صنعاء تحت القصف الأميركي الإسرائيلي لردع تجاوزات الحوثيين

وكالة أنباء حضرموت

أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء عن قصفه مطار صنعاء ومحطات مركزية للطاقة يستخدمها الحوثيون في العاصمة ردا على استهداف الجماعة المدعومة من إيران مطار تل أبيب قبل يومين.

وقد سبق هذه الضربات تحذير إسرائيلي للمدنيين بإخلاء المنطقة المحيطة بالمطار.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن "سلاح الجو هاجم قبل قليل ودمر بنى تحتية تابعة لنظام الحوثي الإرهابي في المطار المركزي في صنعاء والذي سبب في تعطيل عمل المطار بشكل كامل وذلك في أعقاب قيام تنظيم الحوثي الارهابي باطلاق الصاروخ نحو مطار بن غوريون".

وأضاف "يستخدم نظام الحوثي الارهابي المطار مثل ميناء الحديدة الذي تمت مهاجمته أمس (الاثنين) لنقل وسائل قتالية ونشطاء ويتم تشغيله بشكل متواصل لأغراض إرهابية".

وتابع أنه "كما تمت مهاجمة مصنع العمران للأسمنت شمال صنعاء والذي يعتبر أحد أهم الموارد التابعة للحوثيين لبناء أنفاق والبنى التحتية العسكرية. يشكل استهداف المصنع ضربة تستهدف اقتصاد النظام وطرق تسلحه العسكرية".

ولفت الجيش الإسرائيلي في بيانه إلى أنه "تم تنفيذ الضربات بشكل موجه بدقة مع اتخاذ وسائل حذر لتجنب امكانية اصابة المدنيين والممتلكات المدنية. لقد صادق قائد سلاح الجو ورئيس الأركان على تنفيذ العملية".

وأكد البيان أن "نظام الحوثي يعمل على مدار السنة والنصف الأخيرة بتوجيه وتمويل إيراني لضرب إسرائيل وحلفائها وزعزعة النظام الاقليمي وتشويش حرية الملاحة الدولية"، مؤكدا أنه "مصمم على مواصلة العمل بقوة ضد كل تهديد لمواطني وسكان اسرائيل مهما بلغت المسافة".

وفي المقابل، أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن إسرائيل والولايات المتحدة شنتا غارات مشتركة على مطار صنعاء ومواقع أخرى في العاصمة اليمنية.

وقالت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين في بيان مقتضب نشرته على تلغرام "عدوان أميركي إسرائيلي يستهدف مطار صنعاء الدولي بسلسلة غارات".

في بيانات لاحقة، ذكرت قناة "المسيرة" أن "العدوان الأميركي الإسرائيلي استهدف محطة كهرباء ذهبان المركزية ومحطة توزيع كهرباء عصر ومنطقة عطان في صنعاء، بالإضافة إلى محطة كهرباء حزيز المركزية في محافظة صنعاء، ومصنع أسمنت عمران في محافظة عمران".

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش قصف مبنى الركاب وطائرات مدنية ومرافق خدمية في مطار صنعاء.

وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن الهجوم استهدف 10 مواقع في اليمن، بينها مطار صنعاء ومنشآت نفطية ومراكز وقود.

ويُنظر إلى هذا الهجوم الإسرائيلي، وربما الأميركي المشترك بحسب الحوثيين، على أنه محاولة لاستعادة الردع الإسرائيلي وامتصاص المخاوف التي تركها استهداف مطار بن غوريون الأكثر حيوية في إسرائيل بشكل أولي بأن الحوثيين ومن ورائهم إيران باتوا قادرين على تجاوز الأنظمة الدفاعية المتقدمة مثل القبة الحديدية ومنظومة “حيتس”، وأن محاولات التقليل من هجماتهم زادتهم جرأة.

وسبق الهجوم المشترك إنذار علني من الجيش الإسرائيلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي لجميع المتواجدين في منطقة مطار صنعاء الدولي بإخلاء المنطقة فورا.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي "سنستهدف مطار صنعاء لأول مرة منذ اندلاع الحرب"، فيما أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن "الضربة العسكرية على مطار صنعاء قد تكون من البحر أو الجو".

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على هذا التحذير، مشددا على أن "عدم إخلاء المنطقة يعرض حياتكم للخطر" ونشر خريطة للمنطقة المستهدفة. ويُعد هذا التحذير الأول من نوعه الذي يصدره الجيش الإسرائيلي بشكل علني لمنطقة في اليمن.

ويأتي استهداف صنعاء بعد يوم من ضربات إسرائيلية على محيط ميناء الحديدة، ردًا على إطلاق الحوثيين صاروخًا سقط قرب مطار بن غوريون. وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برد قوي.

ويستمر التوتر بين إسرائيل والحوثيين في اليمن في التصاعد، حيث استأنفت الجماعة المتحالفة مع إيران هجماتها على إسرائيل وحركة الملاحة في البحر الأحمر بعد تعليقها لفترة وجيزة عقب انتهاء وقف إطلاق النار في غزة.

ويقول الحوثيون إن هجماتهم تأتي تضامنا مع الفلسطينيين. وفي المقابل، تشن الولايات المتحدة الأميركية منذ 15 مارس حملة غارات شبه يومية ضد مواقع الحوثيين في اليمن، ردًا على هجماتهم المستمرة.

وتشير هذه التطورات المتسارعة إلى تصميم إسرائيلي متزايد على مواجهة تهديدات الحوثيين بشكل مباشر، وتفكيك قدراتهم الهجومية التي باتت تطال العمق الإسرائيلي.

ويُعد استهداف مطار صنعاء، تصعيدا نوعيا في الرد الإسرائيلي، ويوحي برغبة في إضعاف قدرة الحوثيين على شن المزيد من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة.

وأعلن الحوثيون عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 39 آخرين جراء الغارات الإسرائيلية على اليمن، بما في ذلك ضحايا في استهداف مصنع إسمنت وميناء الحديدة.