غزة بين الألم والأمل.. «نار» على الأرض ومفاوضات «صعبة» في الدوحة
على الأرض لا تزال نيران القصف تلسع سكان غزة بلهيبها، فيما تستمر مفاوضات «صعبة» بالدوحة وسط آمال بالتوصل لاتفاق ينهي الحرب المدمرة.
واليوم الخميس، دخلت المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل الرامية للتوصل إلى هدنة في غزة يومها الخامس في قطر، حسبما أفاد مسؤول مطلع على المحادثات لوكالة فرانس برس.
وانطلقت في الدوحة الأحد جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة للتوصل إلى اتفاق يستند إلى مسودة مدعومة من الولايات المتحدة تنص على هدنة أولية لمدة 60 يوما.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية المفاوضات، إن الوسطاء "يتنقلون بين الطرفين لتبادل الأفكار بهدف سد الفجوات المتبقية والحفاظ على الزخم للتوصل إلى الاتفاق".
في غضون ذلك، أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل أكثر من خمسين شخصا بينهم أطفال في الضربات الإسرائيلية المتواصلة على مناطق عدة في القطاع.
فيما قالت حماس إنها وافقت على الإفراج عن عشرة رهائن إسرائيليين في إطار مفاوضات "صعبة" حول وقف إطلاق النار.
وأفاد مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني بغزة محمد المغير في بيان عن سقوط 52 قتيلا جراء القصف الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم، بينهم 3 من منتظري المساعدات.
وفي وقت متأخر من مساء الأربعاء، وصفت حركة حماس المفاوضات الجارية مع إسرائيل بوساطة قطرية ومصرية في الدوحة وتحت ضغط أمريكي بأنها "صعبة".
ومع ذلك أكدت الحركة على أنها "تبدي المرونة اللازمة ووافقت على إطلاق سراح عشرة أسرى".
وفي معرض رده على استفسارات فرانس برس حول استهداف نقطة طبية في دير البلح، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته "استهدفت.. عنصرا من وحدة النخبة في حماس".
ووفقا لبيان الجيش، فإن العنصر المستهدف "تسلل" إلى إسرائيل إبان هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
نقاط خلاف
أشارت حماس إلى أن بعض النقاط الجوهرية قيد التفاوض في المفاوضات غير المباشرة، وفي مقدمتها تدفّق المساعدات، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضي القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار.
وتصر الحركة الفلسطينية على استئناف توزيع المساعدات الإنسانية من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها.
ومن بين 251 رهينة خطفوا أثناء هجوم حماس عام 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.
ولطالما عارضت حماس سيطرة إسرائيل على رفح والممر المعروف باسم "ممر موراج" بين رفح وخان يونس في جنوب قطاع غزة.
وكانت إسرائيل أعلنت في وقت سابق هذا العام أن جيشها سيطر على مساحات واسعة من غزة وضمها إلى مناطق عازلة تم إخلاؤها من سكانها بهدف معلن هو الضغط على حماس للإفراج عن الرهائن.
"كانوا يلعبون"
في غرب خان يونس، قتل أربعة أشخاص في قصف استهدف محيط مسجد عباد الرحمن غرب المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، وأكد مجدي جاد الله أنه أودى بزوجته آسيا (32 عاما) وأولاده الثلاثة يحيى (خمس سنوات) وموسى (3 سنوات) وإبراهيم (عام ونصف).
وبحسب الأب المكلوم الذي أدى الصلاة على جثامين أفراد عائلته إلى جانب العشرات، فقد سقطت زوجته وأبناؤه بعد أن "ضربوا (الجيش الإسرائيلي) جوار البيت بينما كانوا (أطفاله) يلعبون".
وفي دير البلح، قال محمد أبو عودة "كنا نقف أنا ومجموعة من المواطنين في طابور طويل أمام النقطة الطبية في دير البلح ننتظر دورنا لنستلم العلاج والمكمّلات لأطفالنا، وفجأة وقع انفجار ضخم بالمكان".
وأضاف "امتلأ المكان بالدخان وصرخات النساء والأطفال كانت في كل مكان.. رأيت أما تحتضن طفلها على الأرض وكلاهما لا يتحركان".
واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بحرب مدمّرة قتل فيها 57680 فلسطينيا في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.