خاص- جنيف بلا نتائج… و"سناب باك" يفتح أبواب الجحيم على طهران

خاص- جنيف بلا نتائج… و"سناب باك" يفتح أبواب الجحيم على طهران

مصادر دبلوماسية أكدت أن ما جرى لم يكن مجرد فشل تفاوضي عابر، بل محطة فاصلة جعلت من تفعيل آلية "سناب باك" شبه حتمي، وهو ما يعني أن النظام يقترب بخطوات متسارعة من عزلة دولية خانقة وانهيار اقتصادي لا مفر منه.

خاص- جنيف بلا نتائج… و"سناب باك" يفتح أبواب الجحيم على طهران

حفظ الصورة
وکالة الانباء حضر موت

بقلم وسيم جانبين
 

في مشهد يعكس مأزق النظام الإيراني وعجزه عن المناورة، انتهت جولة المفاوضات النووية في جنيف بين إيران والدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) يوم الثلاثاء 26 آب 2025 إلى طريق مسدود. مصادر دبلوماسية أكدت أن ما جرى لم يكن مجرد فشل تفاوضي عابر، بل محطة فاصلة جعلت من تفعيل آلية "سناب باك" شبه حتمي، وهو ما يعني أن النظام يقترب بخطوات متسارعة من عزلة دولية خانقة وانهيار اقتصادي لا مفر منه.

الأوروبيون طرحوا ما يشبه "فرصة أخيرة" لتأجيل العقوبات: وقف التخصيب، فتح المواقع النووية والعسكرية أمام المفتشين، ووقف أنشطة زعزعة الاستقرار في المنطقة. لكن الوفد الإيراني أصر على الرفض، متهماً الأوروبيين بالتماهي مع واشنطن، ومفضلاً التمسك بالمشروع النووي على حساب رفاه شعبه. هذا الموقف يكشف أن بقاء البرنامج النووي بالنسبة للنظام ليس خياراً سياسياً بل مسألة وجود.

خطورة اللحظة برزت في تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، التي كشفت عن تهديد مباشر تلقاه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي من طهران، ما دفع السلطات النمساوية إلى وضعه تحت حماية أمنية مشددة. هنا لم يعد النظام يلجأ إلى المراوغة أو الإنكار، بل انتقل إلى لغة العصابات الدولية، في إشارة إلى ارتباكه وخسارته أدوات التفاوض.

آلية "سناب باك"، المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 2231، تعني إعادة فرض كل العقوبات الأممية بشكل تلقائي وخلال 30 يوماً، دون الحاجة إلى تصويت جديد أو فيتو. النتيجة المتوقعة: شلل كامل للاقتصاد الإيراني، حظر تسليحي صارم، ضرب قدرات الصواريخ الباليستية، وخنق تمويل الأذرع الإقليمية كحزب الله والحوثيين. إنها ضربة مزدوجة للنظام: داخلياً عبر انهيار اقتصادي يفاقم الأزمات، وخارجياً عبر تقليص قدرته على التدخل في ساحات المنطقة.

في موازاة هذا المشهد، برزت كلمة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، من باريس. رجوي شددت على أن الأزمة ليست نووية فقط، بل سياسية وإنسانية بالدرجة الأولى، لأن تجاهل إرادة الشعب الإيراني هو ما جعل الغرب يدور في حلقة مفرغة منذ أربعة عقود. واعتبرت أن إسقاط النظام على يد الشعب ومقاومته المنظمة هو السبيل الوحيد لإنهاء الخطر الإيراني، لا عبر الحروب الخارجية ولا عبر سياسة الاسترضاء.

المشهد اليوم يتجاوز مجرد أزمة تفاوضية؛ نحن أمام لحظة كاشفة. طهران خسرت أدوات الابتزاز، وأوروبا لم تعد تملك رفاهية الوقت. "سناب باك" لم يعد خياراً مطروحاً بل بات ضرورة دولية. والنتيجة المحتملة: انهيار نظام مأزوم من الداخل، وعجز عن تمويل أذرعه في الخارج. إنها فرصة تاريخية أمام المجتمع الدولي ليقف إلى جانب الشعب الإيراني لا إلى جانب نظام أثبت أنه لا يعرف سوى لغة التهديد والترهيب.