ميركل وبنيت... اتفاق على أمن إسرائيل وخلافات في الشأن الفلسطيني والنووي الإيراني
حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، خلال اليوم الذي أمضاه أمس الأحد، برفقة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إزاحة الموضوع الفلسطيني عن جدول الأبحاث والتركيز على الموضوع الإيراني. وأكد في عدة تصريحات في الصباح والمساء على أن «مسؤولية إسرائيل هي التأكد بالأفعال، لا بالأقوال، أنه لن يكون بحوزة إيران سلاح نووي أبداً». وقالت ميركل إن «أمن إسرائيل سيظل جزءاً مهماً ومركزياً في أي حكومة يتم تشكيلها في ألمانيا».
وكانت ميركل وصلت إلى إسرائيل منتصف ليل السبت، في «زيارة عمل» ورفضت تسميتها «زيارة وداع». ولاقت حفاوة بالغة، وأمضت طيلة اليوم مع بنيت، فأجرت لقاءً ثم اجتمعت مع الحكومة الإسرائيلية بجميع وزرائها ثم قامت بزيارة لمتحف ضحايا المحرقة النازية «يد واسم» في القدس الغربية، ثم التقت الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ. واختتمت بمأدبة عشاء. وأشاد الطرفان بالعلاقات الوطيدة بينهما، ولكنهما لم يستطيعا إخفاء الخلافات أيضاً.
وتعمدت ميركل الإشارة غير مرة إلى الخلاف في الموقف من القضية الفلسطينية. وقالت، خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية: «توجد بيننا خلافات أحياناً، كما هو حاصل في الموضوع الفلسطيني مثلاً. فنحن نؤيد حل الدولتين ونرى فيه إمكانية وحيدة ليعيش الفلسطينيون والإسرائيليون في بلادهم بأمان ونحذر من محاولات إبعاده». وقالت في تصريحات أخرى إنه «ينبغي الاهتمام بجيران إسرائيل وثمة طريق واحدة صحيحة، هي التسوية السلمية على أساس حل الدولتين». وانتقدت سياسة الاستيطان الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وقالت إنها «تضع مصاعب في طريق السلام وتقدم الشعبين».
وقد رد بنيت عليها قائلاً: «نحن لا نتجاهل الفلسطينيين، فهم جيران ولن يذهبوا من هنا إلى أي مكان، كما أننا نحن أيضاً لن نذهب إلى أي مكان». لكنه اعترض على فكرة الدولة الفلسطينية قائلاً بأن دولة كهذه «تعني فتح الباب أمام إقامة دولة إرهاب على مسافة سبع دقائق من بيتي ومن أي نقطة في إسرائيل تقريباً. وأنا شخص براغماتي وفي حكومتي ننفذ سلسلة تحركات ميدانية من أجل الدفاع عن الجميع».
وظهر الخلاف أيضاً في الموضوع الإيراني، فقال بنيت: «في السنوات الثلاث الماضية، حقق الإيرانيون قفزة كبيرة إلى الأمام في المشروع النووي، حيث باتت قدرتهم على التخصيب في أكثر مراحلها تقدماً. الإيرانيون يماطلون بالوقت وأجهزة الطرد المركزي تدور. ونحن نرى أن مسؤولية إسرائيل هي التأكد بالأفعال وليس الأقوال من أن إيران لن تمتلك أسلحة نووية، فالأسلحة النووية في أيدي نظام متطرف وعنيف كهذا ستغير وجه المنطقة والعالم. وبالنسبة لنا، هذه قضية وجودية». وتابع بنيت: «لقد بلغ البرنامج النووي الإيراني مرحلة تستلزم قدرة قيادية في العالم لأجل صده، فالتسليم بإيران «دولة على عتبة النووي» سيكون وصمة عار على جبين العالم الحر، بل وسيشكل خطراً على السلم العالمي. ونشاهد كيف يتصرف الإيرانيون حالياً، وهم لا يمتلكون مظلة نووية بعدُ، في سوريا والعراق ولبنان واليمن وغزة والخليج. فما بالكم بمدى الأضرار التي سيتسببون بها إذا أدرك العالم أن هذه الهمجية باتت مدعومة بقنبلة نووية».
وقال بنيت: «لا جدوى في محاولة مهادنة الإيرانيين، كونهم يفسرون المهادنة كضعف. وهم يواصلون التلاعب بالمجتمع الدولي، والمماطلة وفي هذه الأثناء التمادي في تخصيب اليورانيوم، وفي زعزعة الاستقرار في المنطقة دون هوادة. نشهد مرحلة حاسمة، والموقف الألماني هام بشكل خاص».
من جانبها قالت ميركل: «خلال فترة ولايتي عملت مع جميع أعضاء حكومتي لجعل العلاقات بين دولتينا وشعبينا أقوى وأوسع، وذلك من خلال المشاورات بين الحكومات. ولا يلعب ماضينا دوراً في هذا فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى توقع مستقبل مشترك. وأمن إسرائيل سيظل جزءاً مهماً ومركزياً في أي حكومة يتم تشكيلها في ألمانيا». وقالت ميركل: «الاتفاق النووي الإيراني ليس مثالياً. ولكن وجوده أفضل من غيابه». وأكدت: «نحن نعيش في أسابيع حاسمة إزاء المشروع النووي الإيراني وعلينا أن نكون موحدين في الهدف والمساعي لوقفه. ونتفق معكم أنه لا يجب السماح لأن تكون إيران نووية».