ثقافة وفنون
العاصمة عدن
الروائية الجنوبية سارة عادل تفوز بجائزة (الرواية العربية) لعام 2021
رغم إعاقتها الجسدية، وقعودها الإجباري على كرسي متحرك، غير أنها حطمت كل تلك القيود، وتجاوزت الصعاب، وحققت مالم يستطع تحقيقه من يمتلك جسدًا كاملًا، فتسلحت بالإرادة الفولاذية التي تصنع الأحلام، وتُحطم اليأس، والانكسار.. وصدق من قال أن الإعاقة هي إعاقة العقل وليس الجسد.
لقد أعطت الكاتبة العربية الجنوبية الروائية سارة عادل محمود ؛ وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن سكان مديرية الشيخ عثمان في العاصمة الجنوبية عدن، والفائزة بجائزة (الرواية العربية) للعام ٢٠٢١م، الخاصة للجنة التحكيم بالمعهد العربي في باريس الفرنسية، درسًا عظيمًا في تحقيق ما يظنه البعض مستحيلًا، فصنعت من لا شيء شيئاً مُبهراً.
ويُعد حصول الكاتبة الجنوبية الروائية سارة عادل على جائزة (الرواية العربية) لعام 2021م، الخاصة للجنة التحكيم بالمعهد العربي في باريس الفرنسية، إنجاز أدبي جنوبي كبير، إلى جانب أنها تمتلك ما يُقارب خمسة مؤلفات في الأدب متنوعة بين أدب الرواية، وأدب القصة القصيرة، بالإضافة إلى مشاركاتها الأدبية، والإبداعية في عدة مجلات ثقافية عربية.
وفي إطار اهتمام اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بالمبدعين، والموهوبين من الشباب والشابات في الجنوب، نظم اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة الجنوبية عدن عصر اليوم الأحد 20 فبراير / شباط 2022م، فعالية تكريمية في مقر الاتحاد بمديرية خور مكسر في عاصمة الجنوب عدن، للكاتبة الجنوبية الروائية سارة عادل محمود، الفائزة بجائزة (الرواية العربية) للعام ٢٠٢١م، الخاصة للجنة التحكيم بالمعهد العربي في باريس الفرنسية، عن روايتها (أنا لم اقتله ولكن الحُب الذي قتله).
المستحيل
وبدأ الفعالية التكريمية الدكتور عبد السلام عامر، رئيس الدائرة التنظيمية لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة عدن، بالترحيب بالحاضرين جميعًا، مُؤكدًا أن اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع عدن ،يتشرف بالاحتفاء بالكاتبة الجنوبية سارة عادل، وتكريم هذه المبدعة الشابة".
وأشار إلى أن: "الكاتبة سارة رسخت الأمل في النجاح لأبناء جيلها، وأكدت لنا أن المستحيل مجرد كلمة في القاموس اللغوي ليس إلا".
وتابع: "لا شك أن لوالد سارة دورًا كبيرًا في نجاح سارة، وكان سندها في ذلك التفوق والنجاح".
وسرد بعدها عامر السيرة الذاتية الكاملة للكاتبة الجنوبية الروائية سارة عادل محمود.
صعوبات
بعدها، تحدث والد الكاتبة الجنوبية سارة، الأستاذ عادل محمود عن حياة سارة منذ نشأتها.
وقال أن: "سارة بدأت ممارسة الكتابة منذُ عمر الثانية عشرة عامًا".
وأكد أن سارة كانت متطلعة للنجاح في كل الأوقات، مشيرًا إلى انه رغم الصعوبات التي واجهتها، وواجهت الأسرة ككل؛ إلا أنها كانت صامدة، ومُصرة على مواصلة مشوارها الأدبي، بل والتطلع إلى النجاح، والتميز.
وأشار إلى أن سارة واجهت في بداية مشوارها صعوبات جمة أبرزها عدم نشر بعض الصحف في صفحاتها الثقافية لما تكتبه سارة، ورغم ذلك واصلت ابداعها، وحبها للكتابة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم.
وسرد محمود، في ختام حديثه، تفاصيل كاملة لحياة سارة، وكيف صمدت عند وفاة والدتها الدكتورة إيمان البيضاني، أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة عدن.
