تقارير وحوارات
دعمٌ ثنائيّ الحزبين في مجلس الشيوخ الأمريكي لخطة مريم رجوي ذات النقاط العشر بوصفها البديل الديمقراطي لإيران
دعمٌ ثنائيّ الحزبين في مجلس الشيوخ الأمريكي لخطة مريم رجوي ذات النقاط العشر بوصفها البديل الديمقراطي لإيران
دعمٌ ثنائيّ الحزبين في مجلس الشيوخ الأمريكي لخطة مريم رجوي ذات النقاط العشر بوصفها البديل الديمقراطي لإيران
عُقِدَ مؤتمرٌ ثنائيّ الحزبين بتاريخ 19 دسامبر 2025 في مجلس الشيوخ الأمريكي، بهدف دعم البديل الديمقراطي المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وكذلك خطة السيدة مريم رجوي ذات النقاط العشر. وقد شارك في هذا المؤتمر عددٌ من أبرز أعضاء مجلس الشيوخ الداعمين للقرار 145 من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إلى جانب شخصيات سياسية ومسؤولين كبار سابقين في الحكومة الأمريكية. وشكّل هذا التجمع تجسيدًا واضحًا لإجماعٍ عابرٍ للأحزاب في دعم حقوق مجاهدي أشرف 3، وتأكيدًا ذا دلالة على ضرورة دعم حلٍّ ديمقراطي لمستقبل إيران.
مؤتمر في مجلس الشيوخ الأمريكي يطالب بالاعتراف بـ “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”
واشنطن – شهد مجلس الشيوخ الأمريكي مؤتمراً تاريخياً استثنائياً بمشاركة حشد من كبار المشرعين من الحزبين، طالبوا خلاله بالاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل ديمقراطي للنظام الحالي، ودعم نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية.
ومن بين أعضاء مجلس الشيوخ والشخصيات السياسية والمتحدثين في المؤتمر، برزت الأسماء التالية:
«السيناتورة جين شاهين، السيناتور كوري بوكر، السيناتور جون كورنين، السيناتور روبن غاليغو، الدكتور بن كارسون، السيدة هيذر ناورت، السيناتور روي بلانت، الجنرال جيمس جونز، والسفير مارك غينسبيرغ».
إن حضور هذا الطيف المتنوع من صُنّاع القرار والنخب السياسية الأمريكية يعكس المكانة المتنامية للبديل الديمقراطي في المعادلات الدولية، كما يدلّ على الاهتمام الجاد من قبل الأوساط الرسمية الأمريكية بدور المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في مسار تحقيق الحرية، وسيادة الشعب، وحقوق الإنسان في إيران.
ولا يمكن حصر أهمية هذا المؤتمر في مجرد دعمٍ ثنائيّ الحزبين لحركة معارضة، بل ينبغي اعتباره مؤشرًا على تحوّلٍ في النموذج الفكري الذي تعتمد عليه الأسرة الدولية في فهمها للعمليات الداخلية في إيران؛ نموذجٌ تُوضَع فيه القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في صميم الاهتمام.
إعادة التفكير في إيران ودور المقاومة المنظمة
في مستهل كلمتها، أشارت السيناتورة جين شاهين إلى الفرص الإقليمية المتاحة للديمقراطية، قائلةً:
«لقد شهدنا خلال العام الماضي تغييرات كبيرة في الشرق الأوسط، وتوفّرت فرصة حقيقية في عموم المنطقة لمستقبل مختلف، مستقبل حر وديمقراطي… وينبغي أن تكون إيران ضمن قائمة الدول التي تنعم بمستقبل حر وديمقراطي».
في مؤتمر بمجلس الشيوخ الأمريكي: السيناتورة جين شاهين تسلط الضوء على هشاشة النظام الإيراني
شهد مجلس الشيوخ الأمريكي تجمعاً ثنائياً من الحزبين لدعم مستقبل ديمقراطي في إيران، حيث أكدت المناقشات على هشاشة النظام القمعي وتزايد الالتزام الدولي بمواجهته ودعم قضية الحرية.
ويؤكد هذا التصريح ليس فقط على التحولات الإقليمية، بل أيضًا على مجموعة من التغيرات البنيوية داخل المجتمع الإيراني، وعلى التحالفات الدولية القادرة على تغيير آفاق المستقبل.
وأضافت السيناتورة شاهين، في إشارة إلى أزمات حقوق الإنسان في إيران:
«يجب أن ندعم سكان أشرف 3… وعلينا زيادة التمويل لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام، وتشديد العقوبات على منتهكي حقوق الإنسان في طهران».
ويُظهر هذا الجزء من الخطاب بوضوح أن النقاش حول إيران اليوم لم يعد محصورًا في التوترات الأمنية، بل بات يتمحور حول حقوق الإنسان، وسيادة القانون، وحريات المواطنين؛ وهي عناصر تزداد أهميتها على الصعيد الدولي.
