اخبار الإقليم والعالم
المغرب يذكّر الأمم المتحدة بالمشاركة الانتخابية الكثيفة في الصحراء
دعا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الجزائر الاثنين الى تحمل مسؤولياتها بشأن النزاع حول الصحراء المغربية، مشيرا الى المشاركة الكثيفة في الانتخابات التي اجريت هذا الشهر في الاقاليم الجنوبية للمملكة.
وشهد التوتر المزمن بين الجارين تصعيدا من الجانب الجزائري منذ اسابيع. ففي نهاية آب/أغسطس قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب ما أسمته "الأعمال العدائية" للمملكة ضدها، في قرار اعتبرته الرباط "غير مبرر". ولاحقا قرّرت الجزائر أن تغلق "فورا" مجالها الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية.
وقال بوريطة في خطاب مسجّل عبر الفيديو بثّ أمام الجمعية العامّة للأمم المتحدة أنّ المشاركة الكثيفة لسكان الصحراء المغربية في الانتخابات التي جرت أخيراً "تجسّد تشبّثهم بالوحدة الترابية للمملكة وانخراطهم التامّ والفعّال" في البرامج التنموية التي أطلقتها العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وأكّد بوريطة على "جوّ الهدوء والطمأنينة الذي تشهده منطقة الصحراء"، مستشهداً "بتسجيل المنطقة لأعلى نسبة مشاركة في الاستحقاقات على المستوى الوطني بلغت 63 في المائة".
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في كلمته امام الجمعية العامة أنّ النزاع بشأن الصحراء هو "قضية تصفية استعمار لا يمكن أن تجد طريقها للحلّ إلا عبر تفعيل مبدأ تقرير المصير".
وفي ما يبدو ردا على لعمامرة، أكد الوزير المغربي أنّ لا حلّ لأزمة الصحراء "إلا في إطار تحمّل الجزائر لمسؤوليتها كاملة في المسلسل السياسي للموائد المستديرة وذلك على قدر مسؤوليتها في خلق واستمرار هذا النزاع".
كما أعرب بوريطة عن "قلق المغرب البالغ إزاء الحالة الإنسانية المأسوية لساكنة مخيمات تندوف، حيث تخلّى البلد المضيف، الجزائر، عن مسؤولياته لصالح جماعة مسلّحة انفصالية، في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني"، في إشارة إلى جبهة البوليساريو.
وتطالب "بوليساريو" التي أعلنت عام 1976 بفصل الصحراء عن المغرب، الذي يعتبر سيادته على أقاليمه الجنوبية أمرا غير قابل للتفاوض. واعترفت الكثير من الدول بسيادة المملكة على الصحراء، ومنها الولايات المتحدة.
ومنذ استقالة هورست كوهلر، آخر مبعوث للأمم المتحدة، في العام 2019 توقفت المفاوضات الرباعية التي تضم المغرب وبوليساريو والجزائر وموريتانيا.
وفي منتصف أيلول/سبتمبر الحالي أعلن سفير المغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال أن المملكة وافقت على تعيين الدبلوماسي الإيطالي السويدي ستافان دي ميستورا مبعوثا خاصا جديدا للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية. إلا أن أي قرار رسمي بتعيينه في المنصب لم يصدر بعد.