عدن مدينة الجمال والسرد والأدب
بعدها، قدم أستاذ النقد والأدب الأدب الحديث بجامعة عدن ، الأستاذ بدر العرابي، قراءة كاملة في رواية (أنا لم اقتله ولكن الحُب الذي قتله) للكاتبة الجنوبية سارة عادل محمود.
وأشار إلى أن: "سارة عادل من عدن و عدن مدينة الجمال و السرد، والأدب، فلا غرابة في ذلك".
وأكد العرابي أن: "رواية سارة عادل رواية بوليسية، وهي رواية منفتحة على رؤى ودلالات متعددة إلى جانب الحدث / الجريمة "، حد وصفه.
وسرد العرابي تفاصيل مقتضبة عن الروايات التي أصدرتها الكاتبة سارة، مُشيرًا إلى أن: "الكاتبة سارة منحت عدن خاصة، والجنوب عامة، تألقاً، وتفوقاً وحضوراً إبداعياً تجاوز حدودنا، وحدود الوطن العربي إلى أوروبا".
وقال أن: "رواية (أنا لم اقتله ولكن الحُب قتله) تتكون من (175) صفحة، مقسمة إلى ستة فصول، الأول تحت عنوان: (الدكتورة عُلا)، أما الفصل الثاني فكان بعنوان: (في منزل السيد مراد عاشور)، فيما كان الثالث بعنوان: (رسائل توجيهية)، والرابع كان بعنوان: (الرحلة وعودة مفاجئة)، أما الفصل الخامس فكان بعنوان: (في منزل السيدة مريم ومعلومات جديدة)".
وأضاف: "تتأزر البنى السردية في رواية (أنا لم اقتله ولكن الحُب قتله) جميعها في الدفع بالسرد نحو النهاية.. السرد الذي يتمركز حول حدث الجريمة، والوصول إلى الحقيقة من خلال التحقيق، والبحث، والتحري".
وأشار إلى أن: "الدخول في صلب الحديث قد خضع لتمهيد واسع تضمن الفصول الأربعة الأولى، وجزء كبير من الفصل الخامس، ثم سيطرة الحدث على سرد الفصل الخامس والسادس من الرواية .
وتابع: "لقد ضمن السارد رواية الحدث (الجريمة) حمولات دلالية متعددة، وقد ضمنه الفصول السردية الأولى، إذ يكشف السرد دوران دلالات متعددة تتعاضد مع دلالة الجريمة ،كاختراق للقيم الإنسانية المستقرة، وكحدث جنائي جسيم".
وأكد العرابي أن: "من تلك الدلالات في الرواية حضور المرأة في معظم مساحة النص، أي حضورها الواسع مقابل انحسار حضور الرجل، وهذا ما تمثله بنية الزمن، وبنية المكان، والوصف، والحوار".
واستطرد: "أيضًا من تلك الدلالات في الرواية قيمة المرأة كمقابل نوعي للرجل، ومدى الحاجة الماسة لحضورها؛ فغياب المرأة يعني غياب العدالة النوعية، والعدالة الاجتماعية".
ودعا العرابي، في ختام حديثه، المجلس الانتقالي الجنوبي إلى ضرورة تكريم الكاتبة الجنوبية سارة عادل، والاحتفاء بها نظير الإنجاز الكبير الذي حققته للأدب الجنوبي.
مداخلات
وشهدت الفعالية التكريمية، التي حضرها رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب الدكتور جنيد محمد الجنيد، ورئيس الدائرة الثقافية بالأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذ عمرو عقيل ، ورئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة عدن نجمي عبد المجيد، وعدد من الأدباء والكتاب والصحافيين الجنوبيين، وأعضاء اتحاد أدباء وكتاب الجنوب، والمهتمون بالأدب والرواية، وبالإبداعات الجنوبية الشابة .
وقد شهدت الفعالية عدد من المداخلات القيمة التي اثرت الفعالية التكريمية.
الجدير ذكره، إن الكاتبة الجنوبية سارة عادل تُعاني من الإعاقة، وهي بحاجة لاستكمال العلاج لا سيما بعد أن بدأت قليلًا في عملية السير (المشي)