حملة تنكيل حوثية جديدة بحق المنظمات الدولية

وكالة أنباء حضرموت

أقدمت مليشيات الحوثي على اقتحام مقر منظمة دولية جديدة في صنعاء، وذلك بعد يومين من اعتداء مماثل طال مقار 5 منظمات إنسانية دولية.

وقال مصدر مطلع إن جهاز مخابرات مليشيات الحوثي اقتحم مقر منظمة "أوكسفام" الدولية في صنعاء وقام باحتجاز عدد من موظفيها لساعات وإخضاعهم للتحقيق القسري قبل إطلاق سراحهم.

وبحسب المصدر، فإن مليشيات الحوثي صادرت أصول مهمة بينها أجهزة أنظمة الاتصالات من مقر المنظمة الدولية التي تأسست عام 1942 في بريطانيا ونفذت عملية تفتيش دقيقة للحواسيب والأجهزة.

وكانت مليشيات الحوثي قد اقتحمت مقر المنظمة في حجة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما سبق وتم احتجاز اثنين من موظفي فرع "أوكسفام" في صعدة في يونيو/تموز 2024، وفقا لمصادر إعلامية.

وقبل يومين، اقتحمت مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا، مقار 5 منظمات دولية هي: أطباء بلا حدود، الإغاثة الإسلامية، العمل ضد الجوع، اكتد (ACTED)، ومنظمة هيومن أبيل، كما قامت باحتجاز موظفين ومصادرة أجهزة اتصالات وأصول مهمة، حسب مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية".

محاكمات وهجوم حاد
وفي السياق، قالت مصادر إعلامية إن مليشيات الحوثي استكملت إحالة ملفات دفعة ثانية من المختطفين، معظمهم من موظفي الأمم المتحدة، إلى ما تسمى "المحكمة الجزائية المتخصصة" المعنية بقضايا الإرهاب وذلك بعد أسابيع من إحالة أول دفعة.

وتصر مليشيات الحوثي على محاكمة موظفي الأمم المتحدة وسط غياب ضغط دولي فعلي، مما شجع الجماعة على توسيع حملة المداهمات والاعتقالات، وفقا لمراقبين.

وبالتزامن مع اقتحام مقار المنظمات الدولية، شنّت مليشيات الحوثي هجوماً حاداً على قرار منظمتي "الصحة العالمية" و"اليونيسف" إثر وقفهما الدعم الصحي في مناطق سيطرة الجماعة التي تشن حملة اختطافات موسعة بزعم تجسس عمال الإغاثة لصالح إسرائيل.

وفي إقرار بتداعيات الاختطافات، زعمت ما تسمى "الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان" التابعة للحوثيين أن قرار المنظمتين يهدد "بإغلاق أكثر من ألفي وحدة صحية و72 مستشفى، وبتوقف إمدادات الوقود والأكسجين والأدوية، وتعليق برامج التغذية العلاجية لمئات الآلاف من الأطفال والنساء، فضلاً عن تعطيل جهود مكافحة الأوبئة".

واقع خطير
ومنذ أشهر تشن المليشيات حملات اقتحامات واختطافات بحق عاملي الإغاثة، كان أبرزها في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عند اقتحام الحوثيين مقر المجمع السكني للأمم المتحدة بصنعاء واحتجاز 15 مسؤولا دوليا من جنسيات أجنبية قبل أن تجلي المنظمة الدولية 13 موظفا منهم عبر مطار صنعاء.

وبلغ عدد موظفي الأمم المتحدة المحليين المختطفين لدى مليشيات الحوثي نحو 60 موظفا، إضافةً إلى موظفين من منظمات دولية غير حكومية ومجتمع مدني، وكذلك من بعثات دبلوماسية.

ويرى مراقبون أن استمرار مليشيات الحوثي في الاختطاف واقتحام مقار المنظمات الدولية والأممية "يكرّس واقعًا خطيرًا يُظهر أن النفوذ الإنساني الدولي أصبح رهينة في صنعاء بيد جماعة تفوق القاعدة وداعش في انتهاكاتها".