لقاء ترامب وزيلينسكي.. ما دور الأمير ويليام في «المعجزة الأخيرة للبابا»؟
على هامش جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان، برز ولي العهد البريطاني الأمير ويليام كوسيط خفي ساهم في تمهيد الطريق لمحادثات
بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
هذا اللقاء، الذي وُصف بـ"المعجزة الأخيرة للبابا"، سلط الضوء على كيفية تحوُّل المناسبات العالمية إلى منصات غير متوقعة للحوار السياسي، وكشف عن أدوار خفية تلعبها الشخصيات الملكية في صناعة التاريخ، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وبحسب تقارير صحفية، وصل الأمير ويليام إلى كاتدرائية القديس بطرس بروما برفقة السير كير ستارمر، زعيم حزب العمال البريطاني. وخلال التجمع، انضم إليهما كل من ترامب، وزيلينسكي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مجموعة صغيرة بدت وكأنها قمة عالمية مصغرة.
ترامب وزيلينسكي والأمير ويليام
هنا، أظهر الأمير ويليام ذكاءً دبلوماسيًا لافتًا حين "انسحب بأدب" من المجموعة، تاركًا المجال للقادة لبدء نقاش ثلاثي تلاَه اجتماع ثنائي خاص بين ترامب وزيلينسكي، هو الأول من نوعه منذ مشادتهما الكلامية المثيرة في البيت الأبيض يوم 28 فبراير/شباط الماضي.
وبحسب تقارير صحفية، أظهر ويليام مهارة في "قراءة الأجواء" عندما انسحب بأدب من مجموعة صغيرة ضمت القادة، مما سمح لهم ببدء نقاش ثلاثي تلاَه اجتماع ثنائي خاص بين ترامب وزيلينسكي.
نتائج اللقاء وتصريحات الزعماء:
وصف زيلينسكي الاجتماع عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي بأنه "جيد وقد يصبح تاريخيًا"، مشيرًا إلى مناقشة قضايا مثل "وقف إطلاق النار الكامل" و"ضمان سلام دائم".
كما أكد البيت الأبيض أن المحادثات كانت "مثمرة"، بينما أشاد مراقبون بدور الأمير ويليام في تسهيل الحوار، واصفين تحرُّكه بـ"الخطوة الدبلوماسية الذكية".
وأثار ترامب جدلًا دوليًا بتصريح أدلى به في نيوجيرسي، مفترضًا أن زيلينسكي "مستعد للتخلي عن القرم" لإنهاء الحرب، وهو ما نفاه الرئيس الأوكراني جازمًا، بالقول: "الشعب الأوكراني وحده يقرر مصير أراضيه".
وأكد زيلينسكي التزام دستور بلاده برفض الاعتراف بأي احتلال، بينما حذَّر محللون من أن قبول مثل هذه الخطوة قد يُعتبر "خيانة وطنية".
يأتي هذا اللقاء بعد شهرين من توتر العلاقات بين ترامب وزيلينسكي، إثر خلاف علني في البيت الأبيض 28 فبراير/شباط الماضي حول حجم الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
ويعتبر الاجتماع الجديد فرصة غير متوقعة أتاحها التجمع العالمي في الفاتيكان، وصفها البعض بـ"معجزة البابا الأخيرة".
رؤية الكنيسة وتحليلات المراقبين
ترامب وزيلينسكي والأمير ويليام
علق الأب فرانشيسكو جوردانو، على الحدث قائلًا: "كان مؤثرًا رؤية قادة العالم يتحدثون عن السلام في مكان مقدس"، بينما رأى محللون أن اجتماع ترامب وزيلينسكي قد يُعيد رسم خريطة المفاوضات المستقبلية.
ورغم التفاؤل الحذر، تبقى العقبات كبيرة، فبينما يُصر ترامب على ضرورة توقيع بوتين لـ"اتفاقية سلام فورية"، تُشدد كييف على حاجتها لضمانات أمنية ملموسة قبل أي تسوية، مما يترك الأمل معلقًا بين دبلوماسية الصدفة وتعقيدات الحرب.
دور الفاتيكان: الدبلوماسية الخفية وراء الحداد
لم تكن جنازة البابا فرنسيس مجرد مراسم دينية، بل تحولت إلى منصة لدبلوماسية صامتة، فبالإضافة إلى اللقاء الأمريكي-الأوكراني، شهدت الأجنحة الجانبية للكاتدرائية محادثات بين قادة أوروبيين حول أزمات أخرى في العالم، مثل الصراع في غزة والأزمة الاقتصادية العالمية.
وقال الكاردينال بيترو بارولين، وزير خارجية الفاتيكان: "في الموت، نجد فرصًا للحياة.. نأمل أن تُثمر هذه الحوارات عن خطوات ملموسة نحو السلام".