رأس الأفعى في طهران
بعد أيام قليلة من بداية الأزمة الإقليمية والحرب الكارثية في غزة، أكدنا: “بث الفرقة وتصدير الأزمة وإثارة الحروب في المنطقة هو “الأفعى” السامة والخطيرة التي نشرت جسدها ومخالبها في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من البلدان، لكن رأسها في بيت ولاية الفقيه العنكبوتية في طهران”.
بعد أيام قليلة من بداية الأزمة الإقليمية والحرب الكارثية في غزة، أكدنا: “بث الفرقة وتصدير الأزمة وإثارة الحروب في المنطقة هو “الأفعى” السامة والخطيرة التي نشرت جسدها ومخالبها في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من البلدان، لكن رأسها في بيت ولاية الفقيه العنكبوتية في طهران”.
إذا لم يكن واضحا للجميع في تلك الأيام أن مركز الأزمة وإثارة الحرب كان الفاشية الدينية التي تحكم إيران، اليوم، بعد ثلاثة أشهر ونصف من بدء الأزمة، بات واضحا للجميع وتم إزالة الستائر وتوجهت الأنظار إلى رأس الأفعى في طهران.
على الصعيد الدولي وفي الدول العربية، هناك العديد من السياسيين والمحللين الذين يقولون إن النظام الإيراني هو الطرف الوحيد الذي يستفيد من كوارث الحرب المريرة ويستغلها لفرض سياساته في المنطقة، وخاصة لاحتواء الأزمات الداخلية ومواجهة خطر الانتفاضة وقمع الاحتجاجات الاجتماعية.
كما يشدد الكثيرون على أن تحقيق السلام والمواجهة الجادة لاستمرارية الحرب والأزمة غير ممكن دون التركيز على النقطة المحورية لإثارة الحرب في دكتاتورية ولاية الفقيه الإرهابية. يوم الاثنين 22 يناير 2024، كتبت صحيفة نيويورك تايمز عنوانا يقول: “الحرب ضد النظام الإيراني هي احتمال حقيقي”.
ووصف الجنرال تشاك والد، النائب السابق لقائد القيادة الأمريكية في أوروبا، في مقال نشر في صحيفة بوليتيكو يوم الجمعة، نظام الملالي بأنه السبب الرئيسي للأزمة في الشرق الأوسط، وكتب: “بينما تعد معالجة تأثير تصرفات الحوثيين على الأمن البحري الدولي هي قضية ملحة، يجب أن تركز الجهود المبذولة لحل الأزمة على المصدر الحقيقي لهذه الأزمة التي تتكشف وأن رأس الأفعى في طهران”.
وأضاف: منذ بداية الصراع بين إسرائيل وحماس في أكتوبر، تم تسليط الضوء على الخطاب حول التوسع المحتمل للحرب من خلال المخاوف المتزايدة من أن القوى الكبرى الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، يمكن أن تكون متورطة في التصعيد. واليوم، يسير الطريق في هذا الاتجاه، ومسؤوليته تقع على عاتق كيان فريد: النظام الإيراني”.
يرى الجنرال تشاك والد الطريقة لمواجهة “المؤسسة الفريدة” للإرهاب وإثارة الحرب في دعم قوى المقاومة المنظمة ووحدات المقاومة في داخل إيران، مضيفا أن “عددا متزايدا من صانعي السياسة والخبراء العسكريين الغربيين يعترفون بوجود واستمرار حركة مؤيدة للديمقراطية تحظى بدعم واسع داخل إيران. تقود الحركة الشبكة الوطنية لوحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية منذ عام 2022. وكانت القفزة التي لا يمكن إنكارها في نشاط وحدات المقاومة هذه واضحة خلال انتفاضة عام 2022”.
وفي إشارة إلى دور المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في “تغيير السياسات لزيادة عزلة النظام” وخلق “ظروف مواتية لانتفاضة أكبر”، يشير إلى أن “مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة، وضعت خطة من 10 نقاط لإقامة جمهورية حرة ديمقراطية وغير نووية في إيران، قائمة على أساس فصل الدين عن الدولة”.
في الختام، شدد نائب القائد السابق لقيادة الولايات المتحدة في أوروبا على ضرورة ضرب “رأس الأفعى” وقطع مخالب الملالي الدموية في المنطقة، مضيفا: “إن تصنيف الحرس الذي هو أداة طهران الرئيسية للقمع الداخلي والتدخل الإقليمي، أمر ضروري ككيان إرهابي. يجب تنفيذ العقوبات الشاملة، بما في ذلك وقف مبيعات النفط للنظام في العالم، للحد بشدة من قدرة طهران على تمويل وكلائها. والاعتراف بحق الشباب الثائر في مواجهة الحرس وتحديه من شأنه أن يبعث برسالة واضحة مفادها أن عصر التجارة المعتادة قد انتهى”.