في يومهم العالمي.. ضحايا التعذيب باليمن بلا مساندة

وكالة أنباء حضرموت

بعد 4 أعوام من إطلاق سراحه من سجون الحوثيين، لايزال اليمني صادق الشجاع يبحث عن مسانده لترميم نفسيته وبناء منزله الذي فجره الانقلابيون.

الشجاع هو واحد من آلاف اليمنيين الذين اختطفتهم مليشيات الحوثي وتعرضوا لتعذيب وحشي في زنازينها المظلمة، ويعيشون اليوم في عزلة تامة، بلا أدنى دعم أو مساندة وذلك رغم احتفاء العالم باليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب الذي يصادف 26 يونيو/ حزيران من كل عام.

في حديثه لـ"العين الإخبارية"، روى الشجاع وهو يقف على أنقاض منزله الذي فجره الحوثيون، بألم كيف اختطفته المليشيات برفقة 4 من أشقاءه وعذبتهم بوحشية ومازال أحدهم مخفي قسرياً حتى اليوم ومصيره مجهولا.

وأوضح أن مليشيات الحوثي عرضته وأسرته لاخفاء قسري في أحد سجونها السرية شرقي محافظة تعز ومارست ضده تعذيب نفسي وجسدي قبل أن تعمد لتفجير منزله وحرمانه من حق المأوى.

وأكد الشجاع أنه لم يتلقى أي مساندة لا محلية ولا دولية للعلاج النفسي أو حتى مساعدته في بناء منزله الذي فجره الحوثيون، مناشدا المجتمع الدولي بالضغط على المليشيات بكشف مصير المدنيين المخفيين قسراً في سجونها السرية.

تعذيب وحشي لعمال الإغاثة
لا تختلف قصة الشجاع عن ما تعرض له المختطف اليمني السابق جمال محمد فرحان، أحد سكان مدينة هجدة في مديرية مقبنة غرب تعز، الذي عاش تجربة مريرة من الاعتقال القسري والتعذيب المستمر.

يقول فرحان لـ"العين الإخبارية" إنه "كان يعمل في المجال الإنساني مع منظمة الهجرة الدولية، وكان مسؤول عن توزيع مواد الإغاثة للنازحين في مديرية مقبنة، قبل أن يتم اختطافه من قبل مليشيات الحوثي بناء على بلاغ كيدي في أغسطس/ آب 2016".

وعاش فرحان في زنازين مليشيات الحوثي لنحو 4 سنوات و8 أشهر، متنقلا من سجن إلى آخر كان أبرزه وضعه في زنزانة انفرادية مظلمة لمدة تسعة أشهر في بلدة "الجبانة" بمحافظة إب (وسط).

وبحسب المختطف اليمني فقد عاش "أصعب فترات الاختطاف في الأشهر الأولى من الاعتقال، إذ تعرضت لأصناف التعذيب على مدى 3 أيام متواصلة، منها الضرب المبرح والصعق بالكهرباء، والتعليق لساعات طويلة، والإخفاء بغرفة مظلمة حجمها متر في متر".

وأضاف "استخدم الحوثيون أقسى أنواع العذاب والحرمان، لدرجة كان يسمح لنا مرة واحدة فقط باليوم الواحد للوصل لدورة المياه، واستمر ذلك لقرابة 3 سنوات".

وأشار إلى أن التعذيب الحوثي شمل ايضا "تعليقي في ونش سيارة من بعد العشاء حتى الفجر، ما تسبب في كسر يدي الأيمن وإغماء من شدة الألم"، مؤكدا أنه بعد إطلاق سراحه لم يحصل على أية اهتمام أو مساندة من قبل أي جهة.

أرقام مفزعة
وبمناسبة ذكرى اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب الذي يصادف 26 يونيو من كل عام، كشف ائتلاف حقوقي يمني أن مليشيات الحوثي اختطفت نحو (1937) شخصاً بينهم (117) طفلاً و (43) امرأة و(89) مسناً، خلال الفترة من 1 يناير/ كانون الثاني 2018 وحتى 30 إبريل/ نيسان 2025م في 17 محافظة.

وبحسب الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، ائتلاف حقوقي غير حكومي، فقد تعرض نحو (476) مختطفاً لأشد وأقسى أنواع التعذيب المفضي إلى الموت بينهم (18) طفلاً و(23) إمراة، و(25) مسناً، ما أدى إلى مقتلهم إما داخل الزنازين الحوثية وإما بعد تدهور حالتهم الصحية أو بعد إطلاق سراحهم بأيام فقط.

وتدير مليشيات الحوثي نحو (641) سجناً في المحافظات التي تسيطر عليها، منها (368) من السجون الرسمية التي احتلتها المليشيات و(273) سجناً سريا استحدثتها المليشيات الحوثية بعد انقلابها أواخر 2014.

ووفقا للشبكة الحقوقية فإن المليشيات شيدت هذه السجون "داخل أقبية المؤسسات الحكومية كالمواقع العسكرية، ويتوزع بقية العدد في المباني المدنية كالوزارات والإدارات العامة، ومراكز تحفيظ القران، وبعض المقرات الحزبية، ومنازل بعض السياسيين".