مبابي وبن زيمة يكشفان ما تفتقره إسبانيا
ربما يمثل الدور قبل النهائي والنهائي بدوري الأمم الأوروبية لكرة القدم بطولة مصغرة، لكن هذه المواجهات أعادت التذكير بواحدة من أبرز الحقائق، وهي أن المهاجمين يحسمون المباريات.
وفازت فرنسا 2-1 على إسبانيا في النهائي باستاد سان سيرو أمس الأحد بهدفين من أبرز المهاجمين وهما كريم بن زيمة، بتسديدة رائعة في الزاوية البعيدة، وكيليان مبابي.
وعلى النقيض من فاعلية بطلة العالم، سيطرت إسبانيا على الشوط الأول لكنها لعبت بدون مهاجم ولم تشكل خطورة على مرمى هوجو لوريس حارس فرنسا.
وغاب المهاجمان ألفارو موراتا وجيرار مورينو عن إسبانيا بسبب الإصابة وقال لويس إنريكي مدرب إسبانيا إنه كان ضد الاعتماد على مهاجم "حقيقي".
ولم يظهر تأثير غياب مهاجم حقيقي في الفوز 2-1 على إيطاليا الأربعاء الماضي، حيث شارك الجناح فيران توريس كمهاجم وأحرز هدفي إسبانيا.
لكن ضد فرنسا عاد توريس إلى مركزه المفضل في الناحية اليمنى من خط الهجوم ولم يكن فقط أقل فاعلية فبدونه افتقرت إسبانيا للوجود داخل منطقة الجزاء.
وقام ميكل أويارزابال بعمله في الهجوم وعلى يساره بابلو سارابيا لكن دفاع فرنسا تأقلم مع ذلك رغم إصابة رفائيل فاران وخروجه في الشوط الأول.
ومنح أويارزابال التقدم لإسبانيا لكن بن زيمة أدرك التعادل سريعا لفرنسا وحسم مبابي الفوز وافتقرت إسبانيا لوجود مهاجم حقيقي.
ففي كل مرة هاجمت فيها فرنسا ظهر تفوق مبابي بسرعته وتحركاته وشكل بن زيمة خطورة.
وعلى الجانب الآخر كان الأمر ممتعا عندما تهاجم إسبانيا لكنها لم تشكل خطورة.
ويملك فريق المدرب لويس إنريكي العديد من المواهب البارزة مثل جابي ويريمي بينو حيث استمرت الأندية الإسبانية في تقديم العديد من المواهب رغم الأزمة المالية في ريال مدريد وبرشلونة.
مهاجم بارز
ستكون إسبانيا بحاجة لإضافة مهاجم بارز إلى تشكيلتها التي تضم العديد من اللاعبين الرائعين في خط الوسط والهجوم لو أرادت استعادة القمة الكرة العالمية عندما حققت لقب كأس العالم 2010 وبطولة أوروبا في 2008 و2012.
وستتجه فرنسا إلى كأس العالم في قطر في العام المقبل وهي من بين المرشحين للقب.
ويواصل مبابي تطوره كلاعب فبسرعته وسيطرته على الكرة وقدرته على العثور على مساحات يشكل خطورة على المنافسين.
والآن يشكل مبابي ثنائيا رائعا مع بن زيمة.
ولا يكتفي الثنائي بتسجيل الأهداف الرائعة فقط فهما يلعبان بفاعلية كانت يتمناها المدرب ديدييه ديشان عندما أعاد بن زيمة إلى الفريق قبل بطولة أوروبا الصيف الماضي.
وبوجود أنطوان غريزمان خلفها تملك فرنسا هجوما ربما يتفوق على المنتخبات الأخرى.
وتغلبت فرنسا على بلجيكا المصنفة الأولى عالميا ثم إسبانيا رغم غياب نغولو كانتي لكن بول بوغبا قدم أداء رائعا.
ومع الاعتماد على خطة 3-4-3 بدا أن ديشان عثر على الأسلوب المثالي للاستفادة من المواهب التي يملكها فريقه.
وقطع لويس إنريكي خطوة كبيرة في إعادة بناء إسبانيا التي عانت في السنوات الأخيرة وأظهر فريقه قدرته على الفوز على المنتخبات الكبيرة عندما يسير كل شيء على ما يرام مثلما حدث ضد إيطاليا الأسبوع الماضي.
لكنه بالتأكيد يتمنى الآن لو أن هناك من هو مثل مبابي أو بن زيمة في تشكيلته.