برتقال تونس.. هل يُنعش الاقتصاد المتأزم؟

وكالة أنباء حضرموت

تعيش تونس وتحديداً محافظة نابل (شمال شرق) موسم جني البرتقال الذي تعول عليه لإنقاذ اقتصادها المأزوم عن طريق تصدير 15 ألف طن.

وانطلق موسم جني الحمضيات منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي يمتد إلى نهاية شهر مارس/آذار المقبل.

وقال وزير الزراعة التونسي عز الدين بالشّيخ مؤخرا إن محاصيل موسم 2025-2026 من الحمضيات قدرت بحوالي 376 ألف طن مسجلة تراجعا مقارنة بالموسم الماضي بنسبة 2% نتيجة العوامل المناخية خلال فترة الإزهار.

وتونس هي إحدى الدول العربية المصدرة للبرتقال، ويُعد البرتقال المالطي (البرتقال المخصص للعصير) الصنف الأبرز والأكثر رواجًا في أسواق التصدير العالمية. تنطلق مواسم التصدير في أوقات محددة سنويًا، خاصة نحو السوق الأوروبية.

فيما تعد محافظة نابل القاطرة الرئيسية لقطاع الحمضيات في تونس بمساهمتها بنحو 70% من الإنتاج الوطني.

محاصيل ممتازة
من جهته ،أكد رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري ببني خلاد(تتبع محافظة نابل)، البشير عون الله، للعين الإخبارية أن نابل تتصدر الإنتاج الوطني للحمضيات بطاقة تقدر بحوالي 270 ألف طن.

وأشار عون الله إلى أنه من المنتظر انطلاق عمليات تصدير الحمضيات خلال أواخر ديسمبر/كانون الأول المقبل أو بداية يناير/كانون الثاني 2026، نحو السوقين الليبية والفرنسية كمرحلة أولى.

وتابع "كما يُتوقّع تصدير حوالي 15 ألف طن، مقابل 12.4 ألف طن خلال الموسم الماضي، أي بزيادة تُقدّر بـ 3 آلاف طن" .

ووصف  هذه المحاصيل بالممتازة التي تغطي حاجيات السوق التونسية وتفتح مجالا للتصدير.

من جهته، قال عمر بن دوة صاحب ضيعة برتقال بنابل إن المحصول يعد جيدا خلال الموسم الحالي وذلك بفضل الأمطار، مضيفاً أن الأسعار كانت مرتفعة في البداية والآن انخفضت بسبب غزارة الإنتاج.

وأكد لـ"العين الإخبارية" أن ضيعته تزرع البرتقال "المالطي" و"الصيفي" المخصصان للتصدير والذي يدر عائدا جيدا لكن" مع ارتفاع تكاليف العمل، تكون الأرباح أقل من العادة".

وتتعدد أصناف البرتقال في المنطقة إلى حوالي 40 صنفاً. ومن أهمها: "الأرنج" و"المالطي" و"الشامي" و"الحلو" و"الطمسن" و"البلدي" والمندلينة (اليوسفي).

وتخضع عملية جني حبات البرتقال المالطي المعد للتصدير لعدة شروط ضماناً لجودة المحصول من الشجرة إلى المستهلك، إذ تستوجب عملية القطف عدم سقوط أيّ حبّة أرضا ويتم فرز حجم الحبات من الشجرة إلى صناديق عبر مقياس كف اليد، ثمّ تمرّ الصناديق إلى مراكز فرز وتجميع الغلال؛ حيث يتمّ غسلها وطلاؤها بزيت خاص يحافظ على نظارتها ثمّ يتمّ تعليبها في صناديق خاصّة بعد وضع ملصق يبرز جودة المواصفات التونسيّة لتنطلق عملية الشحن نحو الأسواق العالمية وأبرزها الفرنسيّة.

ويضم قطاع الحمضيات حوالي 12 ألف مزارع من صغار المزارعين ويمثل مورد رزق لحوالي 30 ألف عائلة ويوفر 3 مليون يوم عمل في السنة بالنسبة لليد العاملة الموسمية.

وتمثل قيمة الصادرات 14% من القيمة الإجمالية للصادرات الزراعية وتحقق مداخيل عالية من العملة الصعبة.