4 دروس من هجوم «شبكة العنكبوت» الأوكراني.. إعادة صياغة قواعد الحرب

وكالة أنباء حضرموت

بشن هجوم «شبكة العنكبوت»، رسمت العملية الأوكرانية ملامح جديدة للردع، فلم تعد عتبة التصعيد النووي حجر الزاوية الحتمي في مواجهة الهجمات التقليدية.

فبحسب المجلس الأطلسي، فإن العملية كشفت عن أربعة دروس أساسية ينبغي لاستراتيجيي الردع النووي الأمريكيين إدراكها، مشيرًا إلى أنها أعادت رسم معالم اللعبة الاستراتيجية التي ظنها الكثيرون جامدة لا تتغير.

وخلال الأيام التي تلت «الهجوم الجريء» الذي شنّته أوكرانيا داخل روسيا، سارع المحللون للقول بأن العملية، التي جرى توثيقها، غيّرت بشكل كبير طبيعة الصراع العسكري — أو حتى «أعادت كتابة قواعد الحرب».

وتضمنت عملية «شبكة العنكبوت» الأوكرانية العديد من العناصر الجديدة، «حيث دمّرت أكثر من اثنتي عشرة طائرة عسكرية روسية ضخمة - بما في ذلك قاذفات قادرة على حمل رؤوس نووية - باستخدام طائرات مسيّرة أُطلقت من حاويات قرب المطارات الروسية، واستهدفت مناطق ممتدة عبر الأراضي الروسية»، بحسب المجلس الأطلسي.

لكن في مجال الردع النووي، ألقى هذا الهجوم الضوء على حقائق خفية منذ سنوات. إذ كشفت العملية عن أربعة دروس أساسية ينبغي لاستراتيجيي الردع النووي الأمريكيين إدراكها:

4 دروس:
الهجوم الأوكراني باستخدام الطائرات المسيّرة على قواعد روسية داخل الأراضي الروسية، أظهر أن الاعتقاد السائد بأن أي هجوم تقليدي على منشآت نووية سيؤدي تلقائيًا إلى تصعيد نووي كارثي «هو مبالغ فيه».

ورغم خفض روسيا عتبة استخدامها للأسلحة النووية في سبتمبر/أيلول 2024، لم يُرصد رد نووي مباشر على هذه الهجمات، مما يشير إلى أن الدول النووية قد لا تلجأ للرد النووي إلا إذا تعرضت تهديدات وجودية حقيقية لترسانتها النووية.

الدرس الثاني:
كشفت الهجمات الأوكرانية «هشاشة أسطول القاذفات الروسية، التي كانت مكشوفة على المدارج، مما يعكس تهديدًا مشابهًا تواجهه القوات النووية الأمريكية»، بحسب الأطلسي.

وتؤكد تقارير حديثة ضرورة تعزيز الدفاعات الجوية والصاروخية الأمريكية، بما في ذلك تطوير أنظمة مضادة للطائرات المسيّرة، وتحسين الكشف والتنسيق بين الوكالات الأمنية، واستخدام ملاجئ محصنة ومدارج بديلة.

ويشير الجنرال توماس بوسير إلى أن القوات الجوية الأمريكية بدأت بالفعل بنشر أنظمة مضادة للمسيّرات حول قواعدها الاستراتيجية، لكن الهجمات الأخيرة تؤكد الحاجة لتوسيع هذه الإجراءات.

الدرس الثالث:
أظهرت العملية الأوكرانية أن التقنيات المتقدمة مثل الطائرات المسيّرة يمكن أن تُكمل القدرات النووية في تهديد الأصول النووية الاستراتيجية للخصوم.

ومع توقعات بوصول الترسانة النووية الصينية إلى مستوى موازٍ لنظيرتها الأمريكية خلال العقود القادمة، فإن الطائرات المسيّرة والأسلحة التقليدية المتقدمة قد تساعد في دعم الردع النووي الأمريكي أو تقليل الحاجة إلى توسيع الترسانة النووية بشكل كبير، مما يشكل حسابًا جديدًا في استراتيجيات الردع.

الدرس الرابع:
بحسب المجلس الأطلسي، فإن الهجوم الأوكراني على القاذفات الروسية يعد «مثالا على دور قوات العمليات الخاصة في تعطيل القدرات العسكرية للخصوم عبر عمليات تسلل خلف خطوط العدو».

هذه العمليات «الجريئة تقلل من قدرة الخصم على شن غارات جوية بعيدة المدى، وتعيد أهمية القوات الخاصة في التنافس بين القوى الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة»، بحسب التقرير.

كما ينبغي أن تحفز هذه الضربات الحكومة الأمريكية على معالجة نقاط الضعف والفرص في استراتيجيات الردع النووي، لا اعتبارها مجرد تطور عسكري جديد.