هجوم يستهدف سرايا السلام وسط أنباء عن خلافات حول مقر في ديالى
تعرض مقر "سرايا السلام" الجناح العسكري للتيار الوطني الشيعي الذي يتزعمه مقتدى الصدر في محافظة ديالى شمال شرق بغداد صباح الخميس إلى هجوم بقذيفة صاروخية، مما تسبب في إصابة عنصرين من الفصيل المسلح، وفق وسائل إعلام عراقية، وسط أنباء تتحدث عن أن دوافع هذه العملية تتعلق بخلافات حول مبنى وضعت السرايا يدها عليه.
ونقلت وسائل إعلام محلية بينها وكالة "شفق نيوز" الكردية العراقية ووكالة "بغداد اليوم" الإخبارية عن مصادر أمنية قولها إن "مقراً يشغله عناصر من سرايا السلام تعرض في تمام الساعة الثانية صباحا الى استهداف بصاروخ قاذفة من مكان قريب دون معرفة مصدره".
وأضافوا أن "الحادث وإطلاق النار العشوائي أدى الى إصابة عنصرين من التشكيل العسكري وفق "سرايا السلام" فضلا عن تضرر سيارة تابعة لهم"، مشيرين الى أنه تم فتح تحقيق بالحادث لكشف ملابساته.
ولم تتبنى أي جهة الهجوم، الذي يأتي بعد توترات أمنية كثيفة شهدتها ديالى خلال الأشهر والأعوام الماضية، والتي تنشط فيها عدة مليشيات، أبرزها "بدر"، و"عصائب أهل الحق"، و"لواء البقيع"، و"سرايا السلام"، إلى جانب جماعات مسلحة أخرى تتقاسم النفوذ بين مدن المحافظة.
وكشفت وسائل إعلام عراقية نقلا عن مصادر أمنية عن خلافات بين "سرايا السلام" وجهة مسلحة أخرى وراء الهجوم الذي استهدف مقر السرايا في منطقة كنعان بديالى، وذكرت أن السرايا تستنفر بالمكان حاليا تحسبا لأي تصعيد .
وبحسب المصادر فإن الهجوم جاء نتيجة خلافات بين عناصر السرايا في كنعان، بعد أن استغلوا مبنى كمقرّ لهم، فيما تريد جهة مسلحة أخرى المبنى لصالحها، وعندما شغلته السرايا بالقوة تعرّض المقر إلى استهداف بصاروخ قاذفة وإطلاق نار من قبل ملثمين يحملون بنادق، فيما ردت السرايا على إطلاق النار ووقعت إصابتان بينهم خلال الاشتباكات والاستهداف بالصاروخ.
وطوقت الأجهزة الأمنية مكان الحادث، وفتحت تحقيقا لمعرفة المتورطين وإصدار مذكرات قبض بحقهم.
وأكد عضو التيار الوطني الشيعي، حاكم الزاملي، المباشرة بتحقيقات رسمية حول الهجوم الصاروخي الذي استهدف مقر السرايا في ديالى، مبيناً أن الشرطة تواصل التحقيق وأصدرت أوامر قبض بحق المنفذين.
وكشف الزاملي في منشور عبر صفحته على فيسبوك اليوم الخميس، عن مجريات الأحداث عقب وقوع الهجوم، قائلا "أجرينا، هذا اليوم الخميس اتصالا مع قائد شرطة ديالى كذلك مع مجلس القضاء في ديالى، بخصوص الاعتداء الإجرامي الذي استهدف مقر سرايا السلام بناحية كنعان في محافظة ديالى".
وأردف أنه "تم إصدار أوامر قبض بحق الجناة والمجرمين"، لافتاً إلى أنه "أكدنا أن الاستهتار والعبث بأرواح الأبرياء أمر مرفوض، وطالبنا الأجهزة الأمنية بعدم التهاون مع القتلة والمجرمين والعابثين بأرواح الناس".
وأكد قيادي بارز في التيار الوطني الشيعي في تصريح إعلامي أن ديالى محافظة ساخنة، وفيها إشكاليات كثيرة، وخرق أمني مستمر، وجماعات مسلحة مختلفة، لذلك يصعب تحديد دوافع هذا الاستهداف، معتبرا أن سرايا السلام ربما هي من أكثر الجهات الأمنية التابعة إداريا للحشد الشعبي التزاما بتوجيهات القائد العام القوات المسلحة.
