اخبار الإقليم والعالم

رئاسيات 2027.. هل يقود وريث لوبان أقصى اليمين إلى الإليزيه؟

وكالة أنباء حضرموت

تشهد الساحة السياسية الفرنسية سباقا محتدما لتحديد الساكن الجديد لقصر الإليزيه في انتخابات 2027.

فقد اعتبر خبراء سياسيون فرنسيون أن السباق نحو الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2027 يدخل مرحلة جديدة، في ضوء التصريحات اللافتة التي أطلقتها زعيمة حزب التجمع الوطني (أقصى اليمين) مارين لوبان بشأن مستقبل الحزب وخياراته الرئاسية المحتملة.

ورأى الخبراء أن حديث لوبان عن قدرة رئيس الحزب الشاب جوردان بارديلا على الفوز بالاستحقاق الرئاسي "بدلًا منها" لا يمكن فصله عن السياقين القضائي والسياسي اللذين يضغطان على طموحاتها الشخصية، ويفتحان في الوقت ذاته الباب أمام إعادة تشكيل قيادة أقصى اليمين في فرنسا.

فقد قالت لوبان إن المرشح الشاب جوردان بارديلا، 30 عامًا، قادر على الفوز بالاستحقاق الرئاسي "بدلًا منها"، معتبرة أن لديه خبرة سياسية نضالية تمتد لما يقارب 15 عامًا، وأنه يعكس طموحات تيار أقصى اليمين في فرنسا على نحو أفضل من أي وقت مضى.

وأضافت لوبان خلال مقابلة مع صحيفة "لا تريبين دو ديمانش" الفرنسية أن بارديلا "يتعرض لحملة تشويه غير مسبوقة"، مشيرة إلى أن الثقة التي تضعها في شاب مثله أكبر بكثير مما كانت تضعه في شبابية الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون.

وشددت على أن القتال السياسي يمكن أن يأخذ وجوهًا متعددة، وأن أفكارها ستستمر، وأن مستقبل فرنسا مضمون ضمن إطار حزبها السياسي حتى في حال عدم ترشحها شخصيًا.

السياق القضائي والسياسي: تهديدات لفرص لوبان

زتواجه مارين لوبان تحديات كبيرة تتعلق بسيرتها القضائية، حيث سيُنظر في استئناف الحكم الصادر ضدها من 13 يناير/كانون الثاني حتى 12 فبراير/شباط 2026 بشأن قضية مساعدي البرلمان الأوروبي التابعين لحزبها.

في حكم المحكمة الابتدائية في باريس، أُدينت لوبان بالسجن 4 سنوات، منها سنتان نافذتان، ودفع غرامة 100 ألف يورو، إضافة إلى منعها من الترشح لمدة 5 سنوات، ما يضيع بشكل كبير فرصها الشخصية في المنافسة على الإليزيه.

وعلقت لوبان على ذلك بالقول: "كان يمكن في الماضي أن تتعرض للرصاص، أما اليوم فنحن نواجه رصاصة قضائية، وهي في الواقع تعني الموت السياسي".

على الصعيد السياسي، انتقدت لوبان الرئيس إيمانويل ماكرون، معتبرة أنه لم يعد عقلانيًا وأن التأزم السياسي الحالي هو نتيجة لرفضه حل البرلمان أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة، مؤكدة أن "الفرصة الآن للعودة إلى صناديق الاقتراع هي مسألة عاجلة للغاية".

فرص بارديلا في الصعود إلى الإليزيه

من جانبه، قال برونو كورتييه، الباحث في مركز الدراسات السياسية في باريس، لـ"العين الإخبارية" إن تصريحات لوبان تكشف عن استراتيجية احتياطية للحزب لضمان استمرار نفوذ أقصي اليمين في المشهد السياسي الفرنسي، حتى في حال غياب زعيمة الحزب نفسها عن السباق.

وأشار كورتييه إلى أن بارديلا يتمتع بميزة شبابية وحضور إعلامي مهم، ما قد يجعله قادرًا على جذب قاعدة الناخبين التقليدية للحزب، بالإضافة إلى جمهور الشباب.

وحذر كورتييه من أن تجربة انتخابية كبيرة مثل الرئاسة تتطلب خبرة سياسية أوسع، وقد يواجه صعوبات في إدارة حملة وطنية شاملة والتعامل مع المواقف الحرجة على الساحة الدولية.

وقال كورتييه إن السؤال الحقيقي لا يتمثل فقط في ما إذا كان جوردان بارديلا قادرًا على الفوز، بل كيف يمكنه تحويل زخمه الإعلامي إلى أغلبية انتخابية فعلية.

ورأى أن بارديلا قد يكون "الحصان الرابح" لأقصي اليمين إذا نجح في تحقيق ثلاثة شروط أساسية: أولًا، الحفاظ على وحدة حزب التجمع الوطني ومنع أي صراعات داخلية بين الجيل الجديد والقيادات التاريخية؛ ثانيًا، تقديم خطاب اقتصادي واجتماعي مقنع يتجاوز الشعارات الهوياتية التقليدية ليخاطب الطبقات الوسطى والمتضررين من التضخم وتراجع القدرة الشرائية؛ وثالثًا، طمأنة جزء من الناخبين المترددين عبر إظهار قدرته على الحكم وليس الاكتفاء بدور المعارض.

واعتبر الباحث أن بارديلا يمتلك إمكانات انتخابية حقيقية، لكن نجاحه سيبقى رهينًا بقدرته على الخروج من ظل مارين لوبان وبناء صورة رئيس محتمل، لا مجرد وريث سياسي.

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية الفرنسي دومنيك رينيه لـ"العين الإخبارية" إن إعلان لوبان عن بارديلا كخليفة محتمل يعكس رغبتها في التحكم في مستقبل الحزب ضمن استراتيجية تيار أقصى اليمين.

وأضاف رينيه أن بارديلا سيواجه تحديات كبيرة تتمثل في كسب ثقة الناخبين غير التقليديين والتعامل مع الصورة السلبية التي ترافق الحزب في فرنسا وعلى المستوى الأوروبي، خصوصًا مع محدودية الخبرة التنفيذية له.

وأكد أن نجاحه سيكون مرتبطًا بقدرته على توسيع قاعدة الحزب، وتحقيق خطاب قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين الفرنسيين.

رغم التحديات القضائية التي تواجه لوبان، فإن الحزب وضع رهانه على بارديلا ليكون الحصان الرابح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

ورأى أن معادلة الفوز تظل معقدة، حيث يعتمد نجاح المرشح على قدرته على دمج الشباب في السياسة، وتحسين صورة الحزب، وإقناع الناخبين المعتدلين بمصداقية برنامجه، وسط مشهد سياسي فرنسي متقلب.

على مساحة 250 ألف متر مربع.. تفاصيل افتتاح القرية العالمية في الدمام


قصور طائرة.. الطائرات الرئاسية المحصنة حول العالم


محطات «ستارلينك».. أحدث إضافات الطائرات المسيّرة الروسية


القضاء التونسي يرفض طعن سياسي موالي للإخوان على الحكم بسجنه