المكسيك: ضبط "غواصة مخدرات" تحمل كوكايين قبالة غيريرو
أعلنت السلطات المكسيكية، يوم الجمعة، أن القوات البحرية نجحت في اعتراض سفينة شبه غاطسة قبالة سواحل ولاية غيريرو المطلة على المحيط الهادئ، حيث تم العثور على نحو 3.5 طن من الكوكايين موزعة داخل 180 حزمة.
وتندرج هذه العملية ضمن الجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة لمكافحة تهريب المخدرات.
وأفادت البحرية أن السفينة كانت تقل ثلاثة أشخاص تم إلقاء القبض عليهم بعد رصد المركبة أثناء دورية بحرية اعتيادية، في ما يُعدّ أحدث إنجاز في سلسلة عمليات تستهدف شبكات تهريب الكوكايين التي باتت تستخدم وسائل بحرية متقدمة.
السفن شبه الغاطسة، أو ما يعرف بـ”غواصات المخدرات”، تمثل وسيلة مفضلة لدى كارتلات التهريب بفضل قدرتها العالية على التخفي ونقل كميات كبيرة من المواد المخدرة.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإن هذه الوسائل باتت تُستخدم على نحو متزايد لنقل الكوكايين من أمريكا الجنوبية إلى الولايات المتحدة، مرورًا بالسواحل المكسيكية.
منذ تولي الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم منصبها في أكتوبر، شددت الحكومة حملتها ضد الجريمة المنظمة، خاصة العصابات المتورطة في تجارة المخدرات.
وأعلنت البحرية أن عملياتها خلال هذه الفترة أسفرت عن ضبط أكثر من 44.8 طنًا من الكوكايين، من بينها 8.3 طن في شهر أكتوبر وحده، وهو رقم قياسي يُعد من أكبر كميات الضبط البحري في تاريخ البلاد.
وفي السياق ذاته، لم تقتصر الإجراءات على المواجهة البحرية، حيث شنت قوات الأمن خلال يونيو الجاري سلسلة مداهمات استهدفت مختبرات تصنيع المخدرات في عدد من الولايات، وأسفرت عن مصادرة ما يقارب 42 طنًا من مادة الميثامفيتامين، تقدر قيمتها السوقية بأكثر من 50 مليون دولار.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الضغوط الأميركية على الحكومة المكسيكية لتشديد الرقابة على تهريب المخدرات، لا سيما الفنتانيل والمواد الأفيونية الاصطناعية، التي تعد عاملًا رئيسيًا في أزمة الإدمان والوفيات في الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد استغل هذه القضية للضغط على المكسيك، مهددًا بفرض رسوم جمركية ما لم تكثف جهودها لمكافحة الكارتلات وطرق التهريب.
وبحسب تقرير إدارة مكافحة المخدرات الأميركية (DEA) لعام 2023، ما تزال المكسيك تُعتبر نقطة عبور رئيسية للكوكايين والميثامفيتامين الموجه إلى السوق الأميركية، مع تركيز خاص على الطرق البحرية في المحيط الهادئ، التي تُعد من بين الأكثر نشاطًا وخطورة.
وأكدت البحرية المكسيكية أن العملية الأخيرة تُعد دليلًا واضحًا على التزام الحكومة بمواصلة الضغط على عصابات التهريب، وإيصال رسالة حازمة بأن استخدام التقنيات المتطورة لن يعيق جهود المكافحة المستمرة.