الديمقراطية من منظور عالمي
من جانبه، تجاوز السيناتور كوري بوكر في كلمته الإطار الإيراني البحت، وقال:
«في إيران، وفي هذه اللحظة بالذات، يعرف الناس طعم الحرية الحلو… إنهم يُظهرون عزيمة راسخة ومقاومة مدهشة».
ثم شدّد على الالتزام المشترك بين ممثلي الحزبين لدعم إيران حرة. إن هذا التوافق غير المألوف بين الديمقراطيين والجمهوريين يدل على أن معارضة الوضع القائم في إيران لم تعد قضية حزبية في واشنطن، بل أصبحت قضية قائمة على القيم، وهو أمر بالغ الأهمية لأي محلل دولي.
وأضاف بوكر: «أستلهم القوة والإلهام من الشعب الإيراني… نحن في مجلس الشيوخ نقف جنبًا إلى جنب في التزامنا بإيران حرة وبتحرير ذلك الشعب العظيم».
ولا يحمل هذا الكلام رسالة تضامن فحسب، بل يساهم أيضًا في صياغة سردية جديدة في الدبلوماسية الأمريكية، تُوضَع فيها إرادة الشعوب وإمكانات التحولات الاجتماعية والسياسية في صدارة الاهتمام.
المسؤولية الدولية وتغيير بنية السلطة
وقال السيناتور الجمهوري جون كورنين من تكساس:
«إن النظام الإيراني هو مصدر معظم الأحداث المؤسفة التي تقع في الشرق الأوسط… لكنني سعيد بوجودي هنا إلى جانب العديد من الأصدقاء الذين تعرفت إليهم منذ سنوات، وسأواصل دعمكم ما استطعت إلى ذلك سبيلًا».
وتشير هذه الكلمات إلى ما هو أبعد من مجرد انتقاد، إذ تعكس رؤية استشرافية وحلولًا سياسية بديلة، وتُظهر أن السياسة الأمريكية تمزج بين الفهم النقدي لتحديات المنطقة وبين المقاربات العملية والاستراتيجية.
وفي السياق ذاته، قدّم الجنرال جيمس جونز، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، رسالة أكثر استراتيجية، مشيرًا إلى خطة النقاط العشر للسيدة مريم رجوي، وقال:
«تقدّم هذه الخطة خريطة طريق لانتخابات تعددية، حرة ونزيهة».
وأضاف: «إن هذا القرار يؤكد حق الشعب الإيراني في تقرير مصيره… ويدعو حكومتنا إلى حماية ودعم حقوق وحريات ثلاثة آلاف من مقاتلي الحرية في أشرف 3».
من الوقائع الميدانية إلى آفاق حقوق الإنسان
وتطرقت هيذر ناورت، نائبة وزير الخارجية الأمريكي السابقة، إلى مسألة الحرية والكرامة الإنسانية، قائلةً:
«هذه الحقيقة تتجسد اليوم في إيران… النساء يقدن حركة الحرية… وهذا حقّنا الإلهي».
وتُظهر تصريحات ناورت كيف أن الحركات الاجتماعية والحقوقية داخل إيران بات لها صدى واضح على الساحة العالمية، صدى لم يعد بالإمكان اعتباره شأنًا داخليًا بحتًا.
كما أكّد متحدثون آخرون، مثل الدكتور بن كارسون ومارك غينسبيرغ، أن تطلعات الحرية والكرامة الإنسانية لا تعترف بالحدود، ولا تخضع للاصطفافات الحزبية، بل هي مطلب إنساني عالمي قادر على توحيد أطياف سياسية مختلفة.
إعادة تعريف الديمقراطية وحقوق الإنسان في إيران اليوم
ما برز في هذا المؤتمر هو البديل الديمقراطي وخطة النقاط العشر للسيدة مريم رجوي، التي طُرحت ليس فقط بوصفها وثيقة أيديولوجية، بل باعتبارها خريطة طريق سياسية وعملية لإيران المستقبل. وقد أشار أعضاء مجلس الشيوخ والمسؤولون الأمريكيون في كلماتهم إلى المحاور التالية:
«الديمقراطية الاستراتيجية ليست مجرد شعار، بل ممارسة وحلّ عملي».
«دعم المقاومة المنظمة لم يعد محصورًا في السياسات الأمنية، بل هو دعم لقيم حقوق الإنسان».
«إن تطلعات الحرية والعدالة، بعيدًا عن الانقسامات الحزبية، يمكن أن تشكّل نقطة التقاء في السياسة العالمية».
لقد كان هذا المؤتمر مرآةً تعكس تحولًا في الفهم العالمي للمقاومة المنظمة؛ تحولًا تُوضَع فيه أصوات الشعوب وقيم حقوق الإنسان في مركز الاهتمام، بدلًا من منطق القوة التقليدي الذي طالما دافع عن الحفاظ على الوضع القائم.