من مخبأ سري إلى فيلا صنعاء.. كواليس ضربة إسرائيلية أربكت الحوثيين

وكالة أنباء حضرموت

من مخبأ سري في إسرائيل إلى فيلا منعزلة في صنعاء، بدأت حكاية ضربة هزّت موازين الحوثيين.

ففي إحدى ليالي الأسبوع الماضي، التقط ضباط استخبارات إسرائيليين إشارات تفيد بأن وزراء في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا، ينوون عقد اجتماع سري في فيلا بالعاصمة اليمنية في اليوم التالي.

تفاصيل 
وبحسب التفاصيل التي طالعتها "العين الإخبارية" في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، حددت المخابرات الإسرائيلية، قبل الضربة توقيت ومكان الاجتماع بدقة، بعد أن علمت به.

وبمجرد تأكيد اختيار فيلا في حي سكني بصنعاء، وافق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، على الخطط بسرعة، وحصلت على موافقة سياسية.

لم تكن سوى ساعات قليلة تفصل بين تلك اللحظة وإقلاع الطائرات الحربية الإسرائيلية لقصف قاعة مؤتمرات حيث كان الوزراء مجتمعين لمشاهدة خطاب لزعيم المليشيات الحوثية عبد الملك الحوثي.

وأسفرت الغارة عن مقتل ما لا يقل عن 12 مسؤولا، بمن فيهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وإصابة آخرين بجروح بالغة.

ووصف تقرير الصحيفة الضربة بأنها إنجاز لتل أبيب في مجال مراقبة الحوثيين، الذين وصفهم بأنهم كانوا "نقطة عمياء" للمخابرات الإسرائيلية قبل الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أشعل فتيل الحرب في غزة ودفع الحوثيين إلى شن هجمات على إسرائيل.

"جرّب واكتشف"
وتشير التقديرات الحالية إلى تواجد أكثر من 20 مسؤولا حوثيا داخل الفيلا المستهدفة، إلى جانب مساعدين وسائقين وأفراد أمن.

ووفقاً للصحيفة الأمريكية، كانت الغارة جزءا من نهج يطلق عليه الجنود الإسرائيليون اسم "فافو"، وهو اختصار لعبارة "جرّب واكتشف".

وقال عوديد عيلام، المسؤول السابق في الموساد والباحث حاليا في مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية للصحيفة: "لقد تخلت إسرائيل عن صيغ الرد المناسب القديمة".

وحتى ضربة يوم الخميس، اقتصر الرد الإسرائيلي على هجمات الحوثيين إلى حد كبير على البنية التحتية مثل الموانئ ومحطات الطاقة.

ويرى محمد الباشا، مؤسس شركة "باشا ريبورت" الاستشارية للأمن في الشرق الأوسط ومقرها الولايات المتحدة، أن "الضربة الإسرائيلية أصابت الواجهة الإدارية للحوثيين وليس هيكل الدولة العميقة للجماعة".

ومع ذلك، يعتقد محللو الشؤون اليمنية أن قادة الحوثيين الناجين سيضطرون إلى اتخاذ احتياطات جديدة لتجنب اكتشافهم من قبل المخابرات الإسرائيلية.

وفي بيان صادر عنه يوم أمس، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "بقايا قيادة الحوثيين تفر من صنعاء". وهدد باستهدافهم في المستقبل.

هكذا يتخفى الحوثيون عن أنظار إسرائيل
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن أشخاص مطلعين، أن قادة الحوثيين يتهربون منذ أشهر من قدرات الاستخبارات الإسرائيلية، حيث يغلقون هواتفهم المحمولة، ويتواصلون وجها لوجه، ويبتعدون عن وسائل التواصل الاجتماعي، ويغيرون مواقعهم بشكل متكرر، أحيانا كل ليلة".

في يوليو/تموز الماضي، وبعد انتهاء الصراع الإيراني الإسرائيلي الذي استمر 10 أيام، أنشأت المخابرات العسكرية الإسرائيلية قسما جديدا مخصصا للحوثيين، وفقا لمسؤول أمني إسرائيلي آخر.

وضمت الوحدة الجديدة حوالي 200 جندي وضابط مخابرات.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إنهم يتوقعون أن يحاول الحوثيون الرد بالمثل. ومنذ غارة الأسبوع الماضي، أطلقوا ما لا يقل عن ثلاث طائرات مسيرة وبعض الصواريخ الباليستية على إسرائيل، لم يصل أي منها إلى هناك.