ووصف القيادي العملية بأنها تحمل طابعا رمزيا أكثر منه آثارا أمنية، معتبرا أن ضرب مقر "سرايا السلام" هو استهداف للتيار الوطني الشيعي ولزعيمه مقتدى الصدر، الغاية منه استفزاز الصدريين من أجل جرهم إلى التصعيد، وهو أمر لن يحصل إطلاقا، بعد توجيهات الصدر بعدم التحرك وترك الأمر إلى الجهات الأمنية المختصة.
والشهر الماضي توعد الصدر بطرد "أي فرد من أفراد التيار يحمل السلاح ضد العراقيين داخل البلاد" وذلك بعد هجوم استهدف منزل إمام جمعة النجف صدرالدين القبانجي وأدى لإصابة أحد حراسه بجروح خطيرة دون تحديد الجهة المهاجمة والأسباب من وراء الهجوم وفق مصادر أمنية تحدثت لوسائل إعلام محلية.
وجاء في منشور على حساب صالح محمد العراقي المقرب من الصدر على موقع اكس إن "كل من يستعمل السلاح في العراق ضد العراقيين، فهو يستعمله طلقة في صدري، وأنا براء منه إلى يوم القيامة، ويُعتبر مطرودا من آل الصدر ومن التيار الوطني الشيعي".
وندد النائب المقرب من التيار الصدري برهان المعموري الخميس، بالهجوم الذي استهدف المقر الذي وصفه بـ"الجبان"، مؤكدا إصابة عدد من عناصر "سرايا السلام".
وقال المعموري في منشور عبر صفحته على فيسبوك، إن هذا الاستهداف "يندرج في خانة محاولات زعزعة الأمن والاستقرار الذي تنعم به محافظة ديالى، ويأتي مكملاً لسلسلة الإجراءات غير المدروسة والقرارات الإقصائية التي لجأت لها الأحزاب والكتل السياسية المتصارعة على المغانم والمناصب".
وأضاف أن "محافظة ديالى ذات التنوع الاجتماعي والنسيج الوطني التي تحتضن كل القوميات والمذاهب يجب أن تبقى بعيدة عن الاضطرابات والمشاكل بين المتصدرين للمشهد السياسي المتقاسمين للمناصب".
ودعا المعموري، محافظ ديالى وقائد العمليات وقائد الشرطة وكل الأجهزة الأمنية للتحرك العاجل والقبض على الجناة ومرتكبي هذه الجريمة النكراء وتسليمهم إلى القضاء لينالوا جزائهم العادل.
وكان الصدر قد أمر بتشكيل ميليشيا "سرايا السلام" بعد دخول داعش للموصل ومدن عراقية أخرى عام 2014 بذريعة الدفاع عن المراقد المقدسة في سامراء، وخاضت الميليشيا معارك عدة ضد تنظيم داعش في مناطق متفرقة من العراق، واتهم بعض عناصرها بارتكاب انتهاكات ضد مدنيين في المناطق المحررة.
وقرر زعيم الصدريين في مارس الماضي تجميد عمل "سرايا السلام" في محافظة ديالى شمال شرق بغداد بعدما شهدت خروقات أمنية أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص حيث برر ذلك بوجود المندسين.
وقال الصدر حينها ان "أسباب إيقاف "سرايا السلام" في ديالي تعود لوجود أشخاص وصفهم بالمندسين، يعملون باسم الصدر على اختطاف وابتزاز الأهالي وهذا ما لا يرتضيه العقل والإنسانية".
كما شدد على الالتزام بالتوجيهات التي تؤكد على ضرورة الحفاظ على النظام العام، وعدم تكرار مثل هذه التجاوزات، وفي حال تكرارها ستكون العقوبة أشد".
وانسحب "التيار الصدري" من العملية السياسية في 29 أغسطس من العام الماضي 2022، بعدما قرر زعيمه سحب نواب كتلته من البرلمان، ومن ثم اعتزال العمل السياسي، بعد سلسلة أحداث كبيرة بدأت بتظاهرات لأنصار التيار الصدري وانتهت بالاشتباكات داخل المنطقة الخضراء في بغداد مع فصائل مسلحة منضوية تحت هيئة الحشد الشعبي.