أخبار محلية

كلمة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بمناسبة اليوم العربي لمنظمات المجتمع المدني

وكالة أنباء حضرموت

الإخوة القيادات التنفيذية لمنظمات المجتمع المدني،
الإخوة شركاء العمل الإنساني،
الإخوة رواد العمل الاجتماعي،

يطيب لي في هذا اليوم العربي المجيد، الذي يصادف السابع والعشرين من ديسمبر من كل عام، أن أتوجه إليكم بأصدق مشاعر التقدير والاحترام، معبراً عن اعترافنا العميق بكل جهد تبذلونه، وكل عطاء تقدمونه في خدمة مجتمعكم ووطنكم.

لقد أثبتم ، من خلال مسيرتكم الطويلة، أن الإرادة الصادقة قادرة على صنع الفرق وبناء المستقبل.

لقد أثبتت منظماتكم، عبر السنوات، أنها ليست هامشا أو ظاهرة عابرة في حياتنا الوطنية، بل هي الضمير الحي للأمة، والتعبير الأصيل عن إرادة الخير والتعاضد التي تشكل روح مجتمعاتنا العربية وأنكم شريك استراتيجي لا غنى عنه في معركة التنمية والتطوير، فمن خلال عملكم الميداني اليومي، تصلون إلى الفئات الأكثر احتياجا، ترفعون صوت الفئات الأكثر ضعفا، تعالجون القضايا المجتمعية بعمق وحكمة، وتساهمون في بناء جسور الثقة بين الدولة والمواطن.

وهذا الدور الوطني الحيوي هو ما حظي باعتراف وتكريم مؤسساتنا العربية المشتركة، حيث تم اعتماد يوم 27 ديسمبر من كل عام يوما عربيا لمنظمات المجتمع المدني، وفقا لقرار مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب رقم (877/8)، وهو ما تم تأكيده في اجتماع مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في دورته الخامسة والأربعين التي عقدت بالمملكة الأردنية الهاشمية. هذا التكريم ليس مجرد تاريخ في التقويم، بل هو رسالة اعتراف رسمية بقيمتكم، وتشجيع رفيع المستوى لمواصلة عطائكم المبارك، وتأكيد على الدور المحوري الذي تلعبونه في بناء حاضرنا ومستقبلنا.

وإننا لنقدر عاليا جهودكم الجليلة، ووقوفكم الثابت إلى جانب أبناء شعبكم، وانحيازكم الواضح لصالحه وتطلعاته. ولقد جسد وقوفكم الأخير إلى جانب قضايا شعبكم، والذي توج ببيانات ومواقف مشرفة، أنكم شريك فاعل ومؤثر في عملية البناء والتنمية، وأنكم برؤيتكم التكاملية ترسمون فصلا جديدا من التعاون البناء مع مؤسسات الدولة.

وانطلاقاً من هذه الرؤية المشتركة، فإننا ندعوكم دوما إلى شراكة استراتيجية أعمق مع مؤسسات الدولة، شراكة تقوم على الثقة المتبادلة والشفافية، والهدف الأسمى المشترك، خدمة المواطن وتحقيق التنمية المستدامة.

إننا ندرك تماما حجم التحديات التي نواجهها، من فقر وبطالة وتحديات بيئية واجتماعية  وهي تحديات أكبر من أن تواجهها مؤسسات الدولة وحدها. فمعا فقط نستطيع أن نحقق ما لا يمكن تحقيقه فرادى. تملك الدولة الإطار المؤسسي والرؤية الشمولية والتشريعية والتمويلية، وتملكون أنتم قربكم من الناس ومرونتكم وقدراتكم الابتكارية المجتمعية الفريدة، وهي مصدر قوتكم الحقيقية.

وإن شراكتنا الحقيقية تتجسد في دعم جهودكم التي تتمثل في مشاريع وأنشطة الحماية الاجتماعية والابتكار والمبادرات المجتمعية التي تقودونها، في مجالات مكافحة الفقر من خلال برامج تنموية مستدامة، ودعم التعليم والرعاية الصحية، وحماية البيئة، وتمكين الشباب والمرأة، وتعزيز القيم الأصيلة في مجتمعنا. وإننا نلتزم بتوفير البيئة الداعمة لهذه المبادرات الابتكارية لتحقيق أكبر أثر مجتمعي.

كما نؤكد التزامنا الثابت دوما باحترام استقلاليتكم الوظيفية، وتعزيز الحوار البناء، وتوفير البيئة التشريعية الداعمة، وضمان الشفافية والمحاسبة، ودعم برامج بناء قدراتكم لتحقيق أعلى معايير الجودة والفاعلية.

وفي هذا اليوم الخاص، ندعو كل الفعاليات المؤسسية والمدنية للاحتفال بهذه المناسبة الغالية، وأن نعمل معاً على تعزيز ثقافة العمل التطوعي والمجتمعي، والإعلاء من شأن مبادئ التضامن والتعاون.

كما أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان العميق لكل منظمة وقفت وتقف بإخلاص وتفانٍ إلى جانب شعبها، تعبر بصدق عن تطلعاته وتعمل بجد من أجل أفراده. فالعلاقة بين الدولة والمجتمع المدني هي علاقة تكامل وليست تنافسا، وشراكتنا هي شراكة مصير وليست مسارا عارضا. ونجاحكم هو نجاح للوطن، واستقرار الوطن هو ضمان استمراريتكم وفاعليتكم، ونحن معا نحو غد أفضل ومستقبل مزدهر.

كل عام وأنتم شركاؤنا في التنمية والبناء، وأعزاؤنا في مسيرة الوطن.

شكراً لكم،
وتقبلوا فائق التحية والتقدير.

الدكتور محمد سعيد الزعوري
وزير الشؤون الاجتماعية والعمل
العاصمة عدن

الرحلة الأخيرة.. جثامين ضحايا طائرة الحداد إلى ليبيا


طلاق كروي بـ80 مليون يورو.. زيدان يكشف كواليس رحيله التاريخي


«ميشلان» للإطارات تتبرع بأكثر من 4 ملايين يورو لفرنسا.. إحسان مثير للجدل


إيطاليا تسقط «أقنعة» حماس.. اعتقال 7 «داعمين»