اخبار الإقليم والعالم
ميليشيات الحوثي تكثف قصفها للمدنيين في مأرب
قُتل 13 شخصا بينهم طفل في هجوم صاروخي شنّه المتمردون اليمنيون واستهدف منزل زعيم قبلي موال للحكومة المعترف بها دوليا جنوب مدينة مأرب الإستراتيجية، حسب ما أفادت مصادر عسكرية وطبية.
وقال مسؤول عسكري حكومي إن "صاروخا بالستيا حوثيا استهدف منزل الشيخ عبداللطيف القبلي في الجوبة (جنوب مأرب) مساء الخميس خلال اجتماع مع زعماء قبائل يقاتلون إلى جانب الحكومة"، مضيفا أن "13 شخصا بينهم طفل قتلوا في الهجوم"، في حصيلة أكّدها مصدر طبي في المنطقة.
ومأرب عاصمة المحافظة الغنية بالنفط التي تحمل الاسم نفسه، هي آخر معقل للحكومة المعترف بها دوليا في شمال البلد الغارق في الحرب.
وصعّد الحوثيون المدعومون من إيران حملة السيطرة على المدينة في فبراير/شباط وقد زعموا هذا الأسبوع أنّهم باتوا يحاصرونها من عدة جهات وأنّ سقوطها أصبح "مسألة وقت".
وبحسب المسؤول العسكري، قُتل في الهجوم الصاروخي أربعة من زعماء القبائل، مشيرا إلى أنّ الجوبة تشهد معارك محتدمة منذ أيام.
وكتب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني على تويتر إن ما لا يقل عن 12 شخصا قتلوا في الهجوم بينهم اثنان من أبناء الشيخ القبلي الذي بقي مصيره مجهولا.
ويشن التحالف الذي تقوده السعودية دعما للحكومة اليمنية حملة جوية على معاقل المتمردين منذ 11 أكتوبر/تشرين الأول لمنعهم من الوصول إلى مدينة مأرب.
ومنذ ذلك الحين، قُتل حوالي ألفين من المتمردين في الجوبة على بعد حوالي 50 كيلومترًا (30 ميلا) جنوب مأرب ومنطقتين أخريين، وفقا للتحالف. ونادرا ما يعلّق الحوثيون المدعومون من إيران على الخسائر.
ويدور النزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ العام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم الكثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.
وما زال نحو 3.3 ملايين شخص نازحين بينما يحتاج 24.1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مرارا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا.
ولطالما اعتُبرت مأرب بمثابة ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هربا من المعارك أو أملوا ببداية جديدة في مدينة ظلت مستقرة لسنوات، لكنهم أصبحوا الآن في مرمى النيران في ظل تصاعد القتال للسيطرة عليها.
وتشير الحكومة إلى وجود نحو 139 مخيّما في مدينة مأرب والمحافظة التي تحمل الاسم ذاته، وقد استقبلت نحو 2.2 مليون نازح.
وبين الأول من يناير/كانون الثاني الماضي و30 سبتمبر/أيلول، بلغ عدد الأشخاص الذين نزحوا من محافظة مأرب أكثر من 55 ألف شخص بينهم 10 آلاف في الشهر الماضي لوحده، حسبما أفادت منظمة الهجرة الدولية.
وكتب الأرياني على تويتر "تواصل مليشيا الحوثي قصف القرى ومنازل المواطنين (...) بشكل ممنهج ومتعمد للإيقاع بأكبر قدر من الضحايا بين المدنيين، ما اضطر مئات الأسر" للنزوح، داعيا المجتمع الدولي إلى "إدانة ووقف هذه الأعمال الانتقامية التي تطال المدنيين الأبرياء وتشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".