اخبار الإقليم والعالم

داخل مخابئ حزب الله.. جيش لبنان يكشف أسرار البنية العسكرية السرية

وكالة أنباء حضرموت

يواجه الجيش اللبناني سباقًا مع الزمن لتنفيذ مطلب أمريكي يقضي بتفكيك البنية العسكرية لحزب الله، ضمن ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار، في مهمة بالغة الحساسية سياسيًا وأمنيًا.

وفي هذا السياق، أُتيح لفريق صحفي من شبكة «بي بي إس نيوز»، وصول نادر وحصري إلى منشآت عسكرية تابعة لحزب الله صادرتها القوات المسلحة اللبنانية مؤخرًا، جنوب نهر الليطاني، في مناطق ظلّت لعقود خارج سيطرة الدولة.

ويأتي هذا التحرك في أعقاب الضربات القاسية التي تلقاها حزب الله خلال العامين الماضيين، بعد انخراطه في المواجهة مع إسرائيل إثر هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهي ضربات أسهمت في إضعاف بنيته العسكرية وغيّرت موازين القوى على الأرض.

ويعمل الجيش اللبناني تحت ضغط مهلة زمنية ضيقة لإثبات التزامه بتعهداته، وسط انتقادات أمريكية تتهمه بالتباطؤ.

من الميدان، رافق الفريق الصحفي وحدات من الجيش اللبناني على بُعد أميال قليلة شمال الحدود مع إسرائيل، حيث دخلوا للمرة الأولى إحدى المناطق الأساسية لنشاط حزب الله.

وتؤكد المصادر أن ما يجري هناك يعكس تحولًا تاريخيًا، إذ بدأت الدولة اللبنانية لأول مرة منذ عقود بفرض سيادتها المباشرة على هذه المناطق التي كانت محظورة عمليًا على الجيش والمدنيين والصحفيين.

وعند أطراف بلدة ياطر، اضطر الفريق إلى ترك المركبات ومواصلة التقدم سيرًا على الأقدام عبر تضاريس وعرة، بعدما تبيّن أن المنشآت العسكرية مخفية بعناية داخل وديان عميقة.

ويوضح النقيب كريستيان أبو شيايا، من وحدة الهندسة في الجيش اللبناني، أن مؤشرات بسيطة مثل أسلاك الهاتف ومضخات المياه كانت كفيلة بكشف وجود منشآت عسكرية مخفية تحت الأرض.

ويكشف الضابط أن وحدته عثرت على منصة إطلاق صواريخ تضم ثمانية أنابيب، وقد جرى اكتشاف الموقع قبل نحو أسبوع فقط، ما يعكس حداثة العمليات الجارية.

ومع التوغل داخل أحد الوديان، يصف التقرير كيف بدت المنشأة مندمجة تمامًا مع الطبيعة المحيطة، إلى حدّ أن المرور بجانبها دون الانتباه إليها كان ممكنًا.

داخل كهف محفور في السفح الجنوبي للجبل، ظهرت منصة إطلاق صواريخ بعيار 240 ملم، وهي من الأسلحة البارزة في ترسانة حزب الله. وكانت المنصة قد تضررت جراء غارة جوية إسرائيلية عطّلت فتيل الإطلاق، فيما لا تزال الصواريخ داخلها بحالة نشطة، ما يجعل الموقع شديد الخطورة.

ويقدّم هذا المشهد، وفق التقرير، صورة نادرة عن آلية عمل الحزب، إذ كان أحد عناصره يتولى تشغيل مولد كهربائي، وسحب المنصة عبر قضبان معدنية إلى خارج الكهف، ثم إدخال إحداثيات الأهداف داخل إسرائيل قبل الإطلاق اليدوي.

ويرجّح التقرير أن مكونات هذه الأسلحة نُقلت إلى المواقع بشكل متدرج وعلى مدى سنوات، ضمن بناء سري لقدرات الحزب، قبل أن تتمكن إسرائيل من اختراق بنيته التنظيمية وتدمير جزء كبير من بنيته التحتية خلال فترة قصيرة. ويتولى الجيش اللبناني حاليًا تفكيك ما تبقى من هذه المنشآت، ضمن عمل يومي محفوف بالمخاطر.

ويؤكد النقيب أبو شيايا أن وحدات الهندسة تواجه تحديات كبيرة، من طبيعة التضاريس الوعرة والطقس القاسي، إلى انتشار الألغام الأرضية والعبوات الناسفة والذخائر العنقودية، ما يجعل كل عملية تفكيك محفوفة بالخطر. كما يشير إلى احتمال وجود منشآت مماثلة أخرى في المناطق المحيطة، مؤكدًا أن العمل مستمر لتأمين كل موقع يتم اكتشافه.

ووفقًا للجيش اللبناني، جرى تمشيط نحو 124 ألف فدان من الأراضي الجنوبية، ومصادرة أكثر من 230 ألف قطعة سلاح داخل 460 منشأة تابعة لحزب الله.

ويقول العميد جهاد الخازن، نائب قائد القطاع، إن العمليات بدأت في الخامس من سبتمبر/أيلول، وقد جرى إنجاز ما بين 90 و95 في المئة من المهمة حتى الآن، نافيًا في الوقت ذاته الاتهامات الإسرائيلية التي تزعم أن حزب الله يعيد بناء بنيته العسكرية جنوب الليطاني.

ويواجه الجيش مهلة تنتهي مع نهاية الشهر الجاري لإنجاز المرحلة الأولى من خمس مراحل تهدف إلى نزع سلاح الجماعة المدعومة من إيران.

وفي محاولة للرد على الانتقادات الأمريكية، سمحت القيادة العسكرية بعرض عمليات ميدانية إضافية، من بينها تفجير منصات صاروخية صادرتها وحدة الهندسة. ويوضح أبو شيايا أن الجيش يستخدم ألغامًا مضادة للدبابات من طراز «TM-57» لتدمير هذه المنصات، نظرًا لاحتوائها على كميات كبيرة من المتفجرات.

ويشير الضابط إلى أن قرار تدمير الأسلحة بدل تخزينها يعتمد على حالتها الفنية ومدى توافقها مع منظومات تسليح الجيش، موضحًا أن غالبية الأسلحة المصادرة لا تتوافق مع الأنظمة الغربية التي يعتمدها الجيش اللبناني، إذ إن مصدرها في الغالب شرقي.

«تزييف الإعاقة» يربك المطارات.. كراسي متحركة للتحايل على صعود الطائرات


الحصبة تنتشر مجددا عالميا رغم انخفاض الوفيات منذ عام 2000


خبير فرنسي: رفع قانون قيصر يفتح آفاقاً اقتصادية للبنان لكنه ليس حلاً سحريًا لأزماته


«شتاء دافئ».. حملة إماراتية لتخفيف حدة البرد في اليمن