«طموح إيلون ماسك».. رئيس مجلس إدارة العالم؟

وكالة أنباء حضرموت

في أمريكا دعم الرئيس المُنتخب دونالد ترامب، وفي بريطانيا أراد التبرع لحزب يميني جديد، وفي ألمانيا أيضا حدد تفضيلاته.

الملياردير الأمريكي إيلون ماسك أظهر رغبة في ممارسة دور سياسي ليس في واشنطن فحسب، لكن ربما أراده بنكهة عالمية، يتخطى حدود بلده إلى الدول الكُبرى الفاعلة في أوروبا، التي تُحدد قراراتها إلى جانب البيت الأبيض مصير العالم.

خطوات ماسك الجديدة في مضمار السياسة جعلت المراقبين يتحدثون عن دور له في حكم أمريكا في المرحلة المقبلة، وهو ما دفع ترامب إلى مخالفة تلك التوقعات، لكن بدا أن ماسك يريد ما هو أبعد من واشنطن، إذ أظهر حرصا على دعم أحزاب يمينية جديدة في العواصم الأوروبية الكُبرى.

دور في ألمانيا
وعبر ماسك أخيرا عن دعمه لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، في مقال رأي كتبه لصحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية ونشر على الإنترنت اليوم السبت، ما دفع محررة قسم مقالات الرأي إلى الاستقالة احتجاجا.

وفي المقال، الذي نشرته باللغة الألمانية الصحيفة الرائدة لمجموعة "أكسل سبرينجر" الإعلامية، أسهب ماسك في الحديث عن الحزب الألماني، بعد منشور له على منصة "إكس" التي يمتلكها الأسبوع الماضي، قال فيه إن "حزب البديل من أجل ألمانيا هو فقط القادر على إنقاذ ألمانيا".

وقال ماسك في المقال "تصوير حزب البديل من أجل ألمانيا على أنه حزب يميني متطرف هو خاطئ تماما".

وصنف المكتب الاتحادي لحماية الدستور، وهو وكالة المخابرات الداخلية في ألمانيا حزب "البديل من أجل ألمانيا" بأنه "حالة تطرف مشتبها بها" منذ عام 2021.

ويأتي دعم ماسك للحزب في الوقت الذي يستعد فيه الألمان للتصويت في انتخابات جديدة 23 فبراير/شباط المقبل بعد انهيار الحكومة الائتلافية بقيادة المستشار أولاف شولتز.

ويحتل الحزب المركز الثاني في استطلاعات الرأي.

ودافع ماسك عن حقه في التدخل في السياسة الألمانية بسبب "استثماراته الكبيرة".

تمويل في بريطانيا
ومن ألمانيا إلى بريطانيا، فجرت مساعي ماسك للتبرع لحزب الإصلاح أزمة واسعة داخل البلاد.

وبحث وزراء حزب العمال الحاكم في بريطانيا صياغة تشريعات جديدة لمنع خطة ماسك تقديم ملايين الجنيهات الاسترلينية لحزب الإصلاح، الذي يقوده السياسي المثير للجدل نايجل فاراج.

وكشف فاراج أن "قضية المال نوقشت" عندما أجرى محادثات مع إيلون ماسك في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا الأمريكية في وقت سابق من الشهر الجاري.

لكن لوسي باول من حزب العمال ألمحت إلى أن الإصلاحات التشريعية المقترحة للتبرعات السياسية قد تمنع الملياردير الأمريكي من التبرع بما يصل إلى 78 مليون جنيه استرليني لحزب الإصلاح، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.

وتعهد حزب العمال بتعزيز قواعد التبرعات للأحزاب السياسية، علما بأنه لا يُسمح حاليا بالتبرعات الأجنبية في السياسة داخل المملكة المتحدة، ولكن يمكن قبول المساهمات من "شركة مسجلة في المملكة المتحدة".

ولذلك قد يكون هناك فرصة لماسك لتقديم تبرع ضخم لحزب الإصلاح، إذ إن أكبر شركة يمتلكها الملياردير الأمريكي هي شركة تسلا، المسجلة في المملكة المتحدة.

رئاسة مشتركة

طموح ماسك أزعج أيضا حلفاءه في واشنطن، حيث قالت مجلة "ناشيونال إنترست" إن فريق ترامب يحاول السيطرة على تداعيات الظهور المبالغ فيه للملياردير الشهير، بعد قيامه بمفرده تقريبا بإفشال مشروع قانون إنفاق مؤقت كان سيضمن تمويل الحكومة الفيدرالية حتى 14 مارس/آذار، ما أعطى انطباعا بأن نفوذ ماسك بدأ يتفوق على ترامب نفسه.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن نائب الرئيس المنتخب جي دي فانس اختفى تقريبا من المشهد في الأسابيع الأخيرة، وبدا أن ماسك قد رسّخ علاقته الوثيقة مع ترامب، إذ يرافقه في كل مكان.

ووفقا للتقرير، يحاول ترامب الآن القضاء على الشائعات التي تقول إنه صنع نوعا من الرئاسة المشتركة مع ماسك، حتى إن حملة ترامب قالت في بيان إن ترامب هو الرئيس القائد.

وخلال تجمع حاشد في فينيكس بولاية أريزونا، أكد ترامب أن حليفه إيلون ماسك لا يمكن أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة لأنه "لم يولد في هذا البلد".

وقال ترامب "لن يُصبح (ماسك) رئيسا، يمكنني أن أقول لكم ذلك.. هو لم يولد في هذا البلد".

وولد ماسك في جنوب أفريقيا وحصل على الجنسية الأمريكية.