«مصر للطيران» تزين حساب مسؤول في «إيرباص».. نموذج احترافي بأزمة A320

وكالة أنباء حضرموت

في استجابة سريعة لأزمة الخلل البرمجي بنظام تحكم طائرات إيرباص «A320»، تمكن مهندسو شركة مصر للطيران من تعديل نظم البرمجة للطراز ضمن أسطولها خلال 8 ساعات فقط، دون أي تأثير على انتظام الرحلات.

إنجاز عالمي فريد سطرته الناقل الجوي الوطني المصري، وأبرزته العملاق الأوروبي لتصنيع الطائرات "إيرباص"؛ حيث اعتبرت ما قامت به "مصر للطيران" نموذجاً للاحترافية؛ حيث تعاملت مع معالجة الخلل التقني دون أي تأثير على انتظام الرحلات.

علامة مصر للطيران.. صورة رئيسية لحساب مسؤول كبير في "إيرباص"
في تكريم وصفه بـ"الإنجاز التاريخي"، قام سيمون كونغ مدير الدعم الفني في شركة "إيرباص"، باستبدال صورة غلاف حسابه الرسمي على منصة "لينكد إن" بصورة لطائرة تابعة لمصر للطيران، كما أوردت شبكة "BBC" في تقرير لها السبت.

خطوة أثارت اهتماماً واسعاً؛ حيث عكست تقدير الشركة الأوروبية لدور مصر المحوري في استعادة الثقة في أسطول "A320" عالمياً، بعد أزمة فنية طارئة طالت نحو 6000 طائرة من هذا الطراز.

كيف استجابت مصر للطيران لأزمة طائرات A320؟
بحسب منشور لسيمون كونغ على "لينكد إن"، تمكنت مصر للطيران من فحص طائرات A320 في أسطولها، إلى جانب طائرات شركة إير كايرو من الطراز نفسه، وتنفيذ تحديثات فنية عاجلة على أحد برمجيات الطائرة، الذي واجه عطلاً تقنياً. وتم إنجاز العملية خلال 8 ساعات فقط دون أي تأثير على انتظام الرحلات.

ووجّه كونغ الشكر للشركة القابضة لمصر للطيران على "الاستجابة السريعة والتنفيذ الدقيق للتحديثات"، معتبراً ما جرى نموذجاً في إدارة الأزمات.

وبحسب بيانات رسمية للشركة، أنهت مصر للطيران تحديث برمجيات 15 طائرة من هذا الطراز، في معدل بلغ 3 ساعات لكل طائرة، مع وصول معدل الانتظام في التشغيل إلى 86%.

خلل برمجي في طائرات إيرباص A320.. واستدعاء 6000 طائرة
واجهت طائرات A320 خلال الأسابيع الماضية تحديات لوجستية أدت إلى تأخيرات عالمية، بعد عطل تبيّن أنه متعلق ببرنامج كمبيوتر زاوية مقدمة الطائرة (ELAC).

وطلبت إيرباص من شركات الطيران العودة إلى إصدار سابق من البرنامج، بعد ظهور نقطة ضعف في تحديث أصدرته مؤخرا، مرتبط بالتوهجات الشمسية، وذلك عقب حادث وقع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لطائرة تابعة لشركة طيران أمريكية.

وأدى الخلل إلى استدعاء الشركة نحو 6000 طائرة من أسطول A320 عالمياً، في أحد أوسع الاستدعاءات الفنية بتاريخ إيرباص.

ويبلغ عدد الطائرات المدنية التجارية حول العالم نحو 35 ألف طائرة، يعمل منها حوالي 30 ألف؛ تمتلك إيرباص نحو 39% منهم، بحسب بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي حتى يونيو/حزيران 2025.

تعامل مصري احترافي.. وتقدير عميق من "إيرباص"
من جانبها أرسلت شركة إيرباص رسالة رسمية إلى شركة مصر للطيران، أعربت فيها عن "تقديرها العميق" للتعاون والاستجابة السريعة من الفرق المصرية خلال الأزمة، مؤكدة أن الأداء كان "نموذجياً" وساهم في الوصول إلى حل سريع عبر الأسطول.

وأكدت إيرباص أنها ستستخلص الدروس من الحدث وترحب بأي ملاحظات من شركائها حول العالم.

كما ثمنت إيرباص الدور البارز لشركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية التي أظهرت مستوى عالي من الاحترافية والمهنية، حيث أسهم ذلك في إتمام الإجراءات بسلاسة، وخلق انطباع إيجابي لدى جميع الأطراف، وهو ما يعكس حجم الثقة المتبادلة بينها وبين مصر للطيران، ويؤكد قدرة مصر للطيران على إدارة المواقف الطارئة بمهارة عالية تليق بمكانتها كواحدة من أبرز شركات الطيران في المنطقة.

شركات الطيران العربية تتصدر أكبر المشغلين لـA320
يأتي هذا الإنجاز المصري في وقت تتصدر فيه شركات الطيران العربية قائمة أكبر مشغلي طائرات "A320"، حيث تتصدر "العربية للطيران" بـ73 طائرة، تليها "ناس" بـ60 طائرة، ثم "أديل" بـ43 طائرة، تليها الخطوط السعودية بـ37 طائرة، فيما تمتلك "إير كايرو" 29 طائرة و"الخطوط القطرية" 27 طائرة، و"طيران الجزيرة" 23 طائرة، و"الخطوط الملكية الأردنية" 19 طائرة، و"طيران الاتحاد" 17 طائرة، و"طيران الخليج" 16 طائرة.

ويؤكد خبراء الطيران أن التجربة المصرية تعد نموذجًا عالميًا للاحترافية وسرعة الاستجابة، حيث أظهرت قدرة الشركات الوطنية على العمل بتنسيق كامل بين فرق الصيانة والعمليات، بما يضمن سلامة الركاب واستمرارية الرحلات، وهو إنجاز يعزز سمعة مصر في قطاع الطيران العالمي، ويضعها في مصاف الدول القادرة على التعامل مع تحديات تقنية حيوية في صناعة الطيران.

شبكة إيرباص "غير مستقرة".. وأزمة توريد
تأتي هذه الأزمة في ظل مشكلات توريد تعاني منها إيرباص منذ العام الماضي، إذ أشار محللون إلى أن الشركة تعتمد على "شبكة غير مستقرة" من الموردين، وربطوا ذلك بظهور الخلل الأخير.

وبعد الأزمة، خفضت الشركة هدفها لتسليم طائرات A320 في عام 2025 إلى 790 طائرة بدلًا من 820، بسبب "مشكلة جودة" في أحد مكونات جسم الطائرة.

وتراجعت أسهم الشركة في البورصات الأوروبية بنسبة وصلت إلى 10% قبل أن تعود للارتفاع بنحو 3%. فيما يرى محللون أن سرعة الاستجابة من شركات الطيران مثل مصر للطيران أعطت المستثمرين إشارة إيجابية عن قدرة القطاع على التعامل مع الأزمات التقنية.

وكانت الشركة قد خفضت أيضًا في العام الماضي هدف تسليمها من 800 طائرة إلى 770، بسبب نقص في توريد بعض القطع.