في يومهم العالمي.. الحوثي يدمي جراح الأقليات الدينية باليمن
لا يزال الحوثي يدمي جراح الأقليات، فيما يحتفل العالم، اليوم، 22 أغسطس/آب، بذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد.
حوّلت مليشيات الحوثي مناطق سيطرتها شمالي وغربي اليمن إلى سجن مفتوح للأقليات الدينية، بما في ذلك اليهود والمسيحيون والبهائيون، وحتى المذاهب السنية التي تعرّضت للقمع والتنكيل.
وسجّل تقرير صادر عن "الشبكة اليمنية للحقوق والحريات" بالتعاون مع "رابطة معونة لحقوق الإنسان والهجرة" (مقرها نيويورك)، بمناسبة اليوم الدولي لضحايا العنف الديني، ارتكاب الحوثيين 1184 انتهاكًا بحق الأقليات الدينية في البلاد.
التقرير الذي حمل عنوان "انتهاكات وحشية بحق الأقليات الدينية" جاء لتذكير العالم بضحايا الحوثي الذين يعانون من العنف والاضطهاد والتمييز بسبب دينهم أو معتقدهم، بهدف تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع.
تطهير وعنف
أوضح التقرير أن مليشيات الحوثي تقف خلف "جميع حملات العنف والاضطهاد الديني"، التي شملت أتباع الديانتين اليهودية والبهائية، والمذاهب السنية والجماعات السلفية، إضافةً إلى أتباع المذهب الجعفري وبعض رموز الزيدية المعارضين لهم.
بدأت حملات التطهير والعنف الديني بتهجير يهود آل سالم في صعدة عام 2007، تلاها الاستيلاء على 12 حوزة دينية للجعفريين في الجوف عام 2010، ثم شن الحرب على أتباع العلامة الزيدي محمد عبد العظيم الحوثي عام 2012.
وفي 2013، وبعد ثلاث سنوات من الحصار والحروب، شهدت اليمن واحدة من أوسع عمليات التهجير الديني، استهدفت أتباع الداعية السلفي مقبل الوادعي في منطقة دماج، وأدّت إلى نزوح جماعي لأكثر من 3 آلاف طالب مع أسرهم.
بحسب التقرير، ارتكب الحوثيون 1184 انتهاكًا ضد هذه المجموعات، بينها 200 حالة قتل، منهم 29 طفلًا و5 نساء. كما أصيب 600 شخص بينهم 71 طفلًا و10 نساء، وتعرّضت 43 امرأة للإجهاض بسبب القصف العشوائي والحصار.
وأشار التقرير إلى أن حصار دماج أدّى إلى إصابة 113 طفلًا بسوء تغذية حاد وجفاف، و67 بالتهابات رئوية، فضلًا عن تدمير 361 مرفقًا مدنيًا، بينها 6 مساجد و346 منزلًا و3 مستشفيات و6 آبار مياه، وصولًا إلى تهجير جماعي لكل السلفيين بقوة السلاح.
الأقليات الأخرى
منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، اعتقلوا أكثر من 1832 شخصًا من أتباع المذاهب السنية، بينهم 386 إمامًا وخطيبًا ما زالوا قيد الإخفاء حتى الآن.
وتصدّرت الأقلية البهائية قائمة الانتهاكات، إذ وثّق التقرير 139 واقعة تنوّعت بين الاعتقالات والتعذيب ونهب الممتلكات وإغلاق المدارس الدينية والتهجير القسري. كما اعتُقل 71 شخصًا من البهائيين بينهم 6 أطفال و20 امرأة، وخضع 25 آخرون لمحاكمات غير عادلة، بعضها انتهى بأحكام إعدام ومصادرة ممتلكات.
أما الأقلية اليهودية فحلّت في المرتبة الثالثة، حيث اعتُقل 9 أشخاص وتعرّض 63 آخرون للتهجير القسري ونهب الممتلكات، إضافةً إلى إغلاق مدرستين دينيتين تابعتين لهم.
وجاءت الطائفة المسيحية رابعًا، بتوثيق 10 حالات اعتقال وتعذيب، و4 حالات قتل، إضافةً إلى اقتحام كنيستين وتدمير وحرق أخرى.
دعوات حكومية
بمناسبة اليوم الدولي لضحايا العنف الديني، دعت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان إلى إدانة الجرائم الحوثية بحق الأقليات وملاحقة قادة المليشيات، وعلى رأسهم عبدالملك الحوثي، باعتبارهم مسؤولين عن جرائم ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن "جرائم مليشيات الحوثي بحق الأقليات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، واعتداءً مباشرًا على حرية الدين والمعتقد".
وأشار إلى أن العشرات من البهائيين تعرّضوا للاختطاف والإخفاء القسري منذ انقلاب 2014، كان أبرزها حملة مداهمة في يونيو/حزيران 2023 استهدفت اجتماعًا سلميًا في صنعاء، انتهت باختطاف 17 شخصًا بينهم نساء.
كما واجه البهائيون قرارات بمصادرة ممتلكاتهم ومنازلهم وحملات تحريض إعلامية وفتاوى تكفيرية، فيما لا يزال المواطن اليهودي ليبي مرحبي محتجزًا لدى الحوثيين.
ويخلص التقرير إلى أن الجرائم الممنهجة للحوثيين تكشف عن طبيعتهم العنصرية والإقصائية، وسعيهم إلى فرض فكر متطرّف بالقوة، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.