الوحدة الصحية بشعب الأعلى في طور الباحة: خدمات طبية مهمة وإمكانيات محدودة بانتظار الدعم

وكالة أنباء حضرموت

تُعد الوحدة الصحية في منطقة شعب الأعلى بمديرية طور الباحة، محافظة لحج، من أقدم المراكز الصحية في المنطقة، حيث تأسست في ستينيات القرن الماضي، عقب افتتاح مستشفى الجمهورية التعليمي في خور مكسر عام 1958. ورغم قدمها وأهميتها، إلا أنها ما تزال تعمل بإمكانات متواضعة داخل مبنى صغير مكوَّن من غرفة واحدة وصالة انتظار محدودة المساحة، دون أن تحظى بأي توسعة أو تطوير منذ تأسيسها.

وأكدت الدكتورة رزيقة علي أحمد، مسؤولة الوحدة الصحية، أن الوحدة تقدّم خدمات طبية أساسية للمواطنين، تشمل الرعاية الصحية التكاملية، والصحة الإنجابية، وبرامج التحصين الشامل، والمشورة الصحية، بالإضافة إلى برامج التغذية للأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، وكذلك دعم الأمهات الحوامل والمرضعات..مشيرة أن جميع هذه الخدمات تُقدَّم في غرفة واحدة، ووسط إمكانيات محدودة، ما يجعل الحاجة ملحّة لتوسعة المبنى، وإنشاء غرف إضافية تشمل مختبرًا، وصيدلية، ومرفقًا صحّيًا خاصًا بالنساء.

وتوجّهت الدكتورة رزيقة الشعبي بالشكر لمدير مكتب الصحة في طور الباحة، الدكتور أحمد هيكل، على جهوده في دعم الوحدة الصحية ومتابعة احتياجاتها، متمنية له الشفاء العاجل من الوعكة الصحية التي ألمّت به. كما أعربت عن امتنانها لمنظمة الأغذية العالمية لدعمها في مجال تغذية الأطفال والأمهات، وتوفير الحوافز للعاملين الصحيين، مطالبة الجهات المختصة بتوفير شبكة مياه ومنظومة طاقة شمسية للمرفق.

فيما أشارت الدكتورة نسرين سلطان علي، قابلة المجتمع ، إلى أن الوحدة الصحية تخدم أكثر من 20 قرية بعضها تبعد كثيرا عن المركز الصحي، ما يصعّب وصول المرضى إليه.

من جانبه، اشار الدكتور أحمد محمود الشعبي  إلى أن شعب الأعلى تقع ضمن مناطق تماس ونزاع منذ عشر سنوات بسبب ظروف الحرب المستمرة. ووجّه دعوة للسلطة المحلية في المديرية والمحافظة، وكذلك لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي، لتقديم دعم عاجل للوحدة الصحية، خصوصا في توفير الأدوية الضرورية لعلاج الحميات، وأمراض الجهاز التنفسي، والإسهالات، والحساسية، ومشكلات الأنف والأذن والحنجرة، وآلام المعدة والبطن.

وأوضح الشعبي أن الوحدة تعاني من شُحٍّ في الأدوية بعد توقف دعم منظمة مكافحة الجوع منذ أكثر من عام وثلاثة أشهر، مشيرا إلى أن عدد الحالات التي كانت تستقبلها الوحدة حينها تراوح بين 300 إلى 500 حالة شهريا، وتراجع حاليًا إلى 100–150 حالة فقط بسبب نقص العلاجات.

وختم حديثه بالتأكيد على الحاجة الماسة إلى منظومة طاقة شمسية ودعم مالي عاجل، مع استمرار الكادر الصحي في تقديم خدماته مجانًا منذ انسحاب المنظمة، حرصًا على خدمة سكان المنطقة رغم غياب الدعم المؤسسي.

*عبود الشعبي