مارسيلو غاياردو يرسم مشروع اتحاد جدة على وجود محمد صلاح

وكالة أنباء حضرموت

مر الدولي المصري محمد صلاح بمنحنيات عديدة في علاقته بنادي ليفربول الإنجليزي منذ انضمامه إلى صفوفه قادما من روما، لكن في كل مرة كان الخيار الأقرب بالنسبة له الاستمرار ومواصلة رحلة تحقيق الأحلام.

ولا جدال حول أن صلاح أضحى من أساطير النادي التي لن تنساها جماهير مدينة ليفربول، لكن القصة ربما تعرف الفصل الأخير عما قريب. وفي يوليو 2022، جدد صلاح عقده مع ليفربول، ليصبح اللاعب الأعلى أجرا في فريقه، ويستمر عقده حتى 2025 وهي النهاية التي لا ترغب أن تراها إدارة الريدز.

يخيم هاجس إمكانية رحيل صلاح مجانا على إدارة الريدز، وهو ما أشارت إليه بوضوح صحف إنجليزية عدة من بينها شبكة “ليفربول إيكو”، والتي أكدت أن الإدارة ربما لا تمانع في رحيل الفرعون في الصيف، بدلا من انتظار الرحيل المجاني.

وتبلغ القيمة السوقية الحالي لصلاح نحو 65 مليون دولار (بحسب موقع ترانسفير ماركت)، وهو بالطبع ليس أعلى ما وصل إليه النجم المصري، لكن إدارة الليفر لا تبدو عازمة على التخلي عن تلك القيمة، في حال الرحيل المجاني، علاوة على أن قيمة العروض السعودية تبدو أكثر بكثير من تلك القيمة التقديرية.

الرحيل المجاني

برحيل الألماني يورغن كلوب عن قيادة ليفربول، تشير التكهنات إلى إمكانية حدوث ثورة داخل ليفربول، خصوصا بعدما حصد هذا الموسم لقبا وحيدا هو كأس رابطة المحترفين الإنجليزية. ولا يعد صلاح الاسم الوحيد المرشح للرحيل لكنه الأبرز. وفي صيف 2023 وبحسب التقارير الإنجليزية، وقفت رغبة كلوب في الاحتفاظ بصلاح عائقا في سبيل انتقاله إلى الاتحاد السعودي، في صفقة قدرت وقتها بـ150 مليون إسترليني.

بدوره كان اتحاد جدة يرى في صلاح ضلعا أساسيا في مشروع إعداد فريق يحافظ على لقب الدوري السعودي الذي حققه العام الماضي، لكن تعثر المفاوضات دفعت إدارة “العميد” للبحث عن بدائل أخرى كان من بينها الجناح البرتغالي فيلبي جوتا الصفقة التي لم تلق ترحيبا جماهيريا كبيرا. واكتفى الاتحاد باستقدام قائد الريال كريم بنزيمة، والبرازيلي فابينيو لاعب وسط الريدز السابق، إلى جانب الفرنسي نغولو كانتي نجم وسط تشيلسي السابق، والمدافع البرازيلي فيليبي لويس.

وارتكز مشروع الاتحاد، بقيادة نونو سانتو، على وجود صلاح، كمحترف أجنبي يعرف الكرة العربية، ويمكنه أن يأتي بشغف المنافسة في دوري يضم زميله ومنافسه السابق ساديو ماني، وكريستيانو رونالدو، ورياض محرز وبنزيمة وغيرهم. واضطر “العميد” لمواصلة التعويل على نجمه البرازيلي رومارينهو كجناح أيمن (مركز صلاح) الذي بمرور الوقت بات يغرد وحيدا في الهجوم لكثرة إصابات بنزيما، ورحيل إيغور كورنادو.

ورغم التعثرات التي أدت إلى رحيل سانتو وقدوم المدرب غاياردو، إلا أن الرغبة الاتحادية في الحصول على خدمات صلاح ما زالت مستمرة، وهو ما تبينه التقارير الإنجليزية التي تؤكد أن العروض لازالت مستمرة. انتقال صلاح إلى الاتحاد سيكون بمثابة طوق النجاة في بحر الانتقادات الواسعة من الجماهير التي تحمل الإدارة مسؤولية الموسم المُحبط والتحول من فريق بطل إلى شبح لفريق لا يقوى على الوصول للمربع الذهبي وودع كل البطولات.

لم يعش النجم المصري حالة من الحيرة في علاقته بالليفر مثل التي يعيشها الآن، فهو يعرف جيدا أن قدوم المدرب آرني سلوت المحتمل، ورغم تصريحاته الإيجابية عن النجم المصري، إلا أن تحقيق انتفاضة لليفر والعودة للمنافسة بقوة الموسم الجديد ليست مضمونة. أما تحطيم الأرقام القياسية، فلم يعد هناك سوى رقم إيان راش الهداف التاريخي للنادي في جميع البطولات عبر تاريخه بـ346 هدفا، وهو أمر يحتاج لمواسم عدة حتى يكسره صلاح الذي تجاوز مؤخرا حاجز الـ200 هدف.

نفي الخلاف

بخلاف ذلك لم يترك صلاح رقما مميزا إلا وتخطاه، كما حقق جميع الألقاب الممكنة.. لذلك، تبدو التجربة السعودية أكثر إغراء، خصوصا بعدما تبين للجميع أن الأمر لم يكن مجرد “طفرة” الموسم الواحد، بل أن العديد من النجوم العالميين يتطلعون لمواصلة المغامرة. وبين مؤيد ومعارض لرحيل صلاح، فإنه وحده هو من يتعين عليه حسم قراره، الذي ربما لن يتأخر كثيرا، خصوصا في ظل ترقب إدارة ليفربول لموقف اللاعب سواء بالبقاء ومن ثم الرحيل مجانا، أو الرحيل وانتظار أموال انتقاله لإعادة بناء الفريق.

أكد حسام حسن مدرب منتخب مصر، أن محمد صلاح نجم ليفربول، من أفضل اللاعبين على مستوى العالم، ولا يوجد أي خلاف بينهما. وقال حسام في تصريحات للصحفيين، إنه يتواصل مع محمد صلاح بشكل طبيعي، من أجل الترتيب لانضمامه إلى معسكر منتخب مصر خلال الشهر المقبل.

وغاب صلاح عن أول معسكر لمنتخب مصر تحت قيادة حسام حسن، بناء على طلب نجم ليفربول لرغبته في العودة التدريجية بعد تعرضه لإصابة قوية أثناء بطولة كأس الأمم الأفريقية. وأضاف مدرب الفراعنة، أنه لم يطالب بإلغاء الدوري أو كأس مصر، ولكنه يطالب بتغيير نظام الدوري المحلي، ليقام بنظام الدور الواحد، ثم تقام بطولة من أول 10 أندية في جدول الترتيب لتحديد البطل، وتتنافس باقي الأندية لتجنب الهبوط، لينتهي في نفس موعد الدوريات الأوروبية.

وتابع “أريد أن يدعونا أي شخص لمتابعة لاعب جديد يفرزه الدوري المصري ويستحق الانضمام للمنتخب، لكن البعض منشغل بوجود توازنات خاصة في الاختيارات بين الأندية ليس أكثر”. وأتم “انظروا للدوري المصري، ستجدون أن أي فريق يمرر الكرة على الأقصى 3 مرات ثم يتم قطعها، وإذا أقمنا معسكر المنتخب لمدة 4 أو 5 أيام فهذا يجعلنا نلعب في مركز شباب وليس كأس العالم”.