اخبار الإقليم والعالم
السلطة والإرهاب في مالي.. «الإمام المنفي» يطلق «معركة» من وراء الحدود
غطاء معنوي يمنحه من المنفى معارض مالي بارز لكيان سياسي وليد في توقيت بالغ التعقيد تحول فيه الأمن ومواجهة الإرهاب إلى معيار محوري.
ففي وقت خنق فيه تنظيم القاعدة العاصمة باماكو وقطع شرايينها، خرج الإمام محمود ديكو، في مقطع فيديو، ليعلن انضمامه إلى "ائتلاف القوى من أجل الجمهورية"، داعيا الشعب إلى "النهوض من أجل السلام".
وجاء هذا النداء بالتزامن مع قمة رؤساء دول تحالف الساحل، فبعد وصول الرئيس الانتقالي في النيجر، الجنرال عبد الرحمن تياني يوم الإثنين، وصل النقيب البوركيني إبراهيم تراوري أخيرًا إلى باماكو الثلاثاء، وكان في استقباله الجنرال أسيمي غويتا، الرئيس الانتقالي لمالي والرئيس الحالي لاتحاد دول الساحل.
وبسبب تأخر وصول إبراهيم تراوري، والذي لم يُفسر بعد، تم اختصار برنامج هذه "القمة الثانية لرؤساء الدول" إلى يوم واحد.
وبوصول تراوي، توجه رؤساء الدول الثلاثة، مرتدين ملابسهم العسكرية المعتادة، مباشرة إلى مقر محطة تلفزيون تحالف دول الساحل، لحضور حفل إطلاقها الرسمي، وفق ما نقلت إذاعة فرنسا الدولية.
ومساء الإثنين، قدم الجنرال أسيمي غويتا، عبر التلفزيون المالي، تقييما أوليا لإنجازات تحالف دول الساحل والذي يضم بوركينا فاسو والنيجر إضافة إلى مالي.
واستعرض غويتا إنجازات من قبيل حماية الموارد الطبيعية، والجهود الدبلوماسية المشتركة، والأهم من ذلك، "التقدم الكبير في مجال الأمن" ضد الجماعات الإرهابية.
وأكد الجنرال غويتا: "اليوم، نحن أحرار في الذهاب إلى أي مكان نريده".
«عودة»
بحسب ما قاله في خطابه، يرغب الإمام ديكو في "وضع حد للمعاناة والقتل"، وفي هذا السياق، اختار كسر صمته.
ففي رسائل مصورة باللغتين الفولانية والبامبارا، نشرت على مواقع التواصل، أكد ديكو انضمامه إلى تحالف المعارضة الوليد، موضحا أن خطوته تأتي لـ"إنهاء هذا الوضع والسماح بعودة السلام".
وقال "جاء الماليون لرؤيتي" من أجل "وضع حد للمعاناة والقتل المستمرين".
ويقدم "ائتلاف القوى من أجل الجمهورية" نفسه كحركة مقاومة سلمية، وقد أطلقها مطلع ديسمبر/كانون أول الجاري، الأكاديمي إتيان فاكابا سيسوكو، والذي اضطر إلى الفرار من مالي بعد قضاء عام في السجن.
أما الإمام ديكو "الممثل الجمهوري" للائتلاف، فيعيش في المنفى بالجزائر وذلك منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، ويشير في خطابه إلى أن السلطات الانتقالية تمنعه من العودة إلى مالي، وأن بعض أنصاره مسجونون حاليا، وهو ما لم يؤكده النظام الحاكم.
الحوار "لإحلال السلام"
"هيا بنا ننهض، لنتحد"، هكذا صرح محمود ديكو في خطابه، "ليس لإيذاء أحد، بل لإنهاء الوضع الراهن في بلادنا. الجميع يعاني. لا يمكننا العيش في بلد لا يستطيع فيه أحد التعبير عن رأيه".
ودعا ديكو إلى "الحوار" "لننعم بالسلام في بلادنا"، في دعوة يوجهها إلى "الجميع"، على حد قوله، مع إشارة خاصة إلى "شعب الفولاني في مالي وخارجها".
وتتعرض عرقية الفولاني، التي ينتمي إليها الإمام، لاستهداف عبر حملات تجنيد من "جماعة نصرة الإسلام"، ذراع القاعدة في مالي، لا سيما في وسط البلاد.
فيما يستنكر العديد من قادة العرقية ما يعتبرونه "استهدافا" للفولاني، الذين يقعون ضحية "الخلط" بينهم وبين الجماعات الإرهابية.
ومنذ إطلاقه في 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلنت شخصيات سياسية ومجتمعية عديدة دعمها لـ"ائتلاف القوى من أجل الجمهورية".
ومن بين هؤلاء الوزير السابق حسيني أميون غويندو، كما صرحت شخصيات مالية أخرى لإذاعة فرنسا الدولية بأنها تنتظر بيانا علنيا من الإمام ديكو قبل الانضمام رسميا إلى التحالف.