة التقيّد بالاتفاق، وهو مطلب من غير المرجّح أن توافق عليه واشنطن خصوصا بعدما تعزز موقف الحزب الجمهوري بفوز مرشّحه الثلاثاء في انتخابات حاكمية ولاية فرجينيا.
وأكد بيان الاتحاد الأوروبي أن الأطراف الذين لا يزالون منضوين في الاتفاق أي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وإيران، سيتمثّلون في المحادثات.
وتعرب القوى الأوروبية بشكل متزايد عن قلقها إزاء التقدم الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي وسط تعثّر المحادثات في فيينا، وتحذّر من بلوغ التقدّم مستويات تجعل العودة للاتفاق النووي غير مجدية.
وتُتّهم إسرائيل بالوقوف وراء حملة تخريبية لا سيّما اغتيال عالم نووي إيراني بارز قبل عام.
وخلال زيارة أجراها الشهر الماضي إلى واشنطن حذّر وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد من أنّ الدولة العبرية لن تتردّد في استخدام القوة ضد إيران التي يواصل قادتها توجيه التهديدات لإسرائيل ودعم حركات معادية لها على غرار حزب الله اللبناني.
ومؤخرا ألمحت إدارة بايدن بشكل متزايد إلى "خطة بديلة" في حال لم تفض الضغوط الممارسة حاليا على طهران إلى النتائج المرجوة.