اخبار الإقليم والعالم
التراجع عن تأجيل المؤتمر من أجل عودة بن كيران
بن كيران يعود إلى قيادة حزب العدالة والتنمية في المغرب
انتخب حزب العدالة والتنمية الإسلامي في المغرب زعيمه السابق عبدالإله بن كيران أمينا عاما في مؤتمر استثنائي السبت، بعد الهزيمة المدوية للحزب، الذي ترأس الحكومة لعقد، في الانتخابات العامة مطلع سبتمبر.
وحصل بن كيران (67 عاما) وهو أيضا رئيس الحكومة المغربية الأسبق، على قرابة 82 في المئة من أصوات المؤتمرين (1221 صوتا من أصل 1252)، بحسب ما أعلن الحزب ليل السبت على موقعه الرسمي، ليخلف غريمه رئيس الحكومة السابق سعدالدين العثماني على رأس الحزب الإسلامي.
وجاء انتخاب بن كيران بعدما صوت أعضاء المؤتمر الوطني الاستثنائي للحزب ضد مقترح الأمانة العامة للحزب بتأجيل المؤتمر لمدة سنة.
وقال عقب انتخابه مساء السبت إن "حزب العدالة والتنمية يمر بمرحلة صعبة ودقيقة جدا، ولكن يسر الله في أن نتجاوزها، ونحن محافظون على مبادئنا وعلى أنظمتنا وعلى قوانيننا، وأعطينا درسا في الديمقراطية للعالم".
وبدا بن كيران مدركا لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه وصعوبة الوضع الذي سيواجهه، قائلا "أعلم أن بعض الأشخاص يتخيلون أننا سنعيد الماضي بسهولة، وأننا سننطلق من جديد. اسمعوا جيدا، أنا واحد منكم، أنا أخوكم عبدالإله بن كيران، لست بطلا من أبطال كرة القدم، ولست ميسي، ولكن سأبذل جهدي".
وكان بن كيران قد أعلن في بث مباشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي رفضه قرار الأمانة العامة المستقيلة والمجلس الوطني للحزب بعقد المؤتمر العادي للحزب بعد سنة من المؤتمر الاستثنائي.
وأضاف أن "النتائج التي حصلنا عليها يمكن أن أعتبرها واردة لأن الديمقراطية هكذا، لكن الأمر لا يتعلق بالنتائج فقط، إذ هناك أمور أخرى رافقت النتائج جعلتنا نشعر بأننا أصبحنا مظلومين في هذه البلاد، وخرجنا ولم يتأسف علينا أحد".
وحمّل بن كيران الأمين العام السابق للحزب سعدالدين العثماني مسؤولية الهزيمة المدوية للحزب في الانتخابات الأخيرة.
وكانت الأمانة العامة للعدالة والتنمية، الذي قاد الحكومة المغربية طيلة العشر سنوات الأخيرة، قدمت في التاسع من سبتمبر الماضي استقالة جماعية من مهامها، إثر الهزيمة المدوّية التي لحقت بالحزب خلال الانتخابات التي أُجريت مؤخرا في المغرب، وقررت الدعوة إلى مؤتمر استثنائي لترميم ما يمكن ترميمه.
واستثمر بن كيران تلك الهزيمة المدوية ليعود إلى رئاسة الحزب، ويريد أن يثبت للذين أطاحوا به في الانتخابات أنهم قد أخطأوا بحقه، وفق مراقبين.
ويعود بن كيران الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الحزب الإسلامي إلى المشهد السياسي، بعد خمسة أعوام على إعفائه من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس من رئاسة الحكومة لمرة ثانية، بعد أزمة سياسية استمرت أشهرا.
وفي 2011 قاد الحزب الذي كان أحد مؤسسيه، إلى رئاسة الحكومة لأول مرة بعد سنوات في المعارضة. وتمكن من قيادة حزبه إلى رئاسة الحكومة لولاية ثانية بعد انتخابات العام 2016 رافعا عدد مقاعده البرلمانية.
وخلال رئاسة العثماني للحكومة المغربية الأخيرة أعرب بن كيران عن معارضته لقرارات اعتبرها مناقضة لمبادئ الحزب الإسلامي، مثل تقنين زراعة القنب الهندي لاستعمالات طبية وصناعية واعتماد اللغة الفرنسية في التدريس.
ومني حزب العدالة والتنمية بهزيمة كبيرة في الانتخابات العامة الأخيرة، حيث تراجع عدد مقاعده في البرلمان من 125 إلى 13 فقط من إجمالي 395 مقعدا.