إسرائيل تتوعد بالرد سبعة أضعاف على صاروخ حوثي شل مطار بن غوريون
أعلنت إسرائيل الأحد سقوط صاروخ أطلق من اليمن في محيط مطار بن غوريون الدولي في هجوم أدى إلى توقف حركة الملاحة وإثارة حالة من الذعر بين المسافرين، وتوعدت الدولة العبرية بالرد عليه "بسبعة أضعاف".
وقد وثّق شهود عيان في المطار لحظات الرعب التي أعقبت سقوط الصاروخ، حيث انتشرت مقاطع فيديو تُظهر تصاعد عمود كثيف من الدخان الأسود بالقرب من طائرات متوقفة ومباني المطار، مما أثار الهلع بين الركاب المتواجدين داخل مبنى المسافرين.
وأعلنت جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن المتحالفة مع إيران "استهداف مطار بن غوريون في إسرائيل بصاروخ بالستي".
وقال يحيي سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، في بيان متلفز، "استهدفنا مطار بن غوريون في يافا المحتلة بصاروخ بالستي فرط صوتي أصاب هدفه بنجاح"، مشيرا إلى فشل منظومات الدفاع الأميركية والإسرائيلية في اعتراض الصاروخ.
وأشار إلى أنه "نتج عن قصف مطار بن غوريون هروب أكثر من ثلاثة ملايين صهيوني إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار بشكل كامل لأكثر من ساعة"، لافتا إلى "تنفيذ سلاح الجو المسير الليلة الماضية بطائرة يافا عملية عسكرية استهدفت هدفا حيويا للعدو الإسرائيلي في عسقلان".
وأكدت الشرطة الإسرائيلية الأحد "سقوط صاروخ" في محيط مطار بن غوريون، وذلك بعد أن أعلن الجيش تنفيذ "محاولات لاعتراض الصاروخ".
وقال قائد لواء المركز في إسرائيل يائير حتسروني في مقطع فيديو صوره من موقع سقوط الصاروخ ويظهر خلفه برج مراقبة مطار بن غوريون، إن الصاروخ أحدث حفرة "بعرض وعمق عشرات الأمتار".
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها تجري "مسحا ميدانيا لرصد سقوط شظايا صواريخ اعتراض". طالبة من المواطنين "الالتزام بالتعليمات وعدم الاقتراب من أجسام غريبة والاتصال" بها.
من جهتهم، سمع صحافيو وكالات الأنباء الدولية دوي انفجار في أنحاء القدس وفي محيط مطار بن غوريون في مدينة تل أبيب الساحلية.
وفي مطار بن غوريون، أكد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية سماع دوي انفجار "قوي حوالي الساعة 9:35 (بالتوقيت المحلي) وكان الارتداد شديدا للغاية".
وأضاف "على الفور، طلب أفراد الأمن من مئات المسافرين الاحتماء".
وبحسب مسؤول في المطار "تم تحويل مسار رحلة قادمة لشركة طيران الهند إلى أبوظبي".
وقال المتحدث باسم سلطة المطارات في بيان مقتضب "تم استئناف عمليات الإقلاع والهبوط بشكل طبيعي، مطار بن غوريون مفتوح ويعمل كالمعتاد" بعد توقف قصير جراء سقوط الصاروخ.
وبعد استئناف الملاحة، قال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إن "العديد من المسافرين ينتظرون إقلاع رحلاتهم وآخرون يحاولون إيجاد رحلات بديلة".
ومن بين هؤلاء إسرائيلية قالت إنها "شعرت بالخوف لأن الانفجار كان كبيرا".
وأضافت المرأة التي فضلت عدم الإفصاح عن اسمها "الآن كل شي على ما يرام ... لكن منذ 7 أكتوبر اعتدنا على هذا، قد يأتي صاروخ في أي لحظة، وتتوقف الحياة لبعض الوقت".
من جانبه، قال جهاز الإسعاف والطوارئ "نجمة داود الحمراء" إنه تلقى اتصالات بشأن إصابات ناجمة عن الانفجار بعد تطاير التراب والحجارة.
وأضاف "رأينا عددا من المصابين موزعين على مسافة كبيرة".
وأكد الجهاز إخلاء "أربعة مصابين من موقع الانفجار إلى المستشفيات بينهم رجل يبلغ نحو 50 عاما إصاباتهم بين طفيفة ومتوسطة وسيدتان تبلغان 54 و38 عاما، ورجل 64 عاما وجميعهم إصابتهم طفيفة".
وبحسب الجهاز أيضا تم إخلاء سيدتين أصيبتا أثناء توجههما إلى الملجأ، وشخصين آخرين كانا يعانيان "من القلق".
ويمثل استهداف مطار بن غوريون تصعيدا خطيرا من الحوثيين، حيث طال مدى صواريخهم قلب إسرائيل وبنيتها التحتية الحيوية، مشكلاً تهديداً مباشراً وشالاً مؤقتاً لحركة الملاحة، وينذر بتوسع الصراع إقليمياً.
وقد دفع هذا الهجوم إسرائيل إلى التفكير في ردود محتملة، حيث هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالرد، قائلا في بيان مقتضب "من يضربنا سيتم ضربه بسبعة أضعاف".
وذكر مسؤول إسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعا هاتفيا على الساعة الثالثة عصرا مع كاتس ومسؤولين عسكريين آخرين لبحث ردود محتملة، بما في ذلك توجيه ضربة إسرائيلية مباشرة لأصول الحوثيين في اليمن، حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل اليوم الأحد.
وفي الساعة السابعة مساء، سيعقد نتنياهو اجتماعا حضوريا لمجلس الوزراء الأمني لبحث توسيع الحملة العسكرية في غزة، والقتال في سوريا، والهجوم الحوثي، وقضايا أخرى.
يمثل استهداف مطار بن غوريون الدولي تصعيدا خطيرا من الحوثيين، حيث طال مدى صواريخهم قلب إسرائيل وبنيتها التحتية الحيوية، مشكلا تهديدا مباشرا وشالا مؤقتاً لحركة الملاحة، وينذر بتوسع الصراع إقليميا.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر 2023، تطلق جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن صواريخ وطائرات مسيّرة على إسرائيل بشكل منتظم، باستثناء فترتي الهدنة في الحرب.
ويشنّ الحوثيون أيضا هجمات على سفن تجارية يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن انطلاقا من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، في ما يعتبرونه "دعما" للفلسطينيين في قطاع غزة.
وردّا على هذه الهجمات تشنّ الولايات المتحدة، بالاشتراك أحيانا مع بريطانيا، غارات ضد مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن السبت اعتراض صاروخ أطلق من اليمن وتبنّاه الحوثيون.
وأكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان مصور السبت استهداف منشأة عسكرية في وسط إسرائيل "بصاروخ بالستي فرط صوتي نوع فلسطين2".