كأس الاتحاد الأفريقي سبيل نهضة بركان لتتويج موسمه الاستثنائي
يأمل نهضة بركان المغربي في تتويج موسمه الاستثنائي بلقبه الثالث في مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وذلك حين يستضيف سيمبا التنزاني السبت على الملعب البلدي لمدينة بركان في ذهاب الدور النهائي. وبعدما حسم لقب الدوري المحلي لأول مرة في تاريخه، يسعى بركان إلى إضافة اللقب القاري وإمكانية إحراز ثلاثية من خلال الفوز بلقب مسابقة الكأس المحلية التي وصل فيها إلى ثمن النهائي. ويخوض الفريق البرتقالي النهائي الخامس في المسابقة التي رفع كأسها عامي 2020 و2022، مع الأمل برفع رصيده فيها إلى ثلاثة ألقاب ومعادلة الرقم القياسي المسجل باسم الصفاقسي التونسي (2007 و2008 و2013).
ويسعى نهضة بركان لاستمرار موسمه التاريخي بعد تتويجه بلقب الدوري المغربي لأول مرة، تحت قيادة المدرب التونسي معين الشعباني. ويمني الفريق المغربي، النفس، بإضافة لقب ثالث للكونفدرالية، حيث توج مرتين على حساب بيراميدز المصري عام 2020 وفيتا كلوب الكونغولي عام 2022، فيما خسر نهائي النسخة الأخيرة أمام الزمالك.
طريق النهائي
وشق نهضة بركان، طريقه نحو النهائي، من خلال الفوز بالدور التمهيدي الثاني علي دادجي البنيني بهدفين ذهابا خارج ملعبه وخماسية في ملعبه، واحتل صدارة المجموعة الثانية برصيد 16 نقطة بعد فوزه في 5 مباريات وتعادل في واحدة، وأحرز لاعبوه 12 هدفا، ولم يسكن مرماه سوى هدف وحيد. وفي دور الثمانية بالبطولة، اجتاز نهضة بركان، فريق أسيك ميموزا الإيفواري بالفوز خارج ملعبه 1 – 0 ذهابا، وبنفس النتيجة في المغرب في لقاء الإياب. وفي نصف نهائي البطولة، حقق الفريق المغربي فوزا كبيرا 4 – 0 على شباب قسنطينة الجزائري، وتلقى الخسارة الأولى في المسابقة 0 – 1 في مباراة الإياب.
وقدم الفريق المغربي بقيادة المدرب التونسي معين الشعباني مشوارا استثنائيا هذا الموسم، حيث حقق الفوز في عشر مباريات وتعادل مرة وتلقى خسارة وحيدة. وأعرب الشعباني عن قلقه بشأن الإصابات في صفوف فريقه قبل المواجهة المرتقبة، مؤكدا عزمه على التعامل مع هذا الوضع الصعب بروح جماعية، قائلا “حققنا موسما ممتازا، وكنا نعلم صعوبة اللعب أمام المغرب الفاسي (فاز بركان 3 – 1) في ميدانه وبين جماهيره، لذلك كان من المهم إنهاء الدوري بهذا الفوز المعنوي قبل النهائي القاري.”
وأردف “ما يثير قلقي حاليا هو عدد اللاعبين المصابين، لكننا سنواجه التحدي كفريق موحد، كما اعتدنا طيلة الموسم، بفضل تقارب مستويات اللاعبين.” ويعي “البراكنة” أهمية تحقيق نتيجة قوية قبل مباراة الإياب التي تم نقلها من العاصمة دار السلام إلى ملعب “أمان” في جزيرة زنجبار. ويعول الفريق في هذا الاستحقاق على خبرة مدربه الشعباني المتوج مع الترجي التونسي بلقبين في دوري الأبطال 2018 و2019، بالإضافة إلى خبرة عناصره ولاسيما الحارس الدولي منير كجوي المحمدي، والمدافع البوركيني يوسوفو دايو الذي كان يرتدي قميص الفريق منذ 2015، فضلا عن مهندس الوسط ياسين لبحيري والمهاجمين أيوب خيري والسنغالي بول باسان. وأضاف الشعباني “لا حاجة لتوصيات خاصة. اللاعبون يدركون أهمية المرحلة، وكرة القدم دائما ما تتطلب التضحيات وتجاوز اللحظات الصعبة، وهذا الموسم لم يكن استثناء.”
بدوره، يأمل سيمبا الذي يخوض ثاني نهائي قاري في تاريخه بعدما خسر نهائي المسابقة عام 1993 أمام ستيلا أدجامي العاجي، العودة بنتيجة إيجابية من مدينة بركان، إلا أنه يدرك تماما صعوبة هذا الأمر. وستكون المباراة ثأرية بالنسبة إلى مدربه الجنوب أفريقي فادلو ديفيدز الذي خسر نهائي 2022 عندما كان مدربا مساعدا في أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي. وكشف ديفيدز أنه تلقى رسالة من شخصية “مميزة” داخل أورلاندو بايرتس، مؤكدا أنه لا يستطيع نسيان أحداث نهائي 2022 وهو يستعد لمواجهة نهضة بركان مرة أخرى، قائلا “تلقيت للتو رسالة من أحد أهم مسؤولي أورلاندو بايرتس، دعاني فيها لأتذكر أن بركان هو من هزمنا بركلات الترجيح.”
نكهة خاصة
وأردف “لا تزال تلك المباراة تُطاردني.” ووصف ديفيدز نهضة بركان بأنه “فريق محترم، قوي ومنظم تكتيكيا،” مضيفا “لكننا نملك الحافز والدعم الجماهيري. نستطيع أن نحقق شيئا عظيما في الفترة المقبلة وإسعاد الأنصار بلقب قاري هذا الموسم.” وأكد “نحن مستعدون لهذا التحدي وعلينا أن نبقى واثقين من أنفسنا رغم صعوبة الخصم الذي يمتلك تجربة كبيرة في هذه البطولة، وسنقدم أفضل ما لدينا لتحقيق هدفنا.” ويملك المدرب الجنوب أفريقي فريقا قويا تزخر صفوفه بأسماء مميزة، لاسيما لاعب الوسط جان شارل أهوا والكونغولي الديمقراطي فابريس نغوما.
وصعد سيمبا إلى نهائي البطولة من خلال التعادل السلبي مع مضيفه أهلي طرابلس الليبي ذهابا والفوز 3 – 1 في الإياب، خلال الدور التمهيدي، ثم تصدر المجموعة الأولى بحصوله على 13 نقطة بعد الفوز في 4 مباريات والتعادل في مواجهة والخسارة مثلها، وسجل لاعبوه 8 أهداف مقابل استقبال 4 أهداف. وفي دور الثمانية، تخطى سيمبا عقبة المصري البورسعيدي، بضربات الجزاء بعد أن فاز كل فريق 2 – 0 بملعبه، فيما تجاوز عقبة ستيلينبوش الجنوب أفريقي في نصف النهائي، بالفوز عليه ذهابا بهدف، والتعادل السلبي إيابا.
ولم تتوقف الأفضلية لنهضة بركان عند التاريخ وتتويجه القاري فقط، ولكنها وصلت إلى القيمة السوقية، حيث وصلت قيمة لاعبي بطل المغرب، إلى 11.9 مليون يورو، بينما لم تزد قيمة سيمبا عن 2.2 مليون يورو. واستعاد نهضة بركان قبل أيام قليلة جهود الثلاثي أيوب خيري وهيثم منعوت وسانتوس، بعد تعافيهم الكامل من الإصابات التي أبعدتهم في الفترة الأخيرة.